خلاف هاتفي ينتهي بمذبحة.. قصة الجريمة التي هزت مجتمع سورينام

مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/30 الساعة 15:16
مدار الساعة -أعلنت الشرطة في جمهورية سورينام عن وفاة الرجل المرتكب لواحدة من أبشع الجرائم في تاريخ البلاد الحديث، بعد أن أقدم على الانتحار داخل محبسه أثناء احتجازه على ذمة التحقيق.

وذكرت الشرطة، في بيان رسمي نقلته عدة صحف عالمية، أن المشتبه به دينيس أروما، البالغ من العمر 43 عاماً، عُثر عليه بلا حراك داخل زنزانته في مركز شرطة بوسط العاصمة باراماريبو، دون الكشف عن تفاصيل إضافية حول ملابسات الوفاة.

هجوم دموي

وكان أروما متهماً بتنفيذ هجوم دموي بسكين في منطقة ريشيليو التابعة لإقليم كوميوينه، أسفر عن مقتل 9 أشخاص، بينهم 4 من أطفاله، إضافة إلى 5 من الجيران، من بينهم طفل آخر، وفق ما أكدته السلطات.

وأفادت الشرطة بأن شخصين آخرين أصيبا بجروح خطيرة خلال الهجوم، وتم نقلهما إلى المستشفى لتلقي العلاج، في حين تدخلت قوات الأمن فور تلقي البلاغ، إلا أن المشتبه به قاوم عملية الاعتقال، ما دفع العناصر إلى إطلاق النار على ساقه للسيطرة عليه.

وبعد إصابته، نُقل أروما إلى أحد المستشفيات المحلية لتلقي العلاج، قبل تحويله لاحقاً إلى مركز شرطة كايزرسترات في باراماريبو، حيث وُضع رهن الاحتجاز إلى حين استكمال التحقيقات.

وكشفت التحقيقات الأولية أن المتهم كان يعاني من اضطرابات نفسية وخضع سابقاً لعلاج طبي، فيما أشار الجيران إلى أن الجريمة سبقتها مشادة هاتفية حادة بينه وبين زوجته، التي لم يكن يقيم معها، حول اصطحاب الأطفال، بعدما أبلغته بأنها لن تحضر شخصياً وسترسل شخصاً آخر لاستلامهم.

ورجحت الشرطة أن هذا الخلاف أدى إلى تدهور حالته النفسية بشكل حاد، ما دفعه إلى فقدان السيطرة وارتكاب الجريمة الجماعية.

وعلى خلفية الحادث، زار وزير العدل في سورينام هاريش مونوراث، ووزيرة الشؤون الاجتماعية والإسكان ديانا بوكي، موقع الجريمة، حيث أكدت الأخيرة أن الحادث ترك صدمة عميقة في المجتمع السورينامي.

من جهتها، قدمت رئيسة سورينام جينيفر سيمونز تعازيها لعائلات الضحايا، معربة عن صدمتها العميقة، وكتبت عبر حسابها على فيسبوك: "في وقت يُفترض أن تتكاتف فيه العائلات لدعم بعضها، نُفاجأ بوجه قاسٍ آخر للعالم، حيث يقتل أب أبناءه ويزهق أرواح جيرانه في اللحظة نفسها".

ويُذكر أن سورينام دولة صغيرة تقع في شمال أمريكا الجنوبية بين غيانا وغويانا الفرنسية على البحر الكاريبي، ويبلغ عدد سكانها نحو 630 ألف نسمة، وقد أثارت الجريمة موجة حزن وغضب واسعة داخل البلاد وخارجها.
مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/30 الساعة 15:16