الزيود يكتب: أربعة أوهام
مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/21 الساعة 11:41
يحار المرء في طبيعة تفكير حزب جبهة العمل الإسلامي ، و هم يرون أن المأزق الذي قادتهم إليه الجماعة بتهورها بعد أن كشفت الجهات المختصة المخططات الإرهابية و النيّات التخريبية على أرض الوطن في وقت ماض ، و صدور أحكام قضائية بحق بعض منسوبي الإخوان و منهم من ينتسب لحزب الجبهة و هذا ما لا غرابة فيه ؛ فالعلاقة بين الجماعة و الحزب عضوية و لا فكاك بينهما ، و مع ذلك و برغم من تطورات إقليمية و دولية تضغط باتجاه عدّ الإخوان و من يحسب في صفهم جهات إرهابية ، لم تقم الجماعة بالتقدم و لو خطوة واحدة نحو إجراء مراجعات حقيقية لأدبيات الحزب و علاقاته الخارجية و علاقته مع الدولة الأردنية ؛ و لكن السؤال الذي يطرح نفسه لِمَ لم يُقدِم الحزب على هذه الخطوة الضرورية لبقائه و ديمومته بشكله الحالي أو بغيره ، و الإجابة بظني لا تخرج عن أن الحزب قد وقع في أربعة أوهام سيطرت على طبيعة استجابته للظروف الحالية ، و هي :
الوهم الأول ؛ و يكمن في تصور الحزب في أنه يملك الحق الحصري في تمثيل الأردنيين من الأصول الفلسطينية و هذا وهم كبير ؛ فهؤلاء أردنيون ممثلون في مختلف مستويات مؤسسات الدولة و لا يحتاجون لمن يحمل قميصهم في وجه المجتمع ؛ فهم أردنيون و لا تفاضل بين الأردنيين إلا بالإخلاص للوطن و العرش !.
الوهم الثاني ؛ و هو الرصيد الانتخابي الذي تحقق لهم في الانتخابات الأخيرة ؛ و هي نتيجة جاءت لأن الحزب استغل عاطفة الناس اتجاه محرقة غزّة ، و قد تم تكييش ذلك عبر أصوات صبّت في الصناديق ؛ لا لقناعة من الناس بخطابهم ، و إنما لأنهم لعبوا على عواطف الناس و مشاعرهم فجمعوا من الأصوات و الدنانير ما لم يتضح إلى الآن أين صُرِّفت هذه المبالغ خارج البلاد ؛ هل هي على شقق و عقارات في ملاذات آمنة أم ودائع بأسماء منتميين للجماعة في الخارج ؟.
الوهم الثالث ؛ و هو يقوم على إيمان خادع بأن الدولة ليست ذاهبة باتجاه الحسم في ملفهم ، و أنهم يراهنون على الوقت في تبريد موقف الدولة منهم ؛ قياساً على أزمات سابقة لم تحسم فيها الدولة موقفها منهم ، و هذا رهان خاسر لأن الظروف الآن لا تقاس بأي حال بمثيلها في الماضي ؛ فهناك عواصف عاتية قادمة من غير مكان و دولة باتجاه تجريم الجماعة و أذرعتها المختلفة على هذا الكوكب ، و هذا لا يعني أن الدولة أخذت موقفاً بناء على معطيات جديدة دولية ، و إنما بناء على مستجدات فرضتها الساحة المحلية أخطات فيها الجماعة في حساباتها ؛ فقفزت على ثوابت وطنية و قامت بتمثيل الآخرين بالوكالة على الأرض الأردنية !.
الوهم الرابع ، و هو يقوم على إعادة تفعيل مبدأ التقية الذي تحسن الجماعة و الحزب توظيفه هروباً من استحقاقات بنيوية و مصيرية تخص الجماعة و حزبها ؛ فلم تعد التقية صالحة للتداول في مجتمع خَبِرَ الجماعة و حزبها على نحو يجعل من الصعوبة بمكان خداع الناس مرة بعد مرة؛ طلباً للهروب من الاستحقاقات المطلوبة في المراجعة و تبييض صفحة الجماعة و حزبها من المكاسرة و تمثيل الآخرين بالوكالة و تخوين الدولة على مدار السنوات السابقة!.
و بعد ، فهل يفيق الإخوان و حزبهم من غفلته و وهمه الذي وقع في شراكه ؛ ليتقدموا بخطوات عملية نحو مفارقة النسخة القديمة من سلوكهم السياسي و امتداداتهم العابرة للحدود و رجوعهم نحو الالتزام الأدبي و السياسي بالعمل كحزب وطني يمارس عمله السياسي و الحزبي من منطلق وطني أردني؟.
الوهم الأول ؛ و يكمن في تصور الحزب في أنه يملك الحق الحصري في تمثيل الأردنيين من الأصول الفلسطينية و هذا وهم كبير ؛ فهؤلاء أردنيون ممثلون في مختلف مستويات مؤسسات الدولة و لا يحتاجون لمن يحمل قميصهم في وجه المجتمع ؛ فهم أردنيون و لا تفاضل بين الأردنيين إلا بالإخلاص للوطن و العرش !.
الوهم الثاني ؛ و هو الرصيد الانتخابي الذي تحقق لهم في الانتخابات الأخيرة ؛ و هي نتيجة جاءت لأن الحزب استغل عاطفة الناس اتجاه محرقة غزّة ، و قد تم تكييش ذلك عبر أصوات صبّت في الصناديق ؛ لا لقناعة من الناس بخطابهم ، و إنما لأنهم لعبوا على عواطف الناس و مشاعرهم فجمعوا من الأصوات و الدنانير ما لم يتضح إلى الآن أين صُرِّفت هذه المبالغ خارج البلاد ؛ هل هي على شقق و عقارات في ملاذات آمنة أم ودائع بأسماء منتميين للجماعة في الخارج ؟.
الوهم الثالث ؛ و هو يقوم على إيمان خادع بأن الدولة ليست ذاهبة باتجاه الحسم في ملفهم ، و أنهم يراهنون على الوقت في تبريد موقف الدولة منهم ؛ قياساً على أزمات سابقة لم تحسم فيها الدولة موقفها منهم ، و هذا رهان خاسر لأن الظروف الآن لا تقاس بأي حال بمثيلها في الماضي ؛ فهناك عواصف عاتية قادمة من غير مكان و دولة باتجاه تجريم الجماعة و أذرعتها المختلفة على هذا الكوكب ، و هذا لا يعني أن الدولة أخذت موقفاً بناء على معطيات جديدة دولية ، و إنما بناء على مستجدات فرضتها الساحة المحلية أخطات فيها الجماعة في حساباتها ؛ فقفزت على ثوابت وطنية و قامت بتمثيل الآخرين بالوكالة على الأرض الأردنية !.
الوهم الرابع ، و هو يقوم على إعادة تفعيل مبدأ التقية الذي تحسن الجماعة و الحزب توظيفه هروباً من استحقاقات بنيوية و مصيرية تخص الجماعة و حزبها ؛ فلم تعد التقية صالحة للتداول في مجتمع خَبِرَ الجماعة و حزبها على نحو يجعل من الصعوبة بمكان خداع الناس مرة بعد مرة؛ طلباً للهروب من الاستحقاقات المطلوبة في المراجعة و تبييض صفحة الجماعة و حزبها من المكاسرة و تمثيل الآخرين بالوكالة و تخوين الدولة على مدار السنوات السابقة!.
و بعد ، فهل يفيق الإخوان و حزبهم من غفلته و وهمه الذي وقع في شراكه ؛ ليتقدموا بخطوات عملية نحو مفارقة النسخة القديمة من سلوكهم السياسي و امتداداتهم العابرة للحدود و رجوعهم نحو الالتزام الأدبي و السياسي بالعمل كحزب وطني يمارس عمله السياسي و الحزبي من منطلق وطني أردني؟.
مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/21 الساعة 11:41