الفقهاء يكتب: الدولة العاقلة.. الأردن ونموذج إدارة الاختلاف في إقليم مضطرب
مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/30 الساعة 19:50
ما جرى في الأردن قبيل عيد الميلاد لم يكن مجرد إجراء أمني داخلي، بل كان انعكاساً مباشراً لعقيدة سياسية متكاملة تتجسد في سلوك الدولة داخلياً كما في خطابها الدبلوماسي خارجياً .. فحين واجه الأردن خطاب التحريض الطائفي بحزم فوري ، كان يطبق في الداخل ذات المنطق الذي يتبناه في الإقليم ، الوقاية من الانفجار قبل وقوعه.
الدبلوماسية الأردنية التي كثيراً ما وصفت بالهادئة أو المتزنة ، ليست دبلوماسية ضعف أو تراجع بل دبلوماسية دولة تدرك طبيعة الإقليم جيداً … دولة خبرت كيف تبدأ الصراعات من شرخ اجتماعي صغير وكيف تتحول الخلافات الهوياتية إلى وقود لحروب طويلة الأمد ،لذلك فإن تدخل الدولة الأردنية السريع لوقف التحريض لم يكن استثناءً بل انسجاماً مع رؤيتها الأشمل للأمن والاستقرار.
في خطاب الأردن السياسي الخارجي تبرز ثوابت لا تتغير تتمثل في رفض منطق الاستقطاب والتحذير الدائم من تسييس الدين والطائفة والدعوة إلى حلول سياسية تحفظ وحدة الدول لا تفككها … هذا الخطاب لم يكن يوماً تنظيراً أخلاقياً بل قراءة واقعية لما ال إليه الإقليم حين غابت “الدولة العاقلة” وحلت مكانها سلطات مترددة أو منهكة أو متواطئة مع الانقسام.
الأردن، في تعامله مع التحريض، أرسل رسالة مزدوجة ، إلى الداخل بأن التنوع الديني جزء من الأمن الوطني وإلى الخارج بأن الاستقرار لا يدار بالشعارات بل بالحسم القانوني المبكر .. هذه هي ذات الرسالة التي يحملها الأردن في المحافل الدولية حين يحذر من انهيار الدول ومن الفراغات التي تملؤها الجماعات المتطرفة ومن خطاب الكراهية الذي يستخدم كأداة سياسية.
في الإقليم نرى دولاً تعاملت مع التحريض الطائفي باعتباره “حرية تعبير” أو مسألة هامشية فاستيقظت لاحقاً على واقع من الميليشيات والانقسامات المجتمعية وفقدان السيطرة المركزية.. أما الأردن فاختار أن تكون الدولة حاضرة منذ اللحظة الأولى لا لتكميم الأفواه بل لحماية المجال العام من التحول إلى ساحة صراع هوياتي.
هذا السلوك يعكس جوهر “الدولة العاقلة” دولة لا تنفعل لكنها لا تتراخى لا تصعد بلا داعٍ لكنها لا تؤجل المواجهة مع الخطر الحقيقي، وهي ذات الفلسفة التي تحكم الدبلوماسية الأردنية في ملفات الإقليم ،من الدعوة إلى الحلول السياسية إلى رفض الفوضى الخلاقة ، إلى التأكيد المستمر على أن انهيار الدول أخطر من أي تسوية ناقصة.
في زمن الاصطفافات الحادة يقدم الأردن نموذجاً مختلفاً ، دولة تحمي توازنها الداخلي بالقانون وتدير علاقاتها الخارجية بالحكمة وتفهم أن الاستقرار ليس حالة ساكنة بل عملية مستمرة من الإدارة الواعية للتنوع والخلاف…ومن هنا فإن قتل الفتنة في مهدها ليس فقط سياسة داخلية بل جزء من خطاب سياسي إقليمي متكامل يرى في الدولة الوطنية القوية خط الدفاع الأول في وجه التفكك.
وفي محيط تتساقط فيه الدول واحدة تلو الأخرى يواصل الأردن تقديم نفسه بالفعل لا بالادعاء كنموذج للدولة التي تفهم زمنها وتحسن إدارة أخطارها فهذا هو سلوك دولة تعرف أن العقلانية ليست ترفاً بل شرط بقاء وأن من لا يضبط كلمته اليوم قد يفقد وطنه غداً.
الدبلوماسية الأردنية التي كثيراً ما وصفت بالهادئة أو المتزنة ، ليست دبلوماسية ضعف أو تراجع بل دبلوماسية دولة تدرك طبيعة الإقليم جيداً … دولة خبرت كيف تبدأ الصراعات من شرخ اجتماعي صغير وكيف تتحول الخلافات الهوياتية إلى وقود لحروب طويلة الأمد ،لذلك فإن تدخل الدولة الأردنية السريع لوقف التحريض لم يكن استثناءً بل انسجاماً مع رؤيتها الأشمل للأمن والاستقرار.
في خطاب الأردن السياسي الخارجي تبرز ثوابت لا تتغير تتمثل في رفض منطق الاستقطاب والتحذير الدائم من تسييس الدين والطائفة والدعوة إلى حلول سياسية تحفظ وحدة الدول لا تفككها … هذا الخطاب لم يكن يوماً تنظيراً أخلاقياً بل قراءة واقعية لما ال إليه الإقليم حين غابت “الدولة العاقلة” وحلت مكانها سلطات مترددة أو منهكة أو متواطئة مع الانقسام.
الأردن، في تعامله مع التحريض، أرسل رسالة مزدوجة ، إلى الداخل بأن التنوع الديني جزء من الأمن الوطني وإلى الخارج بأن الاستقرار لا يدار بالشعارات بل بالحسم القانوني المبكر .. هذه هي ذات الرسالة التي يحملها الأردن في المحافل الدولية حين يحذر من انهيار الدول ومن الفراغات التي تملؤها الجماعات المتطرفة ومن خطاب الكراهية الذي يستخدم كأداة سياسية.
في الإقليم نرى دولاً تعاملت مع التحريض الطائفي باعتباره “حرية تعبير” أو مسألة هامشية فاستيقظت لاحقاً على واقع من الميليشيات والانقسامات المجتمعية وفقدان السيطرة المركزية.. أما الأردن فاختار أن تكون الدولة حاضرة منذ اللحظة الأولى لا لتكميم الأفواه بل لحماية المجال العام من التحول إلى ساحة صراع هوياتي.
هذا السلوك يعكس جوهر “الدولة العاقلة” دولة لا تنفعل لكنها لا تتراخى لا تصعد بلا داعٍ لكنها لا تؤجل المواجهة مع الخطر الحقيقي، وهي ذات الفلسفة التي تحكم الدبلوماسية الأردنية في ملفات الإقليم ،من الدعوة إلى الحلول السياسية إلى رفض الفوضى الخلاقة ، إلى التأكيد المستمر على أن انهيار الدول أخطر من أي تسوية ناقصة.
في زمن الاصطفافات الحادة يقدم الأردن نموذجاً مختلفاً ، دولة تحمي توازنها الداخلي بالقانون وتدير علاقاتها الخارجية بالحكمة وتفهم أن الاستقرار ليس حالة ساكنة بل عملية مستمرة من الإدارة الواعية للتنوع والخلاف…ومن هنا فإن قتل الفتنة في مهدها ليس فقط سياسة داخلية بل جزء من خطاب سياسي إقليمي متكامل يرى في الدولة الوطنية القوية خط الدفاع الأول في وجه التفكك.
وفي محيط تتساقط فيه الدول واحدة تلو الأخرى يواصل الأردن تقديم نفسه بالفعل لا بالادعاء كنموذج للدولة التي تفهم زمنها وتحسن إدارة أخطارها فهذا هو سلوك دولة تعرف أن العقلانية ليست ترفاً بل شرط بقاء وأن من لا يضبط كلمته اليوم قد يفقد وطنه غداً.
مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/30 الساعة 19:50