ينجح الأردن… ويغضب هؤلاء

علاء القرالة
مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/30 الساعة 00:59
ليس غريبا أن نرى الشعبويين والحاقدين والسوداويين اليوم في حالة غضب واستنفار ونكد، فنجاح الأردن لا ينسجم مع خطابهم القائم على التشكيك وبث الإشاعات وشيطنة أي إنجاز وطني، فهؤلاء لا يقرؤون الأرقام، ولا يعترفون بالحقائق، لأن الحقيقة تفضح سرديتهم التي تعيش على الأزمات وتقتات على الإحباط، فماذا هو حالهم الآن؟.

اليوم، وبينما ينشغل أصحاب الأصوات العالية بالتشكيك في الاقتصاد الوطني ومشاريعه الكبرى، يواصل الأردن تحقيق نتائج إيجابية على مختلف الصعد، بشهادة مؤسسات ومنظمات دولية ذات مصداقية عالية، في ظل واقع معيشي يعكس قدرا مهما من الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي، ويشهد انخفاضاً في معدلات التضخم، وتحسناً تدريجياً في مؤشرات البطالة، واستقرار عام رغم محيط إقليمي وعالمي شديد الاضطراب.

عام 2025 شكل "محطة فارقة" في مسار التقدم الأردني، إذ حقق الأردن خلاله قفزات نوعية بأكثر من 20 مؤشرا دوليا، فواصل تقدمه للعام الثالث على التوالي في مؤشر المعرفة العالمي، محققا قفزة واضحة في ترتيبه العالمي، أما في مجال التحول الرقمي، فقد حقق الأردن إنجازًا متميزًا بتقدمه في مؤشر نضج التكنولوجيا الحكومية الصادر عن البنك الدولي، متجاوزا المتوسط العالمي ومتوسط المنطقة.

وعلى صعيد الابتكار والتنافسية، تقدم الأردن في مؤشر الابتكار العالمي، وتحسن أداؤه في مدخلات ومخرجات الابتكار، وسجل قفزات مهمة في مؤشرات المقالات العلمية، والعاملين بالمعرفة، والصادرات الإبداعية، والمخرجات التكنولوجية، وكفاءة الحكومة، وكفاءة الأعمال، والبنية التحتية الرقمية.

وأما سياسيا ومؤسسيا، فقد واصل الأردن تحسين موقعه في مؤشرات الحوكمة العالمية، ولا سيما فاعلية الحكومة، وسيادة القانون، والاستقرار السياسي، إلى جانب استمرار تقدمه في مؤشر مدركات الفساد، مدعوما بتعزيز الرقابة والمساءلة وأتمتة الخدمات الحكومية، وهو ما يدحض كثيرًا من الادعاءات التي يحاول البعض تسويقها.

وعلى الصعيد الاقتصادي، أظهر الأردن مرونة متقدمة في مواجهة الأزمات، وتقدماً في مؤشر مرونة استجابة الاقتصاد، وحقق أداء متميزا في مؤشرات مكافحة التضخم، والاستجابة للصدمات، والأمن السيبراني، والتكيف مع التغيرات المناخية، وارتفاع الصادارات والاحتياطي الاجنبي في وقت تعاني فيه دول كثيرة من اختلالات حادة في هذه الجوانب.

ولأن الإنجاز الأردني لا يقتصر على الأرقام والمؤشرات، جاء النجاح الرياضي، بتأهل المنتخب الوطني لكرة القدم إلى نهائيات كأس العالم 2026، ليعكس صورة أوسع لبلد يراكم نجاحاته بهدوء، ويؤكد أن التقدم حالة عامة وليست استثناء مؤقتا.

خلاصة القول، كل ما سبق يثبت أن خطاب التشكيك لم يعد قادرا على مجاراة الواقع، وأن الضجيج الشعبوي يفقد تأثيره أمام الأرقام، والتقارير الدولية والوقائع الملموسة، فالأردن لا يدعي الكمال، ولا ينكر وجود تحديات، لكنه يثبت أن مسار التحديث ماض بثبات، وأن العمل المؤسسي هو الخيار الوحيد لبناء مستقبل أفضل.
مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/30 الساعة 00:59