'الخروج إلى البئر': ما حدث في سجن صيدنايا بين 2007 و2008

مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/19 الساعة 20:26
مدار الساعة -بين لبنان والعراق وسورية، يتابع فريق عمل مسلسل "الخروج إلى البئر" (كتابة سامر رضوان، وإخراج محمد لطفي، وإنتاج شركة ميتافورا). ليست المرّة الأولى التي ينشغل فيها الكاتب سامر رضوان بحكايات عن النظام السوري السابق، وما عاناه السوريون لأكثر من 50 عاماً من قمع وقتل وتعذيب. يمثّل سجن صيدنايا اختزالاً رمزياً لكل ما عاشته سورية خلال نصف قرن، خصوصاً في المعتقلات، وما عرفناه من حكايات خرجت إلى العلن بعد سقوط النظام في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024.

وفي هذا السياق، التقت "العربي الجديد" عدداً من أبطال "الخروج إلى البئر" في بيروت، حيث تحدّثوا عن رهانات تقديم هذه الحكاية اليوم، وعن حدود الدراما في مقاربة مرحلة ما زالت جراحها مفتوحة، لكنها باتت قابلة للرواية والشهادة.

مازن الناطور: حكايات القمع المؤجَّلة آن أوان روايتها

"نحن أمام قصة مثيرة فعلاً". هذا ما يقوله الممثل مازن الناطور الذي يشارك في أول دور بطولة درامية بعد سقوط نظام الأسد. يؤكد نقيب الفنانين السوريين أن شغفه بالتمثيل جعله من ضمن أبطال "الخروج إلى البئر" الذي كُتب قبل سنوات، وكان مقرّراً تصويره حتى قبل سقوط النظام السوري. لكننا اليوم، كما يقول الناطور، أمام مرحلة جديدة للخروج إلى الواقع: "نعود بالحكاية إلى 17 عاماً مضت وما حصل داخل سجن صيدنايا عام 2008، والتدخل الخبيث للنظام في رسم صورة عن طريق تزوير الواقع، والقول إن ما يحصل هو نتاج فرق راديكالية، من باب ذرّ الرماد في العيون، والقول إن الإرهاب دخل إلى السجن لترسيخ أيديولوجية جديدة تتمثل في الانقلاب على القانون".

يفيد مازن الناطور بأنه يلعب دور ربّ أسرة مكوّنة من زوجة وابنتين، يعاني من صهر سيئ يحاول الاستفادة من الظروف، ويعمل على كبح رغبات هذا الصهر بشتى الوسائل، من دون استغلال أي نفوذ بل ذلك كله من باب مساعدة عائلته.

لا يرى الناطور أنّ معالجة مثل هذه الوقائع في عمل درامي أمر مبكر، خصوصاً بعد عام من سقوط نظام الأسد. يقول: "إنها ستون عاماً من كمّ الأفواه، وعبادة الأصنام. لكل مواطن سوري حكاية مع هذا النظام. لا أرى أنه من المبكر تناول هذه القضية؛ فقد مضى على ما حدث في سجن صيدنايا نحو 20 عاماً. هذه حكايات يجب أن تُروى لأخذ العبرة".

"الخروج إلى البئر" يعيد جمال سليمان إلى الدراما السورية

"هذا هو الدور الأول لي بعد سقوط النظام في الدراما السورية"، يقول الممثل جمال سليمان، مشيراً إلى أن "الخروج إلى البئر" يمثّل مراجعة لمرحلة دقيقة عاشتها سورية بين عامي 2007 و2008؛ أي سقوط سجن صيدنايا بيد السجناء، وما ترتّب على ذلك من تبعات: المفاوضات الصعبة والشاقة بين السجناء أنفسهم والنظام السوري، وتجييش المعتقلين ودخول التيارات السياسية بما تحمله من خلفيات أيديولوجية وعرقية على الخط، وما نتج عن ذلك من علاقة بين هؤلاء والنظام السياسي الأمني، وليجد سلطان الغالب (الشخصية التي يجسدها سليمان) نفسه، على رأس المفاوضات مع النظام متخذاً الجوانب الاجتماعية لحال المساجين بعين الاعتبار. الظرف الاجتماعي لكل سجين مهمّ، لا يقلّ قيمة عن الجوانب السياسية التي يتطرّق إليها المسلسل.

العمل مشوّق بحسب ما يضيف الممثل جمال سليمان، وشركة ميتافورا لم تدّخر جهداً لتأمين فريق عمل يُسهم في إنجاح هذا العمل المفترض أن يعرض في موسم رمضان الدرامي لعام 2026 (فبراير/شباط المقبل).

لا يستطيع جمال سليمان أن يجزم بنجاح هذا العمل، لكنه يؤكد أن القصة شائقة، موضحاً أن تعاونه الأول مع المخرج محمد لطفي سيكون محفّزاً للخروج بمحتوى يليق بالدراما السورية التي يفتقد إليها. ويتمنّى عند العرض ألا يخيّب هذا العمل آمال الجمهور، نظراً لما يحمله من قضايا إنسانية واقعية، من شأنها أن تنقل شهادةً عما حدث في سجن صيدنايا بين عامي 2007 و2008.
مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/19 الساعة 20:26