أشجار 'المهراس' ذاكرة مستدامة تتطلع لاحيائها بمسارات علمية وسياحية (صور)
مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/29 الساعة 11:25
مدار الساعة - عجلون - موزه عزبي فريحات - حماية شجرة المهراس بمنطقة ميسرة في هاشمية عجلون تعني الإبقاء على أقدم السلالات الجينية للزيتون في حوض البحر الأبيض المتوسط، ذات الخصائص الوراثية وتُبقي على تاريخ يؤشر لإرتباط الإنسان بأرضه، والتكيّف البيئي منذ الآف السنين.
زيتون المهراس المسجل على قائمة التراث الثقافي غير المادي لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، يحتاج جهداً رسمياً ومجتمعياً يرسم ملامح جديدة للمنطقة؛ من خلال توفير حماية قانونية لأشجار المهراس بمنع الاعتداء عليها وإهمالها، وتعزيز الوعي بأهمية إرث الأجداد لأجيال المستقبل، وخطط ثقافية وبيئية توجد مساراً سياحياً يعكس تاريخ المنطقة، وحياتها الريفية التقليدية، وينمي البحوث العلمية لدراسة خصائص المهراس، وكيفية بقائها شاهداً على حفظ سلالات هذا النوع من الزيتون، والتوازن البيئي في المنطقة.
يرى مهتمون ومتخصصون بالشأن البيئي والتراثي السياحي والثقافي، أن زيتون المهراس يشكل فرصة حقيقية للاستثمار في السياحة البيئية؛ من خلال إنشاء مسارات ووضع لوحات تعريفية وتوثيقية، وتنظيم فعاليات تراثية تبرز القيمة التاريخية والإنسانية في المنطقة؛ ما يسهم في تنشيط المجتمعات المحلية، وتوفير فرص عمل، إلى جانب تعزيز الوعي بأهمية حماية الموروث الطبيعي.
حداد: أقدم السلالات الجينية
زيتون المهراس المسجل على قائمة التراث الثقافي غير المادي لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، يحتاج جهداً رسمياً ومجتمعياً يرسم ملامح جديدة للمنطقة؛ من خلال توفير حماية قانونية لأشجار المهراس بمنع الاعتداء عليها وإهمالها، وتعزيز الوعي بأهمية إرث الأجداد لأجيال المستقبل، وخطط ثقافية وبيئية توجد مساراً سياحياً يعكس تاريخ المنطقة، وحياتها الريفية التقليدية، وينمي البحوث العلمية لدراسة خصائص المهراس، وكيفية بقائها شاهداً على حفظ سلالات هذا النوع من الزيتون، والتوازن البيئي في المنطقة.
يرى مهتمون ومتخصصون بالشأن البيئي والتراثي السياحي والثقافي، أن زيتون المهراس يشكل فرصة حقيقية للاستثمار في السياحة البيئية؛ من خلال إنشاء مسارات ووضع لوحات تعريفية وتوثيقية، وتنظيم فعاليات تراثية تبرز القيمة التاريخية والإنسانية في المنطقة؛ ما يسهم في تنشيط المجتمعات المحلية، وتوفير فرص عمل، إلى جانب تعزيز الوعي بأهمية حماية الموروث الطبيعي.
حداد: أقدم السلالات الجينية
مدير المركز الوطني للبحوث الزراعية السابق الدكتور نزار حداد
يقول مدير المركز الوطني للبحوث الزراعية السابق الدكتور نزار حداد: إن زيتون المهراس يعدّ من أقدم السلالات الجينية في إقليم حوض البحر الأبيض المتوسط، وإن نتائج تحاليل الخريطة الجينية أظهرت تقارباً وراثياً كبيراً مع سلالات الزيتون المنتشرة في كل من إسبانيا وإيطاليا وقبرص.
وكشف أن البصمة الوراثية للمهراس على مستوى عال من التنوع الوراثي، مقارنة بالطرز الوراثية الأخرى للزيتون في حوض المتوسط، وله قدرة عالية على التكيّف مع التغيرات المناخية والظروف البيئية القاسية، إلى جانب المحافظة على جودة الزيت.
فريحات: نموذج فريد
من جانبه دعا مدير ثقافة عجلون سامر فريحات الى إدماج زيتون المهراس في البرامج التعليمية والثقافية، وتشجيع البحث العلمي لتوثيق تاريخه وخصائصه البيئية، إلى جانب سنّ تشريعات تضمن حمايته من الاعتداءات، أو الإهمال باعتباره جزءاً أصيلاً من التراث الوطني.
ويبن ان شجرة المهراس نموذج فريد يعكس التراث الزراعي الأردني، وأسلوب الحياة الريفية في القرى، فضلا عن قيمتها البيئية والتاريخية؛ فهي تمثل صمود الإنسان والأرض عبر آلاف السنين، معتبراً أن ادراجها ضمن قائمة اليونسكو يفتح المجال لتعزيز السياحة الريفية والثقافية، وتشجيع الأجيال للحفاظ على هذا الإرث القيم، وإبراز مكانته ضمن التراث الإنساني العالمي.
العدوان: إرث طبيعي وثقافي
ويشير مدير زراعة عجلون المهندس رامي العدوان الى وجود آلاف الأشجار المعمرة للزيتون خاصة سلالات "المهراس الرومي" التاريخية في الهاشمية، وهي جزء من الإرث الطبيعي والثقافي للمحافظة، وتُستخدم في مسارات سياحية تراثية تروج للزراعة وتدعم المزارعين، مع تقديرات إنتاج سنوية تصل لعشرات الأطنان.
المومني: تطبيق خطط متكاملة
ويقول مدير زراعة كفرنجه الدكتور محمد المومني: إن الحفاظ على زيتون المهراس يتطلب توفير عناية خاصة، وتطبيق خطط متكاملة تشمل التقليم العلمي المنتظم، والتسميد المتوازن وفق الاحتياجات الفسيولوجية للشجرة، واعتماد الري بالتنقيط لضمان كفاءة استخدام المياه، وتحسين الإنتاجية؛ نظراً لقدرتها على الاستجابة للعمليات الزراعية المحسّنة، ما ينعكس إيجاباً على صحة الأشجار وجودة الإنتاج، وبالتالي إطالة عمر الأشجار المعمّرة والحفاظ على قيمتها البيئية والاقتصادية.
القضاة: تثبيت التربة
وفي ذات السياق يقول مدير محمية غابات عجلون للمحيط الحيوي عدي القضاة: إن جذور شجرة المهراس العميقة تساعد في تثبيت التربة، والحد من الانجراف، وتبقي على التنوع الحيوي في المنطقة، الذي يبقى شاهداً على استقرار الإنسان ونشاطه الزراعي عبر آلاف السنين.
الخصاونة: استراتيجيات متكاملة
أما منسق مرفق البيئة العالمي المهندس انس الخصاونــة، فيؤكد التصريحات السابقة بأن شجرة المهراس تعمل على حماية التربة من الانجراف، وتعزز الغطاء النباتي، وتوفر موائل طبيعية للعديد من الكائنات الحية؛ ما يجعلها عنصراً أساسياً في استدامة النظم البيئية الزراعية والطبيعية، اضافة إلى قدرتها العالية على التكيّف مع الظروف المناخية القاسية، الأمر الذي يمنحها أهمية متزايدة في ظل التغيرات المناخية المتسارعة.
وبين أن الحفاظ على زيتون المهراس يتطلب تبني استراتيجيات متكاملة؛ تقوم على الحماية القانونية، والإدارة البيئية المستدامة، وإشراك المجتمعات المحلية في جهود صون وحماية هذه الأشجار، وتوظيف قيمتها البيئية في مشاريع السياحة والتعليم البيئي.
الصمادي: مسارات سياحية
بدوره دعا رئيس اتحاد المزارعين في عجلون المحامي منيب الصمادي الى استثمار منطقة تواجد المهراس عبر مسارات سياحية، تتيح دمج الأبعاد الزراعية والبيئية والسياحية في تجربة واحدة، تعزز التنمية المستدامة في عجلون، موضحاً ان المسارات توفر للزوار فرصة التعرف على أشجار الزيتون المعمرة، وطرق العناية بها، وتسهم في تعزيز السياحة البيئية والريفية، وتشجيع الزوار على المشاركة في النشاطات الزراعية التقليدية، ما يساهم في نوافذ الاستثمار، وزيادة دخل المزارعين المحليين، والحفاظ على التراث الزراعي، وتحفيز المجتمع على الاهتمام بالموارد الطبيعية، والحفاظ على التنوع البيئي.
أبو صيني: الاستدامة البيئية
وفي ذات السياق يؤكد الباحث في الزراعة المعمرة المهندس يحيى أبو صيني، أن الاهتمام بأشجار المهراس والمسارات الزراعية والسياحية يمثل خطوة مهمة للحفاظ على التراث الزراعي، وزيادة الإنتاجية، وأن ادراج أشجار المهراس يعزز الاستدامة البيئية، واستثمار الموارد الطبيعية؛ بما يحقق فوائد اقتصادية واجتماعية للمزارعين والمجتمع المحلي.
الصمادي: إشراك المجتمعات المحلية في عمليات التخطيط والإدارة
وطالبت نائب رئيس جمعية نسمة شوق السياحية المهندسة ابتهال الصمادي بتبنّي سياسات بيئية وسياحية متكاملة، تُعنى بزيتون المهراس بوصفه مورداً طبيعياً وتراثياً يمكن توظيفه ضمن مسارات السياحة البيئية والثقافية المستدامة؛ بما يحقق التوازن بين الحماية والاستثمار المسؤول.
وأوصت بضرورة إدراج مواقع زيتون المهراس ضمن الخطط الوطنية للسياحة البيئية، وتطوير البنية التحتية الصديقة للبيئة؛ مثل المسارات السياحية التفسيرية، ولوحات التعريف، ما يضمن حماية الموقع ويُسهم في رفع الوعي بقيمته البيئية والتاريخية.
وشددت على أهمية إشراك المجتمعات المحلية في عمليات التخطيط والإدارة، من خلال دعم المبادرات السياحية المجتمعية، وتدريب الأدلاء المحليين وتحفيز المشاريع الصغيرة المرتبطة بالمنتجات التراثية والزراعية، ليعزز فرص التنمية المحلية المستدامة للمنطقة، ليساعد كل ذلك في الحفاظ على اشجار المهراس.
وقالت ان ذلك يتعزز من خلال شراكة بين الجهات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الأكاديمي، ووضع أطر تنظيمية وتشريعية تكفل حماية زيتون المهراس من التعديات، وتدعم البحث العلمي والتوثيق، إلى جانب إدماجه في البرامج التعليمية والترويجية ذات البعد البيئي والسياحي.
عريفج: تجربة سياحية ثقافية وبيئية متكاملة
المهندس مراد عريفج المهتم بالبعد السياحي في المنطقة يقول: إن الزائر يبحث عن التجارب الأصيلة ومنها زيتون المهراس، لما يحمله من رمزية وتاريخ قادر على تقديم تجربة سياحية ثقافية وبيئية متكاملة، وأن زيتون المهراس يشكل نقطة جذب مهمة ضمن مسارات السياحة الريفية، خاصة عند ربطه بمواسم قطاف الزيتون والفعاليات التراثية.
المومني: جمعية متخصصة
وطالبت نائب رئيس جمعية البيئة ربيعة المومني، بضرورة تأسيس جمعية متخصصة تُعنى بحماية ورعاية أشجار المهراس، لما تمثله من قيمة بيئية وتراثية وطنية، موضحة أن هذه الأشجار تشكل جزءًا أصيلًا من الهوية الزراعية والتاريخية للمنطقة ما تستوجب جهودًا مؤسسية منظمة للحفاظ عليها واستدامتها.
ودعت المومني إلى إطلاق مبادرات مجتمعية وتشاركية تُسهم في توثيق هذه الأشجار، وحمايتها من التعديات، إلى جانب إدراجها ضمن البرامج البيئية والتوعوية، بما يعزز الوعي بأهميتها لدى الأجيال.
واقترحت تنظيم معرض إنتاج أو مهرجان للزيتون في إحدى مزارع الزيتون المعمّرة، بهدف إبراز القيمة الاقتصادية والثقافية لزيتون المهراس ودعم المزارعين المحليين، وتنشيط السياحة البيئية والزراعية، وربط التراث الزراعي بالاقتصاد المحلي.
وكشفت المومني عن أن مثل هذه الفعاليات تسهم في تعزيز السياحة الريفية، وإيجاد فرص تنموية مستدامة، وتسليط الضوء على الإرث الزراعي الذي تتميز به المحافظة، في انسجام مع الجهود الوطنية الرامية إلى حماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية.
الشريدة: منظومة التنوع الحيوي
وقال رئيس جمعية التنمية للإنسان والبيئة الدكتور أحمد الشريدة ان الارتباط الوثيق بين زيتون المهراس والأدوات التقليدية، لا سيما المهراس الحجري يعكس أنماط الحياة السائدة في المجتمعات الريفية قديما، والتي تعتمد على الذات والعمل الجماعي، والتكافل الاجتماعي، والتكيف مع البيئة.
واعتبر الاهتمام بأشجار المهراس ضرورة وطنية وبيئية؛ نظرا لما تمثله من قيمة تاريخية وزراعية وثقافية، مبينا أن الحفاظ عليها يتطلب تكاتف الجهود الرسمية والأهلية، ووضع برامج حماية مستدامة تضمن استمراريتها للأجيال القادمة.
وأضاف الشريدة أن هذه الأشجار تشكّل ركيزة مهمة في منظومة التنوع الحيوي وتسهم في دعم الأمن الغذائي والسياحة البيئية، داعياً إلى تشجيع البحث العلمي والمبادرات المجتمعية التي تُعنى بصونها واستثمارها بشكل مسؤول، مشيراً الى أن تنظيم فعاليات ومعارض ومهرجانات متخصصة بالزيتون المعمّر من شأنه أن يعزز الوعي المجتمعي.
زيتون المهراس قادر على تحمّل الإجهاد المائي
وكشفت دراسات نفذها مختصون الى قدرة زيتون المهراس على تحمّل الإجهاد المائي مع استمرار الإنتاج في ظروف تقل فيها معدلات الهطول المطري إلى أقل من 300 ملم سنوياً دون تراجع حاد في الحيوية النباتية.
كما أظهرت التحاليل الكيميائية لزيت المهراس ارتفاع نسبة حمض الأولييك لتتراوح بين 70–78% من إجمالي الأحماض الدهنية وهي نسبة تتوافق مع أعلى المعايير العالمية لجودة زيت الزيتون البكر. كما سجّل الزيت محتوى مرتفعاً من المركبات الفينولية تجاوز 400 ملغم/كغم في بعض العينات ما يعكس قيمة غذائية وصحية عالية وقدرة أكبر على مقاومة الأكسدة والتلف.
وتشير التقديرات البيئية إلى أن أشجار المهراس المعمّرة التي يزيد عمر بعضها على 500–700 عام تسهم في تثبيت كميات من الكربون الحيوي ولها دور مهم في الحد من انجراف التربة بنسبة قد تصل إلى 30–40% في المناطق الجبلية.
مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/29 الساعة 11:25