حصاد 2025 الطبي: العام الذي تغلّب فيه الذكاء الاصطناعي على 'مستحيلات' العلاج

مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/24 الساعة 14:38
مدار الساعة -أسهمت بعض الاختراقات الطبية الأكثر تميزاً في عام 2025 في تعميق الفهم لبيولوجيا الإنسان، وكشف آليات الأمراض الشائعة والنادرة، والمساهمة في تطوير علاجات وأدوات تشخيصية جديدة، والعمل على ضمان حصول الجميع على أفضل رعاية صحية.

وفيما يلي بعض من أهم الاكتشافات الطبية للعام الحالي، كما وثقها موقع جامعة هارفارد:

هل يفسر الليثيوم مرض الزهايمر ويعالجه؟

أظهر باحثون في معهد بلافاتنيك للأعصاب لأول مرة أن الليثيوم موجود بشكل طبيعي في الدماغ ويحميه من التنكس العصبي، وأن نقص الليثيوم في دماغ الإنسان، على النقيض من ذلك، من أوائل التغيرات التي تؤدي إلى مرض الزهايمر، بينما يسرّع نقصه المماثل في الفئران من تدهور الدماغ والذاكرة.

كما حدّد الباحثون مركّباً جديداً من الليثيوم استعاد الذاكرة في نماذج الفئران.

وتوحّد هذه النتائج ملاحظات امتدت لعقود على المرضى، مقدّمة نظرية جديدة للمرض واستراتيجية جديدة للتشخيص المبكر والوقاية والعلاج.

الطفرة الجينية في مرض هنتنغتون

أوضحت دراسة قادها علماء من كلية الطب بجامعة هارفارد، ومعهد برود التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ومستشفى ماكلين، سبب عدم ظهور أعراض مرض هنتنغتون عادةً إلا في منتصف العمر، على الرغم من أن المرضى يولدون حاملين للطفرة.

وبحسب النتائج التي نشرتها دورية "سيل"، كشفت تحليلات الفريق أن تسلسل الحمض النووي المتكرر المسبب للمرض يتمدد ببطء على مدى عقود في خلايا دماغية معينة، ثم يطول بسرعة ويؤدي إلى موت الخلية.

وتقدم هذه النتائج طريقة جديدة لفهم مرض هنتنغتون، وربما علاجه، بالإضافة إلى اضطرابات أخرى تتضمن تكرارات غير طبيعية في الحمض النووي.

وقال الدكتور ستيف مكارول الباحث المشارك: "لا يبدأ التكرار بالتسبب بالضرر إلا عندما يصبح طويلًا للغاية. هذه طريقة تفكير مختلفة تماماً، ليس فقط حول كيفية تطور مرض هنتنغتون، بل أيضاً حول كيفية تسبب الطفرة في المرض".

الالتهاب والدماغ

في دراستين أُجريتا على الفئران، فصّل علماء من كلية الطب بجامعة هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا خطوات التفاعل بين الدماغ والجهاز المناعي، ما يفسر سبب معاناة بعض الأشخاص من اضطراب عاطفي مطوّل وتغيرات في السلوك بعد الإصابة بعدوى أو تفاقم مرض مناعي ذاتي.

وأظهرت الدراسة كيف تتفاعل جزيئات الجهاز المناعي، التي تسمى السيتوكينات، مع خلايا دماغية محددة لتنظيم المزاج والقلق والسلوك الاجتماعي.

وقال الباحثون: "نأمل أن تؤدي هذه النتائج في نهاية المطاف إلى علاجات جديدة لحالات مثل التوحد واضطرابات القلق".

نتائج واعدة للقاح سرطان الكلى

أفاد فريق بحثي في معهد دانا فاربر للسرطان ومعهد برود، أن لقاحاً مصمماً خصوصاً لكل مريض قد ولّد استجابة مناعية قوية في تجربة سريرية صغيرة شملت 9 مرضى مصابين بسرطان الكلى المتقدم.

وعلى الرغم من أن المرحلة الأولى من التجربة صُممت فقط لتحديد سلامة العلاج والجرعة المثلى، إلا أن النتائج الأولية التي نشرتها دورية "نيتشر" تعطي أملًا في إمكانية تطوير لقاح مضاد للأورام لمرضى سرطان الكلى المعرضين لخطر كبير للانتكاس.

كيف يزيد الدماغ تدفق الدم عند الحاجة؟

قدمت دراسة أُجريت على الفئران بقيادة علماء الأحياء العصبية في كلية الطب بجامعة هارفارد رؤى طال انتظارها حول كيفية عمل الدماغ يوجه الدم إلى المناطق النشطة، حيث يلزم الأكسجين والمغذيات لأداء مهام مثل التذكر وحل المشكلات واتخاذ القرارات.

وقد يسهم اكتشاف الفريق لـ"مسار إشارات منسق" في البطانة الداخلية للأوعية الدموية الدماغية في تعزيز فهم الأمراض التنكسية العصبية وتحسين تفسير صور الدماغ.

وقال تريفور كرولاك أستاذ علم الأحياء العصبية والمؤلف المشارك للدراسة: "إذا لم نعرف كيف يعمل هذا النظام على المستوى البيولوجي، فلن نعرف كيف نصلحه عند حدوث خلل فيه".

ميكروبيوم الأمعاء والالتهاب والاكتئاب

فسر باحثون كيفية مساهمة بكتيريا الأمعاء مورغانيلا مورغاني في بعض حالات اضطراب الاكتئاب الشديد، إذ وجدوا أن أحد الملوثات البيئية يتفاعل مع جزيء تنتجه البكتيريا، ما يحفز الالتهاب.

وتقدم هذه النتائج التي نشرتها مجلة الجمعية الكيميائية الأمريكية هدفاً جديداً لتشخيص أو علاج بعض حالات هذا الاضطراب، وتُوفر خارطة طريق لاستكشاف كيفية تأثير الكائنات الحية الأخرى في ميكروبيوم الأمعاء على صحة الإنسان وسلوكه.

وقال الباحث الرئيسي للدراسة، جون كلاردي: "هناك دراسات تربط ميكروبيوم الأمعاء بالاكتئاب، وهذه الدراسة تعمّق هذا الربط خطوةً نحو فهم حقيقي للآليات الجزيئية الكامنة وراءه".

دكتور كابوت

ظهر نظام ذكاء اصطناعي يُدعى "دكتور كابوت"، قيد التطوير في كلية الطب بجامعة هارفارد، لأول مرة إلى جانب طبيب بشري في سلسلة دراسات الحالة التاريخية لمجلة نيو إنجلاند الطبية، وهي المرة الأولى التي تنشر فيها المجلة تشخيصاً مولّداً بواسطة الذكاء الاصطناعي.

وصُممت الخوارزمية لتوضيح منطقها أثناء معالجتها للحالات الطبية المعقدة وصولًا إلى التشخيص.

يحمل هذا النظام إمكانات كبيرة للاستخدام في التعليم الطبي والبحث العلمي.

"أردنا إنشاء نظام ذكاء اصطناعي قادر على توليد تشخيص تفريقي وشرح منطقه المُفصّل والدقيق في آنٍ واحد." قال أرجون مانراي، الذي ابتكر برنامج دكتور كابوت مع طالب الدكتوراه توماس باكلي: "إنه بمستوى خبير تشخيصي".

مستشعر معوي يحفز حركة الأمعاء

حدد فريق بحثي في كلية إيكان للطب في ماونت سيناي بنيويورك آلية تحفز التمعج - وهي الانقباضات والانبساطات التي تحرك الطعام عبر الأمعاء.

ووجدوا في الفئران أن حركة الأمعاء تتأثر بالتمارين الرياضية والضغط والالتهاب، وأن بروتيناً حساساً للضغط يسمى PIEZO1 ينسق حركات الأمعاء، ويبقي الالتهاب تحت السيطرة.

وإذا تكررت هذه النتائج في البشر، فقد تسهم في تصميم علاجات دقيقة لأمراض الأمعاء.
مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/24 الساعة 14:38