منتخب النشامى.. وصافة كأس العرب بعد التأهل التاريخي للمونديال

مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/22 الساعة 22:04
مدار الساعة -هيثم أبو حماد - واصل المنتخب الوطني لكرة القدم كتابة إنجاز وتاريخ جديد لمشاركاته في البطولات العربية والآسيوية، بعدما استطاع تحقيق وصافة كأس العرب للمرة الأولى في تاريخه، ليضاف إلى سجله هذا العام بالتأهل التاريخي لنهائيات كأس العالم في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك في العام المقبل.

وكان المنتخب قريبا من تحقيق لقبه الأول في كأس العرب الذي أقيم في قطر، لولا جزئيات صغيرة حسمت الفوز للمنتخب المغربي في المباراة النهائية، ليعود بوصافة البطولة كاسبا احترام عديد النقاد وخبراء اللعبة.

طريق النشامى للنهائي لم يكن مفروشا بالورود، بل تخلله صعوبات كبيرة بدايتها المشاركة في البطولة بغياب 6 لاعبين، ثم إصابة نجم خط الهجوم يزن النعيمات بقطع في الرباط الصليبي للركبة، قبل أن يستمر بعزيمة وإرادة اللاعبين نحو المشهد الختامي، واستطاع تحقيق العلامة الكاملة في الدور الأول بـ 9 نقاط جاءت من 3 انتصارات على الإمارات والكويت ومصر، قبل أن يتغلب على العراق بهدف وحيد، ويتجاوز السعودية في المربع الذهبي بذات النتيجة، ثم يصطدم بالمنتخب المغربي في النهائي ويخسر بصعوبة بـ 3 أهداف مقابل هدفين.

وفي لغة الأرقام، سجل النشامى في البطولة 12 هدفا كان لعلي علوان 6 منها، متربعا على عرش هدافي المسابقة، فيما استقبلت شباك المنتخب 5 أهداف، وحصل لاعبونا على 5 بطاقات صفراء، وأحرز 7 لاعبين أهداف النشامى، وساهم 4 في صناعتها.

وأجمع خبراء ومختصون في تصريحات صحفية لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) أن تألق النشامى في كأس العرب لم يكن وليد الصدفة، بل نتاج عمل كبير وتخطيط سليم من المنظومة القائمة على المنتخب بدءا من اتحاد الكرة وصولا للاعبي المنتخب الوطني وجهازه الفني والإداري.

وقال لاعب المنتخب عصام السميري، إن الدعم الملكي من جلالة الملك عبد الله الثاني وسمو الأمير الحسين، ولي العهد، كان حافزا للاعبين لبذل أقصى جهودهم لتحقيق الانتصارات والوصول للمباراة النهائية للكأس، مشيرا إلى أن حضور سمو ولي العهد وسمو الأمير هاشم لمباريات المنتخب، شكل دافعا قويا للاعبين لتقديم أداء يليق بسمعة الكرة الأردنية.

وأشار إلى أن اتحاد الكرة بقيادة سمو الأمير علي بن الحسين، وفر كل الإمكانيات للاعبين قبل وأثناء وخلال البطولة، الأمر الذي ساهم في الوصول لنهائي كأس العرب للمرة الأولى في تاريخ المنتخب.

ولفت إلى أن الأجواء المثالية التي سادت بين اللاعبين والجهازين الفني والإداري ساهمت في تحقيق نتائج مميزة للمنتخب خلال مشوار البطولة، مشيرا إلى أن إصابة المهاجم يزن النعيمات أثرت سلبا على معنويات المنتخب خلال مباراة العراق، لكن المدير الفني جمال السلامي ساهم في تخطي الموضوع وكان اللاعبون البدلاء على قدر من المسؤولية.

وقال السميري، إن طموحات اللاعبين كبيرة في تحقيق مستوى مشرف للنشامى في كأس العالم، والبناء على المستويات الكبيرة التي قدمت في كأس العرب.

من جهته، قال الإعلامي الرياضي في قناة ومنصة المشهد لطفي الزعبي، إن وصول المنتخب الوطني إلى نهائي كأس العرب وحصوله على المركز الثاني يعد إنجازا حقيقيا بكل المقاييس، ليس فقط كنتيجة، بل من حيث الصورة العامة التي قدمها، مضيفا أن النشامى أظهروا شخصية قوية وانضباطا تكتيكيا، وقدرة على المنافسة أمام منتخبات تمتلك أسماء وخبرات أكبر، ما يؤكد أن ما تحقق لم يكن صدفة بل ثمرة عمل واضح داخل الملعب.

وأكد أن ما ميز المنتخب في البطولة هو الاعتماد على المنظومة أكثر من الأفراد، إذ لم يتأثر منتخبنا الوطني بغياب 6 لاعبين أساسيين قبل انطلاق المنافسة، وإصابة النعيمات أمام العراق في ربع النهائي، لافتا إلى أن الجهاز الفني بقيادة المدرب المغربي السلامي نجح في إدارة البدائل، وأوجد أدوارا واضحة لكل لاعب، مع وجود إيمان جماعي بالمسؤولية وروح عالية والتزام كبير من قبل جميع اللاعبين.

ولفت إلى أن الإعلام الرياضي الأردني تعامل مع مشوار المنتخب خلال البطولة بوعي ومسؤولية، فسلط الضوء على الجوانب الفنية والذهنية بعيدا عن المبالغة، مشيرا في هذا الصدد إلى أن وسائل الإعلام العربية أنصفت النشامى وأشادت بالأداء والانضباط والروح القتالية التي تميز بها خلال مشواره في كأس العرب، مؤكدا أن الأردن قدم نموذجا محترما لمنتخب يعرف كيف ينافس بثبات وهوية واضحة.

بدوره، أكد المدرب الوطني عدنان عوض، أن المدير الفني جمال السلامي، استطاع أن يبني منتخبا قويا قارع به منتخبات قوية في آسيا وأفريقيا خلال البطولة، رغم غياب عناصر أساسية، مشيرا إلى أن السلامي استطاع خلال كأس العرب أن يوسع قاعدة اللاعبين المشاركين في المنتخب، إذ لم يعد هناك فرق بين اللاعب الأساسي والاحتياطي، والجميع قادر على تقديم العطاء في الملعب.

وأشار عوض، إلى أن المنتخب الوطني أصبح لديه هوية ثابتة واعتمد على التنويع في طريقة اللعب وبناء الهجمات، مقارنة بالمنتخب الذي شارك في كأس آسيا 2023، والذي كان يعتمد بشكل كبير على التحولات السريعة من الدفاع إلى الهجوم بفضل الثلاثي الهجومي يزن النعيمات، علي علوان،موسى التعمري، عازيا ذلك للعمل والتخطيط السليم للمدير الفني للنشامى.

وأشاد بقدرة السلامي على قراءة المباريات والتعامل مع الظروف الصعبة التي مر بها منتخبنا الوطني خلال البطولة، خصوصا إبعاد اللاعبين عن التأثر النفسي بغياب المهاجم النعيمات في لقاء السعودية في الدور نصف النهائي، وقدرته على إعادة الروح للاعبين في النهائي أمام المغرب بعد تقدم المغرب بالنتيجة بهدفين لهدف، لافتا إلى أن النشامى كانوا قريبين من إحراز اللقب لولا بعض الجزئيات الصغيرة التي حالت دون ذلك.

ولفت أن السلامي سيقوم خلال الفترة المقبلة بضم لاعبين لمنتخبنا الوطني من المنتخب الأولمبي (تحت 23 عاما) الذي سيشارك في كأس آسيا خلال الشهر المقبل؛ وذلك للعمل على الإحلال والتبديل بصفوف النشامى خصوصا في كأس آسيا في السعودية 2027، متوقعا أن يظهر المنتخب الوطني بمستوى مشرف في كأس العالم 2026، كما أكد أن الجيل الحالي يعد الأفضل للكرة الأردنية ويجب البناء عليه وتراكم الإنجازات.

من جانبه، أشار رئيس رابطة مشجعي المنتخب الوطني أنور أبو الكاس، إلى أن الجماهير الأردنية كانت حاضرة بقوة لمؤازرة النشامى في كأس العرب، وقدمت صورة تليق بالكرة الأردنية.

ولفت إلى أن هناك جماهير أردنية توافدت من الولايات المتحدة الأميركية وكندا إلى ملعب لوسيل الذي احتضن المباراة النهائية، ما يدل على حرص الأردنيين للوقوف خلف المنتخب الوطني رغم بعد المسافات.

وأشاد بالتسهيلات التي قدمتها شركات الطيران خلال مشوار النشامى في كأس العرب، خصوصا تسيير العديد من الرحلات إلى الدوحة قبل النهائي، ما يعكس حالة التلاحم الشعبي خلف منتخبنا الوطني.
مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/22 الساعة 22:04