نهاية أسطورة القرن.. لغز نفوق أضخم تمساح في العالم بعد 120 عاماً من الحياة

مدار الساعة -بعد أكثر من 100 عام من النجاة من الموت، نفق التمساح الأسطوري كاسيوس، أو محمد علي كلاي، الذي كان يُعرف سابقا بأنه أضخم تمساح محتجز في العالم، في نوفمبر 2024، تاركا خلفه لغزا دام عقودا، فقد أظهرت نتائج التشريح التي أجراها خبراء مركز بحوث التماسيح في داروين بأستراليا أن سبب نفوقه كان عدوى كامنة ناتجة عن إصابة قديمة في البرية قبل أكثر من 40 عاما.

نفق التمساح المائي الملحي الضخم، الذي بلغ طوله 5.5 أمتار، في حديقة مارينلاند ميلانيسيا على جزيرة جرين قبالة ساحل كيرنز، حيث كان يقيم منذ أربعة عقود، وبعمر يقدر بحوالي 110–120 عاما، كان كاسيوس من بين أكثر التماسيح المعروفة في الأسر عمراً على مستوى العالم، وفقا لموقع iflscience.

الغريب أن الأطباء البيطريين منحوه تصريح السلامة قبل أسابيع قليلة فقط من نفوقه، مؤكدين أنه كان يبدو "نشيطا ومنتبها وسعيدا"، إلا أن نفوقه جاء فجأة، ما أثار اهتمام الباحثين ووسائل الإعلام.

وبحسب نتائج التشريح، فإن إصابة قديمة تعرض لها كاسيوس في الثمانينات، عندما صدمه محرك قارب، أدت إلى فقدانه رجله الأمامية اليسرى وجزءا من خده وطرف ذيله، وأسفرت عن عدوى محصورة داخل كبسولة ليفية صلبة ظلت خامدة لعقود، ومع مرور الزمن، انهارت هذه الحماية وسمحت للعدوى بالانتشار في جسده، مما أدى في النهاية إلى نفوقه.

وقالت الدكتورة سالي إيسبرج، المديرة التنفيذية لمركز بحوث التماسيح في داروين، إن حالة كاسيوس استثنائية نظرا لطول الفترة التي احتُوت فيها العدوى، مشيرة إلى أن التشريح أظهر أن ضلعا في جانبه الأيسر كان أطول من الضلع الأيمن، وهو ما يعكس الضرر القديم الذي لم يُكتشف سابقا.

كاسيوس، الذي تم اصطياده في عام 1984 في نهر فينيس قرب داروين، وصل إلى مارينلاند ميلانيسيا في 1987 بعد رحلة نقل برية وبحرية طويلة، ونُسب اسمه إلى الملاكم الأسطوري محمد علي، المعروف باسم كاسيوس كلاي، نظرا لحجمه وقوته الفائقة.

اعتُرف بكاسيوس كأكبر تمساح محتجز في العالم لفترة طويلة، وفق موسوعة غينيس للأرقام القياسية، قبل أن يتفوق عليه تمساح أكبر يُدعى لولونغ في 2012.

اليوم، لا يزال إرث كاسيوس حيا، إذ وصلت مؤخرا جثته المحنطة إلى حديقة مارينلاند ميلانيسيا، حيث تُعرض الآن في معرض جديد، لتكون شاهدة على حياة أحد أعظم التماسيح في التاريخ، الذي تحدى الموت لأكثر من قرن قبل أن ينتهي به المطاف بسبب عدوى قديمة.