الباشا أحمد جويبر العتيبي.. طيار هليكوبتر الملك الحسين بن طلال.. سردية أردنية

مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/29 الساعة 11:49
مدار الساعة - بيت لا تنطفئ ناره. من قصته يروى فنجان القهوة كرماً للغريب والقريب.

هو سردية أردنية من لحم ودم. ذاكرةٌ تمشي على الأرض، تختزن في ثناياها سردية حقبة ذهبية من عمر الأردن، ومخزوناً حكائيّاً لرجال صنعوا من المستحيل وطناً، ومن السماء بيتاً.

تعالوا نحدثكم في مدار الساعة عن الطيار الباشا أحمد جويبر العتيبي (أبو شهاب).

كان طيار الملك الحسين الخاص، عندما كان قائد الرف الملكي "الهليكوبتر".

تصل سرديته القمة بين الأعوام 1964 حتى منتصف 1969. وفيها عمل طياراً للملك، قبل ان يخرج في دورة اركان.

هو بنك من المعلومات لحقبة مهمة في الأردن، ويمتلك مخزوناً سردياً مهماً.

بدأت الحكاية في عام 1960، حينما حطّ رحاله في أكاديمية سلاح الجو الملكي البريطاني ليعود من "أوكنتون" حاملا رتبة ملازم طيار مقاتل.



عاد ليعانق تراب المفرق، ممتطياً صهوة "الهوكر هنتر" في السرب الأول، يكتب بجناحيه أبجدية الهيبة وعقيدة الفداء.

ولأن الأرواح المخلصة تتلاقى، نال شرف القرب من الحسين الباني. فمنذ عام 1964، عين "أبو شهاب" قائد رف الملك المروحي، يحلق في فضاءات الوطن بروح تسابق الريح.



هنا بدأت سردية ابو شهاب مراقباً لرجل ائتمنه الملك على أغلى ما يملك. وتنقل في دروب الخدمة قائداً للسرب الثالث للنقل عام 1965، ينسج بخبرته خيوط الإدارة ومنعة العمليات.

فهل انتهى الأمر؟

لا. في عام 1969 يتّمم وجهه شطر "قاعدة ماكسويل" في أمريكا، ليعود بسلاح العلم من دورة الأركان المتقدمة، حاملا رتبة نقيب تميز بالذكاء الفذ، فكان جسراً يربط بين حداثة الغرب وأصالة الهوية الأردنية.

قبل ان يستقر به المقام تسع سنوات سمان بالعطاء (1970 - 1979)، قائداً لقاعدة الملك الحسين الجوية.



هناك، كان اللواء أبو شهاب المعلم الذي صقل الرجال كما تُصقل السيوف، ورسّخ في وجدانهم أن الانضباط هو قدس أقداس العسكرية.

تجاوز سماء الوطن حدود القارات، فحلّ في واشنطن ملحقا عسكريا 1981 – 1984 سفيرا بزيّ العسكر وشموخ الأردنيين، يمثل القوات المسلحة بمهنيةٍ عالية وصورة ناصعة كبياض السحاب.

لم يترجل عن صهوة الطائرات الحربية. بل حصل على رتبة لواء، قبل ان يصبح أحد حرّاس بوابات السماء الأردنية، مديراً لمطار الملكة علياء الدولي، ثم مديراً لسلطة الطيران المدني، يشرع للسلامة قوانينها وللأفق نظامه، تاركاً خلفه إرثاً لا تمحوه رياح الزمن.
مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/29 الساعة 11:49