جوينات تكتب: الذكاء الاصطناعي بين الواقع والتطلّع.. الفروق بين AI وAGI ومكانة الإنسان في عصر التقنية
مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/28 الساعة 10:10
يُشكّل الذكاء الاصطناعي اليوم أحد أهم محركات التغيير في العالم المعاصر، إذ لم يعد مجرد تقنية مستقبلية بل أصبح جزءًا من الحياة اليومية. فبحسب تقديرات دولية، يُتوقع أن يساهم الذكاء الاصطناعي بما يقارب 15 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030، وهو ما يعكس حجمه وتأثيره المتنامي.
ويُقصد بالذكاء الاصطناعي قدرة الأنظمة الحاسوبية على تنفيذ مهام تتطلب عادةً ذكاءً بشريًا، مثل التحليل والتنبؤ والتعرّف على الأنماط، اعتمادًا على كميات هائلة من البيانات. فعلى سبيل المثال، تُستخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي في منصات البث الرقمي لتحديد المحتوى المقترح، حيث تشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 70٪ من المشاهدات في بعض المنصات تأتي عبر أنظمة التوصية الذكية. كما دخل الذكاء الاصطناعي المجال الطبي، إذ أظهرت دراسات أن أنظمة تشخيص الأشعة المدعومة بالذكاء الاصطناعي المدفوع وليس المجاني يمكن أن تصل دقتها في بعض الحالات إلى نحو 90٪، مما يساعد الأطباء على اتخاذ قرارات أسرع وأكثر دقة.
ورغم هذا التقدم الكبير، فإن الذكاء الاصطناعي المستخدم حاليًا يظل في إطار الذكاء الاصطناعي الضيق، أي أنه يعمل ضمن مهام محددة ولا يمتلك فهمًا عامًا. فالبرنامج القادر على تحليل البيانات المالية أو التفوق في لعبة الشطرنج لا يستطيع بالضرورة أداء مهام أخرى خارج نطاق تدريبه. ومن هنا يبرز مفهوم الذكاء الاصطناعي العام (AGI) بوصفه مرحلة أكثر تقدمًا، إذ يُفترض أن يمتلك القدرة على التعلّم والتفكير وحل المشكلات عبر مجالات متعددة بطريقة تشبه العقل البشري. ومع ذلك، لا يزال هذا النوع من الذكاء في طور البحث العلمي ومحدود الاستخدام، ولكنه يستخدم بشكل اكثر بين انظمة وتطبيقات وخوارزميات الذكاء الاصطناعي مع بعضها البعض، وتشير تقارير متخصصة ايضاً إلى أن أكثر من 80٪ من خبراء الذكاء الاصطناعي يرون أن الوصول إلى AGI الكامل لا يزال يحتاج الى التطور، نظرًا لتعقيد الوعي البشري وصعوبة محاكاته.
وفي ظل هذا التطور المتسارع يبرز سؤال محوري،،،
اين مكانة الإنسان ودوره ؟
فبعض الدراسات تشير إلى أن نحو 40٪ من الوظائف الحالية قد تتأثر جزئيًا أو كليًا بتقنيات الذكاء الاصطناعي خلال العقود القادمة، إلا أن هذا التأثير لا يعني بالضرورة إقصاء الإنسان، بل يعكس تحولًا في طبيعة العمل والمهارات المطلوبة. فالإنسان يتميز بقدرات لا تزال بعيدة عن متناول الآلة، مثل الوعي الذاتي، والإبداع، والحس الأخلاقي، والقدرة على فهم القيم والسياقات الاجتماعية. فعلى الرغم من أن الذكاء الاصطناعي قادر على معالجة ملايين البيانات في ثوانٍ، فإنه يفتقر إلى التجربة الإنسانية والمشاعر التي تشكّل أساس الحكم الأخلاقي والمسؤولية.
يتضح لنا أن الذكاء الاصطناعي يمثل واقعًا متقدمًا يسهم في تطوير المجتمعات وتحسين جودة الحياة، بينما يظل الذكاء الاصطناعي العام أفقًا مستقبليًا يحمل إمكانات هائلة وتحديات عميقة. ويبقى التحدي الحقيقي في كيفية توظيف هذا التقدم بما يخدم الإنسان ويحافظ على القيم الإنسانية، بحيث تقوم العلاقة بين الإنسان والآلة على التكامل لا الاستبدال، ويظل الإنسان في قلب عملية التوجيه والمسؤولية
ويُقصد بالذكاء الاصطناعي قدرة الأنظمة الحاسوبية على تنفيذ مهام تتطلب عادةً ذكاءً بشريًا، مثل التحليل والتنبؤ والتعرّف على الأنماط، اعتمادًا على كميات هائلة من البيانات. فعلى سبيل المثال، تُستخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي في منصات البث الرقمي لتحديد المحتوى المقترح، حيث تشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 70٪ من المشاهدات في بعض المنصات تأتي عبر أنظمة التوصية الذكية. كما دخل الذكاء الاصطناعي المجال الطبي، إذ أظهرت دراسات أن أنظمة تشخيص الأشعة المدعومة بالذكاء الاصطناعي المدفوع وليس المجاني يمكن أن تصل دقتها في بعض الحالات إلى نحو 90٪، مما يساعد الأطباء على اتخاذ قرارات أسرع وأكثر دقة.
ورغم هذا التقدم الكبير، فإن الذكاء الاصطناعي المستخدم حاليًا يظل في إطار الذكاء الاصطناعي الضيق، أي أنه يعمل ضمن مهام محددة ولا يمتلك فهمًا عامًا. فالبرنامج القادر على تحليل البيانات المالية أو التفوق في لعبة الشطرنج لا يستطيع بالضرورة أداء مهام أخرى خارج نطاق تدريبه. ومن هنا يبرز مفهوم الذكاء الاصطناعي العام (AGI) بوصفه مرحلة أكثر تقدمًا، إذ يُفترض أن يمتلك القدرة على التعلّم والتفكير وحل المشكلات عبر مجالات متعددة بطريقة تشبه العقل البشري. ومع ذلك، لا يزال هذا النوع من الذكاء في طور البحث العلمي ومحدود الاستخدام، ولكنه يستخدم بشكل اكثر بين انظمة وتطبيقات وخوارزميات الذكاء الاصطناعي مع بعضها البعض، وتشير تقارير متخصصة ايضاً إلى أن أكثر من 80٪ من خبراء الذكاء الاصطناعي يرون أن الوصول إلى AGI الكامل لا يزال يحتاج الى التطور، نظرًا لتعقيد الوعي البشري وصعوبة محاكاته.
وفي ظل هذا التطور المتسارع يبرز سؤال محوري،،،
اين مكانة الإنسان ودوره ؟
فبعض الدراسات تشير إلى أن نحو 40٪ من الوظائف الحالية قد تتأثر جزئيًا أو كليًا بتقنيات الذكاء الاصطناعي خلال العقود القادمة، إلا أن هذا التأثير لا يعني بالضرورة إقصاء الإنسان، بل يعكس تحولًا في طبيعة العمل والمهارات المطلوبة. فالإنسان يتميز بقدرات لا تزال بعيدة عن متناول الآلة، مثل الوعي الذاتي، والإبداع، والحس الأخلاقي، والقدرة على فهم القيم والسياقات الاجتماعية. فعلى الرغم من أن الذكاء الاصطناعي قادر على معالجة ملايين البيانات في ثوانٍ، فإنه يفتقر إلى التجربة الإنسانية والمشاعر التي تشكّل أساس الحكم الأخلاقي والمسؤولية.
يتضح لنا أن الذكاء الاصطناعي يمثل واقعًا متقدمًا يسهم في تطوير المجتمعات وتحسين جودة الحياة، بينما يظل الذكاء الاصطناعي العام أفقًا مستقبليًا يحمل إمكانات هائلة وتحديات عميقة. ويبقى التحدي الحقيقي في كيفية توظيف هذا التقدم بما يخدم الإنسان ويحافظ على القيم الإنسانية، بحيث تقوم العلاقة بين الإنسان والآلة على التكامل لا الاستبدال، ويظل الإنسان في قلب عملية التوجيه والمسؤولية
مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/28 الساعة 10:10