الراجحي يكتب: الأردن الكويت روابط لا تهزها المسافات

أ.د. مناور بيان الراجحي
مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/22 الساعة 13:30
"قالها ومضى وبقي الأثر، فالكبار لا يرحلون"

جمعتنا حيا وجمعنا الدعاء لك بعد الرحيل رحمة الله عليك، نتذكر موقفك العروبي الأصيل ونتذكر كلماتك: "بوابة فلسطين ليست عبر الكويت! اخرجوا أيها الغزاة"، لقد رحلت جسدا وبقيت روحك وموقفك راسخا في قلوبنا، أنه النائب السابق المرحوم "محمد كريم الزبون"، الذي فتح صدره وقلبه قبل بيته لكل حر ولكل مظلوم ولكل صاحب حق، تحدثنا عنه سابقا ولا نعيد ما قد قيل، فالتاريخ يشهد على أصالته ومواقفه، ويكفيه فخراً أن أبناءه اليوم يسيرون على الدرب ذاته، ويحملون رايته وقيمه الأصيلة.

يوم أمس القريب جمع ديوان الزبون في مدينة "جرش" سفير دولة الكويت السيد حمد راشد المري مع وجهاء وأعيان ونواب من رجالات الأردن الأبي: منهم (معالي المستشار كنعان باشا البلوي، الشيخ ضيف الله القلاب، الشيخ نواش أبو دلبوح، الشيخ توفيق الخلاليه، النائب محمد القويري، النائب سليمان القلاب، النائب رائد الخلاليه، النائب مفلح الرفالي، معالي مفلح الرحيمي، العين حسين حواتمة، الباشا عبدالحفيظ عبادي) ولفيف من الأصحاب من الكويتيين وغيرهم، وتحدث سعادة السفير قائلا: "إن العلاقات الأردنية الكويتية والتي أرسى دعائمها حضرة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح وأخية صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظهم الله ورعاهما، تعتبر نموذجاً للعلاقة بين الأشقاء، فما يجمع بين البلدين الشقيقين من روابط أخوية في تزايد مستمر، وكذلك ما يربط بين الشعبين الشقيقين من علاقات وروابط من فخر واعتزاز، وما لمسته شخصياً عندما وطئت قدمي هذه الأرض الطيبة كسفير لدولة الكويت لدى المملكة الأردنية الهاشمية يجعلني أعتز وأفتخر بعلاقتي سواء من أعضاء الحكومة أو من أفراد الشعب النشمي، الذين يحملون داخل صدورهم محبة وتقدير للكويت أميراً حكومتاً وشعباً، وهذا أن دل على شيء يدل على ما تتميز به البلدين الشقيقين من علاقة متميزة، متمنياً للبلدين دوام الأمن والاستقرار والازدهار بقيادة آل الصباح والهاشميين"، وقد أشاد الحضور بكلمة سعادة السفير التي تعكس ما في صدورهم تجاه الكويت وأميرها وشعبها.

وتكررت ليالي الكويت والأردن في ليلةً أخرى بخيمة الكويت في مدينة "أربد" عروس الشمال التي احتضنت سعادة السفير المري مع أعيان ووجهاء محافظة أربد بحضور الشيخ محمد بن طراد السطام الشعلان، الذين أثنوا على الكويت وأمرائها من كرم ورفعة وأخوة منقطعة النظير، وتحدث صاحب الديوان "خيمة الكويتيين" السيد محمد الكشتي وقال: "نحيي الجميع سعادة السفير والحضور من القامات الأردنية على تشريفنا في "خيمة الكويت" التي تحتفي هذا المساء بوجود الشيخ محمد الشعلان بيننا، هذه الشخصية التي لا نستطيع وصفها أو نوفي لها حقها" وارتجل الشيخ الشعلان بكلمات يثني بها على الكويت والأردن والقيادتين والشعبين الشقيقين الكريمين، هذا وقد صدع الدكتور مفلح الجراح بصوته الجهور بكلمات عبر بها عن حبه للكويت وشعبه وقيادته، كلمات أثلجت الصدر وأفرحت الروح، وأردف أن هذا الشعور والألفة يتغنى بها سيدنا جلالة الملك ويتغنى بها من بعده الشعب الأردني.

كانت الجلسات عامرة بالحضور الكريم، والحديث الراقي العميق، والمسؤوليون الأردنيون عبروا بصدق عن تجذر العلاقة الأخوية بين الأردن والكويت، وبأنها علاقة لا تقوم فقط على السياسة، بل على ارتباط اجتماعي وتراثي راسخ. كانت كلمات النشامى تعكس المحبة والحرص الصادق على الكويت أميراً وارضاً وشعباً، ومدى معرفتهم الحقيقية بتاريخها ومكانتها بين الدول التي تعبر عن مواقفها تجاه القضايا العربية والإسلامية.

كل الشكر والتقدير لأخي محمد الكشتي"أبو فهد" ولأبناء المرحوم الزبون على الاستقبال الذي يعكس الإرث الأصيل، لقد لخص ممدوح الزبون هذه العلاقة بين البلدين حين قال: "نحن لا نورث أبناءنا الأسماء فقط بل نورثهم المواقف ويمتد هذا الإرث لأحفادنا أيضاً، فنحن نحب ما كان يحبه والدنا عليه رحمات من الله، وأضاف لا أنسى عندما كنت معه في ألمانيا للعلاج، وبعد العملية أحتاج لراحة واسترخاء، وقررنا نقله إلى تركيا حيث الجبال والأشجار فرفض وقال "لا أريد تركيا وجبالها، أريد الكويت وشواطئها". رحمك الله يا ابا ممدوح وغفر لك وجعل ذكراك حباً في القلوب. عاشت الأردن ملكاً وشعباً وارضاً، وعاشت بلادي الكويت وعاش أميرها وشعبها الأبي.
مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/22 الساعة 13:30