ساحة الثورة العربية الكبرى في العقبة ذاكرة وطن تنبض بالحياة

مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/19 الساعة 19:19
مدار الساعة -على امتداد الساحل الجنوبي لمدينة العقبة، تقف ساحة الثورة العربية الكبرى شاهدة على واحدة من أهم لحظات التحول في تاريخ المنطقة، هناك حيث يرتفع أطول علم في الأردن خفاقًا فوق سماء المدينة، يجد الزائر نفسه أمام مساحة تجمع بين التاريخ والهوية الأتدار الساحة من قبل شركة العقبة لإدارة وتشغيل المرافق وهي شركة متخصصة بإدارة معظم المرافق الترفيهية والخدمية في المدينة كشركة متخصصة في هذا المجال .

وقال مدير عام شركة العقبة لإدارة وتشغيل المرافق ياسر الشوابكة، إن ساحة الثورة العربية الكبرى تشكل جزءًا أساسيًا من أهم المرافق التي تديرها الشركة والمملوكة لشركة تطوير العقبة، مبينًا أن تطوير الساحة قد أسهم في توفير فرص تشغيلية واستثمارية للشباب وتعزيز الربط بين مناطق الجذب في "المثلث الذهبي": البتراء، وادي رم، والعقبة.

كما أعرب عن ثقته بأن العقبة باتت منافسًا قويًا للمدن الساحلية على البحر الأحمر بفضل مرافقها السياحية المتطورة .

وأكد الشوابكة، أهمية ساحة الثورة باعتبارها نموذجًا لرؤية الأردن للسياحة المستدامة أسوة بباقي مدن العالم التي تمثل فيها الساحات إرثًا تاريخيًا ومهمًا لها، إذ تجمع بين صون التراث وتقديم تجربة معاصرة تشمل الفعاليات الثقافية والفنية والترفيهية.

وبين الشوابكة، أن الساحة يرتادها ما يقارب عشرة آلاف زائر في أيام نهاية الأسبوع ويتضاعف هذا العدد خلال أيام الأعياد والعطل الرسمية، كما تقام في الساحة معظم الفعاليات العامة في المدينة، مثل الاحتفالات بالمناسبات الوطنية والدينية والمهرجانات من ضمنها مهرجان أمواج العقبة وحفلات تخرج الجامعات والبطولات الرياضية المتخصصة، حيث كانت الساحة نقطة الإنطلاق والنهاية للراليات وسباقات المارثون والمؤتمرات والتجمعات المتعلقة بصناعة محتوى الألعاب الإلكترونية.

وأوضح الشوابكة، أن الشركة تستمر في دعم رؤى تطوير العقبة عبر إدارة المرافق الرياضية والترفيهية، بالتعاون مع القطاع الخاص وشراكات المجتمع المحلي، مما يجعل من ساحة الثورة العربية الكبرى محورًا رئيسيًا في مستقبل العقبة السياحي وواجهة مشرقة تعكس أصالة المكان وروح العصر.

المواطنة راما عطالله، وهي أم لثلاثة أطفال، عبّرت في حديثها لوكالة الأنباء الأردنية "بترا" عن سعادتها الكبيرة بمشروع الساحة، مؤكدة أنه يُعد متنفسًا مهمًا لها ولأطفالها، ويوفر لهم مساحة آمنة للترفيه وقضاء أوقات عائلية ممتعة.

ردنية الأصيلة ونسيم الهواء البحري.

لم تكن الساحة يومًا مجرد موقع سياحي بل بعد أن جاءت التوجيهات الملكية بتطويرها بما يعزز قيمتها التاريخية ودورها السياحي في مدينة العقبة، أصبحت اليوم نقطة تروى فيها حكاية انطلاق رياح الثورة العربية الكبرى عام 1916 إلى أن تصدرت اليوم المشهد السياحي والترفيهي في العقبة و أصبحت نموذجًا متفردًا يجمع بين عراقة التاريخ وروح الحداثة.

وعملت سلطة منطقة العقبة الاقتصادية على تأهيل الساحة ومرافقها المختلفة بما ينسجم مع قيمتها التاريخية ورمزيتها الوطنية، لتعزز مكانتها كمركز للاحتفالات والأنشطة الجماهيرية، كما تم إضافة عدد من المرافق لمنظومة الساحة من ضمنها مرسى للقوارب ومبنى سوق السمك ومدرج مكشوف يتسع لما يقارب 800 شخص، وقامت شركة تطوير العقبة الذراع الاستثماري لسلطة منطقة العقبة الاقتصادية على طرح الفرص الاستثمارية للمحلات التجارية الموجودة ضمن أروقة الساحة، حيث تم جذب عدد من العلامات التجارية الأردنية المتخصصة في مجال الطعام والشراب، كما تم تخصيص موقع لمتحف دائرة الآثار العامة يحتوي على عدد من القطع الأثرية القيمة.
بدوره، قال الشاب عمر احمد ، وهو أحد العاملين في أحد المحال التجارية، إن مشروع الساحة فتح أمامهم آفاقًا جديدة للعمل، ووفر فرصًا حقيقية للشباب، لافتًا إلى أن الساحة باتت نقطة التقاء رئيسية لكافة زوار العقبة، ما أسهم في تنشيط الحركة التجارية وزيادة الإقبال على المحال، وعزز من فرص الاستدامة الاقتصادية لأبناء المنطقة.

ساحة الثورة العربية الكبرى اليوم واحدة من أبرز وجهات الزوار من أبناء المملكة والسياح من مختلف دول العالم وملتقى لأهالي العقبة، وتعد شاهدًا حيًا على تاريخ عريق، ونابضة بروح الحداثة والتطور، بما ينسجم مع رؤى وتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني، أن تمضي العقبة بثبات نحو مستقبلٍ يليق بتاريخها، ويخدم أهلها وزوارها.
مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/19 الساعة 19:19