خوارزميات القتال: كيف غيرت 'بوابة النجوم' والمسيرات الذكية وجه الحرب في 2025؟
مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/28 الساعة 15:08
مدار الساعة -انتقل الذكاء الاصطناعي من مرحلة التجارب المحدودة إلى قلب المعارك الحقيقية خلال عام 2025، ليصبح سلاحاً فتاكاً بين أيدي الجيوش والقراصنة الإلكترونيين على حد سواء.
مرت 3 سنوات فقط منذ ظهور أول نموذج حواري ذكي متمثلاً في "شات جي بي تي"، لتتحول التقنية من لعبة تسلية إلى أداة قتالية يومية في ساحات القتال من أوكرانيا إلى الفضاء السيبراني.
إليكم أبرز الجوانب الخفية للاستخدامات العسكرية للذكاء الاصطناعي في 2025:
نصف تريليون دولار لتسليح الخوارزميات
أطلق البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) الماضي مبادرة "بوابة النجوم" بقيمة 500 مليار دولار لإنشاء مراكز بيانات عملاقة، يقف البنتاغون في طليعة زبائنها المحتملين.
وفي تحول استراتيجي لافت، أُدمج المكتب المستقل للذكاء الاصطناعي داخل وكالة البحث والهندسة العسكرية في أغسطس (آب)، منهياً بذلك مرحلة التجارب، وممهداً الطريق لاستخدام الذكاء الاصطناعي بشكل رسمي وشامل في الخطط العسكرية.
واختتم العام بإطلاق بوابة إلكترونية حكومية جديدة في ديسمبر (كانون الأول)، تمنح ثلاثة ملايين موظف عسكري ومدني في وزارة الدفاع الأمريكية وصولاً مباشراً إلى نماذج اللغة الكبرى التجارية، مؤكداً بذلك أن الذكاء الاصطناعي أصبح عنصراً أساسياً ضمن البنية العسكرية الأمريكية.
أوكرانيا تحول المسيرات إلى صيادين أذكياء
أظهرت تقارير من قطاع الدفاع الأوكراني كيف ساعد الذكاء الاصطناعي على زيادة دقة الهجمات الجوية للطائرات المسيرة، فقد تم دمج نماذج صغيرة من الذكاء الاصطناعي مباشرة في أجهزة الطائرات لتوجيهها نحو الأهداف، بالتوازي مع تحليل بيانات ضخمة في المراكز الرئيسة لتعزيز كفاءة التوجيه.
هذه الاستراتيجية المزدوجة أصبحت نموذجاً يُدرس الآن داخل القوات الأمريكية لتحسين استجابة الأنظمة العسكرية في الوقت الفعلي، بحسب شبكة "BBC".
استخبارات بلا بصمات بشرية
اعتمدت وكالة الخرائط الجغرافية الوطنية الأمريكية (NGA) على الذكاء الاصطناعي لإنتاج تقارير استخباراتية كاملة، دون مشاركة بشرية مباشرة في مراحل محددة.
هذه التجربة سمحت بتقليص العبء عن العاملين وتقديم معلومات دقيقة وسريعة للقيادات العسكرية، مع الحفاظ على القدرة على التمييز بين المنتجات التي أنتجها البشر وتلك التي أنتجها الذكاء الاصطناعي بالكامل.
شبكة النيران تنتقل من المختبر إلى ساحة المعركة
جاء التحول الحاسم في سبتمبر (أيلول)، حين أعلن اللواء لوك كروبسي نقل شبكة النيران المشتركة " Joint Fires Network" من برنامج بحثي تجريبي إلى برنامج تسليح رسمي مشترك بين الأفرع العسكرية الأمريكية.
ورغم أن القرار بدا إجرائياً في ظاهره، فإنه عكس انتقال الذكاء الاصطناعي من مرحلة الاختبار إلى مرحلة الاعتماد المؤسسي داخل منظومة القتال.
وتعتمد هذه الشبكة على خوارزميات تُستخدم في تخطيط توزيع الأهداف وتنسيق استخدام الأسلحة عبر مسارح عمليات واسعة، تشمل مئات المنصات القتالية والأهداف المحتملة، وليس ساحة معركة واحدة فقط، وتركز التجربة الأمريكية بشكل خاص على مسرح عمليات المحيط الهادئ، في سياق الاستعداد لسيناريوهات مواجهة محتملة مع الصين.
ولا تتولى الخوارزميات تنفيذ الضربات أو اتخاذ قرار الإطلاق، لكنها تسرّع عملية التخطيط العسكري عبر تحليل كمّ هائل من البيانات، وتقديم توصيات حول ترتيب الأولويات وتخصيص الوسائل، ما يقلص الزمن اللازم لإعداد الخطط من ساعات طويلة إلى فترات زمنية قصيرة، مع بقاء القرار النهائي بيد القادة العسكريين.
تسريع إعداد خطط المعارك مع تحديات جديدة
أظهرت تجارب القوات الجوية الأمريكية أن الذكاء الاصطناعي قادر على إنتاج خطط معارك أسرع بمئات المرات مقارنة بالكوادر البشرية، إلا أن بعضها تضمن أخطاء فنية، مثل تجاهل ظروف أجهزة الاستشعار في حالات الطقس المختلفة، ما يطرح تحديات حقيقية لضمان موثوقية هذه الخطط قبل تنفيذها.
قراصنة بكين يحولون الذكاء التجاري إلى سلاح إلكتروني
هزت فضيحة القرصنة في نهاية العام عالم الأمن السيبراني، حين اتهمت شركة أنثروبيك مجموعة قرصنة مدعومة من بكين بخداع أداتها الذكية كلود كود، لتنفيذ عمليات اختراق ضد 30 وكالة حكومية وشركة خاصة.
تظاهر القراصنة بأنهم باحثون شرعيون في الأمن السيبراني، ونجحوا في خداع الذكاء الاصطناعي ليصبح أداتهم الطيعة.
ونفذ الذكاء الاصطناعي بنفسه 80% من خطوات الهجوم السيبراني، مجزئاً العملية إلى إجراءات صغيرة تبدو بريئة منفردة، لكنها تشكل معاً حملة خبيثة متكاملة.
الأخطر من ذلك، أن السلاح المستخدم لم يكن أداة حكومية سرية طورها خبراء متخصصون، بل منتجاً تجارياً متاحاً لأي شخص يمتلك اتصالاً بالإنترنت وبطاقة ائتمانية، تماماً كالسيارات المفخخة والأسلحة شبه الآلية، أصبح الذكاء الاصطناعي متاحاً في كل مكان، ليستخدمه من يشاء للخير أو للشر.
مرت 3 سنوات فقط منذ ظهور أول نموذج حواري ذكي متمثلاً في "شات جي بي تي"، لتتحول التقنية من لعبة تسلية إلى أداة قتالية يومية في ساحات القتال من أوكرانيا إلى الفضاء السيبراني.
إليكم أبرز الجوانب الخفية للاستخدامات العسكرية للذكاء الاصطناعي في 2025:
نصف تريليون دولار لتسليح الخوارزميات
أطلق البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) الماضي مبادرة "بوابة النجوم" بقيمة 500 مليار دولار لإنشاء مراكز بيانات عملاقة، يقف البنتاغون في طليعة زبائنها المحتملين.
وفي تحول استراتيجي لافت، أُدمج المكتب المستقل للذكاء الاصطناعي داخل وكالة البحث والهندسة العسكرية في أغسطس (آب)، منهياً بذلك مرحلة التجارب، وممهداً الطريق لاستخدام الذكاء الاصطناعي بشكل رسمي وشامل في الخطط العسكرية.
واختتم العام بإطلاق بوابة إلكترونية حكومية جديدة في ديسمبر (كانون الأول)، تمنح ثلاثة ملايين موظف عسكري ومدني في وزارة الدفاع الأمريكية وصولاً مباشراً إلى نماذج اللغة الكبرى التجارية، مؤكداً بذلك أن الذكاء الاصطناعي أصبح عنصراً أساسياً ضمن البنية العسكرية الأمريكية.
أوكرانيا تحول المسيرات إلى صيادين أذكياء
أظهرت تقارير من قطاع الدفاع الأوكراني كيف ساعد الذكاء الاصطناعي على زيادة دقة الهجمات الجوية للطائرات المسيرة، فقد تم دمج نماذج صغيرة من الذكاء الاصطناعي مباشرة في أجهزة الطائرات لتوجيهها نحو الأهداف، بالتوازي مع تحليل بيانات ضخمة في المراكز الرئيسة لتعزيز كفاءة التوجيه.
هذه الاستراتيجية المزدوجة أصبحت نموذجاً يُدرس الآن داخل القوات الأمريكية لتحسين استجابة الأنظمة العسكرية في الوقت الفعلي، بحسب شبكة "BBC".
استخبارات بلا بصمات بشرية
اعتمدت وكالة الخرائط الجغرافية الوطنية الأمريكية (NGA) على الذكاء الاصطناعي لإنتاج تقارير استخباراتية كاملة، دون مشاركة بشرية مباشرة في مراحل محددة.
هذه التجربة سمحت بتقليص العبء عن العاملين وتقديم معلومات دقيقة وسريعة للقيادات العسكرية، مع الحفاظ على القدرة على التمييز بين المنتجات التي أنتجها البشر وتلك التي أنتجها الذكاء الاصطناعي بالكامل.
شبكة النيران تنتقل من المختبر إلى ساحة المعركة
جاء التحول الحاسم في سبتمبر (أيلول)، حين أعلن اللواء لوك كروبسي نقل شبكة النيران المشتركة " Joint Fires Network" من برنامج بحثي تجريبي إلى برنامج تسليح رسمي مشترك بين الأفرع العسكرية الأمريكية.
ورغم أن القرار بدا إجرائياً في ظاهره، فإنه عكس انتقال الذكاء الاصطناعي من مرحلة الاختبار إلى مرحلة الاعتماد المؤسسي داخل منظومة القتال.
وتعتمد هذه الشبكة على خوارزميات تُستخدم في تخطيط توزيع الأهداف وتنسيق استخدام الأسلحة عبر مسارح عمليات واسعة، تشمل مئات المنصات القتالية والأهداف المحتملة، وليس ساحة معركة واحدة فقط، وتركز التجربة الأمريكية بشكل خاص على مسرح عمليات المحيط الهادئ، في سياق الاستعداد لسيناريوهات مواجهة محتملة مع الصين.
ولا تتولى الخوارزميات تنفيذ الضربات أو اتخاذ قرار الإطلاق، لكنها تسرّع عملية التخطيط العسكري عبر تحليل كمّ هائل من البيانات، وتقديم توصيات حول ترتيب الأولويات وتخصيص الوسائل، ما يقلص الزمن اللازم لإعداد الخطط من ساعات طويلة إلى فترات زمنية قصيرة، مع بقاء القرار النهائي بيد القادة العسكريين.
تسريع إعداد خطط المعارك مع تحديات جديدة
أظهرت تجارب القوات الجوية الأمريكية أن الذكاء الاصطناعي قادر على إنتاج خطط معارك أسرع بمئات المرات مقارنة بالكوادر البشرية، إلا أن بعضها تضمن أخطاء فنية، مثل تجاهل ظروف أجهزة الاستشعار في حالات الطقس المختلفة، ما يطرح تحديات حقيقية لضمان موثوقية هذه الخطط قبل تنفيذها.
قراصنة بكين يحولون الذكاء التجاري إلى سلاح إلكتروني
هزت فضيحة القرصنة في نهاية العام عالم الأمن السيبراني، حين اتهمت شركة أنثروبيك مجموعة قرصنة مدعومة من بكين بخداع أداتها الذكية كلود كود، لتنفيذ عمليات اختراق ضد 30 وكالة حكومية وشركة خاصة.
تظاهر القراصنة بأنهم باحثون شرعيون في الأمن السيبراني، ونجحوا في خداع الذكاء الاصطناعي ليصبح أداتهم الطيعة.
ونفذ الذكاء الاصطناعي بنفسه 80% من خطوات الهجوم السيبراني، مجزئاً العملية إلى إجراءات صغيرة تبدو بريئة منفردة، لكنها تشكل معاً حملة خبيثة متكاملة.
الأخطر من ذلك، أن السلاح المستخدم لم يكن أداة حكومية سرية طورها خبراء متخصصون، بل منتجاً تجارياً متاحاً لأي شخص يمتلك اتصالاً بالإنترنت وبطاقة ائتمانية، تماماً كالسيارات المفخخة والأسلحة شبه الآلية، أصبح الذكاء الاصطناعي متاحاً في كل مكان، ليستخدمه من يشاء للخير أو للشر.
مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/28 الساعة 15:08