ألغاز موثقة: أحداث حقيقية في التاريخ لم يجد العلماء لها تفسيراً
مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/29 الساعة 18:50
مدار الساعة-أحدث العلم الحديث طفرة في دراسة التاريخ، مكّنته من تحليل الحمض النووي، وكشف مدن مدفونة، وفحص آثار مغلقة دون فتحها، ورغم ذلك لا تزال بعض الألغاز التاريخية بلا حل.
ويعود ذلك إلى اندثار الأدلة بفعل الكوارث الطبيعية والنشاط البشري، أو لغموض الأحداث نفسها، لتبقى انفجارات غامضة ومقابر مفقودة وتقنيات مجهولة عالقة بين ما يمكن إثباته وما لا يُفسَّر حتى اليوم.
وفيما يلي 7 ألغاز تاريخية موثقة، تستند إلى أحداث حقيقية وأدلة علمية:
انفجار تونغوسكا (1908) – سيبيريا، روسيا
في 30 يونيو (حزيران) 1908، دوّى انفجار هائل فوق منطقة نائية قرب نهر تونغوسكا في سيبيريا، مدمّراً نحو 80 مليون شجرة على مساحة تجاوزت 2000 كيلومتر مربع. سُجلت موجاته الزلزالية في أنحاء أوراسيا، ورُصدت اضطرابات جوية حتى أوروبا الغربية.
ورغم اتفاق العلماء على أن الحدث نجم عن انفجار نيزك أو شظية مذنب في الجو، لم يُعثر حتى اليوم على فوهة اصطدام أو شظايا مؤكدة. وبعد أكثر من قرن، لا يزال هذا الانفجار أكبر حادث اصطدام معروف في التاريخ البشري المسجل، وتبقى تفاصيله الدقيقة موضع بحث علمي مستمر.
مقبرتا كليوباترا والإسكندر الأكبر.. لغز الدفن المفقود
رغم قرون من البحث، لا تزال مواقع دفن كليوباترا السابعة والإسكندر الأكبر مجهولة. فالمصادر القديمة تشير إلى دفن كليوباترا قرب الإسكندرية إلى جانب مارك أنطوني، بينما نُقل جثمان الإسكندر إلى مصر بعد وفاته عام 323 ق.م، وكان يُقال إن أباطرة روما زاروا قبره.
لكن الزلازل، وارتفاع منسوب البحر، والتوسع العمراني طمست معالم الإسكندرية القديمة، ولم تسفر الحفريات عن دليل قاطع، ما يترك السؤال مفتوحاً: هل ما زالت المقبرتان مدفونتين في مكان ما، أم فُقدتا إلى الأبد؟
مستعمرة روانوك المفقودة – أمريكا
تأسست مستعمرة روانوك عام 1587 كأول محاولة إنجليزية للاستيطان الدائم في أمريكا الشمالية. وعندما عاد الحاكم جون وايت بعد 3 سنوات، وجد المستعمرة خالية تماماً، بلا جثث أو آثار عنف.
الدليل الوحيد كان كلمة “Croatoan” المنقوشة على عمود، في إشارة إلى قبيلة محلية. ورغم فرضيات الاندماج مع السكان الأصليين أو الهلاك بسبب الجوع والمرض، لم يُعثر على رفات مؤكدة، لتبقى روانوك أحد أكثر ألغاز التاريخ الاستعماري غموضاً.
مدن الأمازون المفقودة وانهيار حضارة وادي السند
كشفت تقنيات الليدار عن شبكات مدن وطرق وساحات مدفونة تحت غابات الأمازون، ما يدحض الاعتقاد السابق بأن المنطقة لم تعرف مجتمعات كبيرة. وتشير الأدلة إلى أن ملايين البشر عاشوا هناك قبل وصول الأوروبيين، لكن أسباب انهيارهم لا تزال غير واضحة.
وبالمثل، انهارت حضارة وادي السند نحو 1900 ق.م دون دمار مفاجئ، إذ هُجرت المدن تدريجياً، ويرجّح أن التغيرات المناخية وتحولات مجاري الأنهار لعبت دوراً رئيسياً، بينما ما زالت كتاباتهم غير المفككة تحجب فهمنا الكامل لمجتمعهم.
خطوط نازكا – بيرو
بين عامي 500 ق.م و500 م، رسمت حضارة نازكا مئات النقوش الأرضية العملاقة التي لا تُرى بوضوح إلا من الجو. وتتنوع هذه الرسوم بين حيوانات وأشكال هندسية وخطوط تمتد لكيلومترات.
ورغم ارتباط بعضها بالطقوس الدينية أو الفلكية أو إدارة المياه، لا توجد نظرية واحدة تفسّر الغاية الكاملة منها، لتبقى خطوط نازكا من أكثر الألغاز الأثرية إثارة في أمريكا الجنوبية.
هياكل بحيرة روبكوند – الهند
في أعالي جبال الهيمالايا، عُثر على مئات الهياكل العظمية حول بحيرة روبكوند الجليدية. وكشفت التحاليل الجينية أن الرفات تعود لمجموعات مختلفة من فترات زمنية متباعدة.
وتشير الأدلة إلى أن إحدى المجموعات لقيت حتفها بسبب عاصفة برد قاتلة في القرن التاسع الميلادي، بينما تعود أخرى لحجاج أو مسافرين. لكن يبقى السؤال: لماذا كان هذا الموقع النائي مسرحاً للموت أكثر من مرة؟
آلة أنتيكيثيرا – معجزة هندسية مفقودة
تُعد آلة أنتيكيثيرا، التي عُثر عليها في حطام سفينة يونانية تعود للقرن الأول قبل الميلاد، أعقد جهاز ميكانيكي معروف من العالم القديم، حيث استخدمت الآلة للتنبؤ بحركات الكواكب والكسوف بدقة مذهلة.
ورغم إعادة بناء جزء كبير من وظيفتها، لا تزال أسئلة جوهرية بلا إجابة: من صمّمها؟ ولماذا اختفى هذا المستوى من المعرفة لأكثر من ألف عام؟ لتبقى الآلة شاهداً على تقاليد علمية متقدمة فُقدت مع الزمن.
ويعود ذلك إلى اندثار الأدلة بفعل الكوارث الطبيعية والنشاط البشري، أو لغموض الأحداث نفسها، لتبقى انفجارات غامضة ومقابر مفقودة وتقنيات مجهولة عالقة بين ما يمكن إثباته وما لا يُفسَّر حتى اليوم.
وفيما يلي 7 ألغاز تاريخية موثقة، تستند إلى أحداث حقيقية وأدلة علمية:
انفجار تونغوسكا (1908) – سيبيريا، روسيا
في 30 يونيو (حزيران) 1908، دوّى انفجار هائل فوق منطقة نائية قرب نهر تونغوسكا في سيبيريا، مدمّراً نحو 80 مليون شجرة على مساحة تجاوزت 2000 كيلومتر مربع. سُجلت موجاته الزلزالية في أنحاء أوراسيا، ورُصدت اضطرابات جوية حتى أوروبا الغربية.
ورغم اتفاق العلماء على أن الحدث نجم عن انفجار نيزك أو شظية مذنب في الجو، لم يُعثر حتى اليوم على فوهة اصطدام أو شظايا مؤكدة. وبعد أكثر من قرن، لا يزال هذا الانفجار أكبر حادث اصطدام معروف في التاريخ البشري المسجل، وتبقى تفاصيله الدقيقة موضع بحث علمي مستمر.
مقبرتا كليوباترا والإسكندر الأكبر.. لغز الدفن المفقود
رغم قرون من البحث، لا تزال مواقع دفن كليوباترا السابعة والإسكندر الأكبر مجهولة. فالمصادر القديمة تشير إلى دفن كليوباترا قرب الإسكندرية إلى جانب مارك أنطوني، بينما نُقل جثمان الإسكندر إلى مصر بعد وفاته عام 323 ق.م، وكان يُقال إن أباطرة روما زاروا قبره.
لكن الزلازل، وارتفاع منسوب البحر، والتوسع العمراني طمست معالم الإسكندرية القديمة، ولم تسفر الحفريات عن دليل قاطع، ما يترك السؤال مفتوحاً: هل ما زالت المقبرتان مدفونتين في مكان ما، أم فُقدتا إلى الأبد؟
مستعمرة روانوك المفقودة – أمريكا
تأسست مستعمرة روانوك عام 1587 كأول محاولة إنجليزية للاستيطان الدائم في أمريكا الشمالية. وعندما عاد الحاكم جون وايت بعد 3 سنوات، وجد المستعمرة خالية تماماً، بلا جثث أو آثار عنف.
الدليل الوحيد كان كلمة “Croatoan” المنقوشة على عمود، في إشارة إلى قبيلة محلية. ورغم فرضيات الاندماج مع السكان الأصليين أو الهلاك بسبب الجوع والمرض، لم يُعثر على رفات مؤكدة، لتبقى روانوك أحد أكثر ألغاز التاريخ الاستعماري غموضاً.
مدن الأمازون المفقودة وانهيار حضارة وادي السند
كشفت تقنيات الليدار عن شبكات مدن وطرق وساحات مدفونة تحت غابات الأمازون، ما يدحض الاعتقاد السابق بأن المنطقة لم تعرف مجتمعات كبيرة. وتشير الأدلة إلى أن ملايين البشر عاشوا هناك قبل وصول الأوروبيين، لكن أسباب انهيارهم لا تزال غير واضحة.
وبالمثل، انهارت حضارة وادي السند نحو 1900 ق.م دون دمار مفاجئ، إذ هُجرت المدن تدريجياً، ويرجّح أن التغيرات المناخية وتحولات مجاري الأنهار لعبت دوراً رئيسياً، بينما ما زالت كتاباتهم غير المفككة تحجب فهمنا الكامل لمجتمعهم.
خطوط نازكا – بيرو
بين عامي 500 ق.م و500 م، رسمت حضارة نازكا مئات النقوش الأرضية العملاقة التي لا تُرى بوضوح إلا من الجو. وتتنوع هذه الرسوم بين حيوانات وأشكال هندسية وخطوط تمتد لكيلومترات.
ورغم ارتباط بعضها بالطقوس الدينية أو الفلكية أو إدارة المياه، لا توجد نظرية واحدة تفسّر الغاية الكاملة منها، لتبقى خطوط نازكا من أكثر الألغاز الأثرية إثارة في أمريكا الجنوبية.
هياكل بحيرة روبكوند – الهند
في أعالي جبال الهيمالايا، عُثر على مئات الهياكل العظمية حول بحيرة روبكوند الجليدية. وكشفت التحاليل الجينية أن الرفات تعود لمجموعات مختلفة من فترات زمنية متباعدة.
وتشير الأدلة إلى أن إحدى المجموعات لقيت حتفها بسبب عاصفة برد قاتلة في القرن التاسع الميلادي، بينما تعود أخرى لحجاج أو مسافرين. لكن يبقى السؤال: لماذا كان هذا الموقع النائي مسرحاً للموت أكثر من مرة؟
آلة أنتيكيثيرا – معجزة هندسية مفقودة
تُعد آلة أنتيكيثيرا، التي عُثر عليها في حطام سفينة يونانية تعود للقرن الأول قبل الميلاد، أعقد جهاز ميكانيكي معروف من العالم القديم، حيث استخدمت الآلة للتنبؤ بحركات الكواكب والكسوف بدقة مذهلة.
ورغم إعادة بناء جزء كبير من وظيفتها، لا تزال أسئلة جوهرية بلا إجابة: من صمّمها؟ ولماذا اختفى هذا المستوى من المعرفة لأكثر من ألف عام؟ لتبقى الآلة شاهداً على تقاليد علمية متقدمة فُقدت مع الزمن.
مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/29 الساعة 18:50