الفقهاء يكتب: الوعي الإعلامي.. حين تصبح حماية المنجز الوطني مسؤولية جماعية
مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/23 الساعة 11:57
في زمن تتسارع فيه المعلومة أكثر من قدرتنا على التحقق منها، لم يعد الخطر الحقيقي فيما يقال فقط، بل في الكيفية التي يستقبل بها وما يبنى عليه من مواقف وانطباعات.. فالهجمات التي تستهدف الأردن اليوم لم تعد بالضرورة مباشرة أو صريحة، بل تأتي في كثير من الأحيان مغلفة بمحتوى رقمي عاطفي، أو سرديات مجتزأة، أو مقاطع تفتقر للسياق، لكنها قادرة على التأثير في الوعي الجمعي وإعادة تشكيل صورة الدولة ومنجزها الوطني ببطء وفاعلية.
في هذا المشهد، تبرز أهمية نشر الوعي الإعلامي بوصفه خط الدفاع الأول عن الحقيقة، وعن السردية الأردنية التي تشكلت عبر عقود من المواقف السياسية المتزنة، والعمل المؤسسي، والتضحيات التي لا يمكن اختزالها في منشور أو وسم عابر.
الوعي الإعلامي لا يعني الاصطفاف الأعمى ولا تبرير الأخطاء، بل يعني امتلاك القدرة على الفهم والتحليل والتفريق بين النقد المسؤول، والحملات الممنهجة التي تستهدف ضرب الثقة وتشويه الصورة دون سند موضوعي.
لقد بات واضحا ً أن كثيراً من الهجمات الإعلامية التي تشن عبر منصات التواصل الاجتماعي لا تستهدف حدثاً بعينه، بل تستهدف تراكماً وطنياً كاملاً، من المؤسسات إلى الرموز، ومن التاريخ إلى الموقف السياسي. وحين يغيب الوعي الإعلامي، تتحول المنصات الرقمية من فضاء للنقاش إلى ساحة لإعادة إنتاج الشائعات، وتضخيم الأخطاء، وتجاهل السياق، بما يخدم سرديات خارجية لا ترى في الأردن إلا حلقة قابلة للضغط أو التشويه.
إن أخطر ما في هذه الهجمات ليس محتواها بحد ذاته، بل قابليتها للانتشار والتطبيع معها، خاصة عندما يتلقاها الجمهور دون أدوات تحليل أو مساءلة… هنا تحديداً، يصبح نشر الوعي الإعلامي ضرورة وطنية، لأنه يعيد الاعتبار للسؤال قبل الموقف، وللسياق قبل الحكم، وللمعلومة الموثوقة قبل الانفعال ، وهو ما يساهم في تحصين المجتمع، لا عبر منعه من النقد، بل عبر ترشيده وتحويله إلى فعل واعٍ لا يستغل ضد المنجز الوطني.
السردية الأردنية، بوصفها رواية دولة ومجتمع، ليست ثابتة جامدة، لكنها ايضاً ليست متروكة للتشويه أو الاختزال.. هي سردية تقوم على فهم معقد للتحديات الإقليمية، وعلى أدوار سياسية وإنسانية وأمنية لعبها الأردن في ظروف استثنائية، وغالباً بكلفة عالية.
الدفاع عن هذه السردية لا يكون بالصوت المرتفع، بل بالوعي العميق القادر على تفكيك الخطاب المعادي، وفضح الانتقائية في عرض الوقائع، وكشف التناقض بين الشعارات الرقمية والحقيقة على الأرض.
إن نشر الوعي الإعلامي اليوم هو استثمار في الوعي الجمعي، وفي قدرة المجتمع على حماية منجزه الوطني من التأكل المعنوي، وعلى صون هويته من التفكك تحت ضغط المحتوى العابر للحدود. فالدول لا تستهدف فقط حين تضعف اقتصادياتها أو مؤسساتها، بل حين يضرب وعي أبنائها، ويعاد تشكيل قناعاتهم بعيداً عن الفهم والمعرفة.
لذلك فإن معركة الوعي ليست معركة نخب أو مؤسسات فقط، بل مسؤولية مشتركة تبدأ من الفرد، وتنعكس على المجتمع، وتترجم في خطاب عام أكثر نضجاً وقدرة على التمييز. فحين يمتلك المجتمع وعياً إعلامياً حقيقياً، يصبح أقل قابلية للاستهداف، وأكثر قدرة على حماية سرديته، والدفاع عن منجزه الوطني بثقة ومسؤولية.
في هذا المشهد، تبرز أهمية نشر الوعي الإعلامي بوصفه خط الدفاع الأول عن الحقيقة، وعن السردية الأردنية التي تشكلت عبر عقود من المواقف السياسية المتزنة، والعمل المؤسسي، والتضحيات التي لا يمكن اختزالها في منشور أو وسم عابر.
الوعي الإعلامي لا يعني الاصطفاف الأعمى ولا تبرير الأخطاء، بل يعني امتلاك القدرة على الفهم والتحليل والتفريق بين النقد المسؤول، والحملات الممنهجة التي تستهدف ضرب الثقة وتشويه الصورة دون سند موضوعي.
لقد بات واضحا ً أن كثيراً من الهجمات الإعلامية التي تشن عبر منصات التواصل الاجتماعي لا تستهدف حدثاً بعينه، بل تستهدف تراكماً وطنياً كاملاً، من المؤسسات إلى الرموز، ومن التاريخ إلى الموقف السياسي. وحين يغيب الوعي الإعلامي، تتحول المنصات الرقمية من فضاء للنقاش إلى ساحة لإعادة إنتاج الشائعات، وتضخيم الأخطاء، وتجاهل السياق، بما يخدم سرديات خارجية لا ترى في الأردن إلا حلقة قابلة للضغط أو التشويه.
إن أخطر ما في هذه الهجمات ليس محتواها بحد ذاته، بل قابليتها للانتشار والتطبيع معها، خاصة عندما يتلقاها الجمهور دون أدوات تحليل أو مساءلة… هنا تحديداً، يصبح نشر الوعي الإعلامي ضرورة وطنية، لأنه يعيد الاعتبار للسؤال قبل الموقف، وللسياق قبل الحكم، وللمعلومة الموثوقة قبل الانفعال ، وهو ما يساهم في تحصين المجتمع، لا عبر منعه من النقد، بل عبر ترشيده وتحويله إلى فعل واعٍ لا يستغل ضد المنجز الوطني.
السردية الأردنية، بوصفها رواية دولة ومجتمع، ليست ثابتة جامدة، لكنها ايضاً ليست متروكة للتشويه أو الاختزال.. هي سردية تقوم على فهم معقد للتحديات الإقليمية، وعلى أدوار سياسية وإنسانية وأمنية لعبها الأردن في ظروف استثنائية، وغالباً بكلفة عالية.
الدفاع عن هذه السردية لا يكون بالصوت المرتفع، بل بالوعي العميق القادر على تفكيك الخطاب المعادي، وفضح الانتقائية في عرض الوقائع، وكشف التناقض بين الشعارات الرقمية والحقيقة على الأرض.
إن نشر الوعي الإعلامي اليوم هو استثمار في الوعي الجمعي، وفي قدرة المجتمع على حماية منجزه الوطني من التأكل المعنوي، وعلى صون هويته من التفكك تحت ضغط المحتوى العابر للحدود. فالدول لا تستهدف فقط حين تضعف اقتصادياتها أو مؤسساتها، بل حين يضرب وعي أبنائها، ويعاد تشكيل قناعاتهم بعيداً عن الفهم والمعرفة.
لذلك فإن معركة الوعي ليست معركة نخب أو مؤسسات فقط، بل مسؤولية مشتركة تبدأ من الفرد، وتنعكس على المجتمع، وتترجم في خطاب عام أكثر نضجاً وقدرة على التمييز. فحين يمتلك المجتمع وعياً إعلامياً حقيقياً، يصبح أقل قابلية للاستهداف، وأكثر قدرة على حماية سرديته، والدفاع عن منجزه الوطني بثقة ومسؤولية.
مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/23 الساعة 11:57