بريزات يكتب: حين يتحوّل المنتخب إلى وطن

د. ابراهيم بريزات
مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/19 الساعة 01:05
الأردن بلد الخير، بلد المواقف، وبلد الرجال الذين إذا حضروا حضر المجد معهم، منتخبنا لم يكن مجرد منتخب يلعب كرة القدم، بل كان صورة لوطن كامل يقاتل بشرف، ويثبت أن الإصرار والعزيمة يصنعان المستحيل ، دام عزك يا أردن، ودام نشامى منتخبنا الوطني عنوان الفخر والكرامة.

لقد أثبت النشامى أن الرياضة ليست مجرد منافسة داخل المستطيل الأخضر، بل رسالة وطنية تعكس روح الشعب الأردني الوفي وتاريخه المشرف، فكانوا كما عهدناهم مثالاً للانضباط، والتكاتف، والإيمان بالهدف، فحملوا اسم الأردن عالياً، وأوصلوا الصورة الحقيقية المشرّفة عن بلد يعرف كيف يقاتل بشرف حتى اللحظة الأخيرة.

عندما أُصيب يزن النعيمات، أُصيب معه جميع الأردنيين والأردنيات بالوجع، لم تكن نتيجة المباراة همّنا، ولم يكن للفوز أي طعم، لأن يزن أبن الوطن الذي اجتمعنا على حبه والاخلاص له، هكذا هو الأردن بكل مكوّناته قلبٌ واحد، ووجعٌ واحد، وموقف واحد لا يتغيّر ولا يتبدل.

تجلت صورة الأردن الحقيقية حين التف الجميع خلف المنتخب، سيد البلاد يتابع، وولي العهد يحضر، والشباب النشامى والنشميات قد تركوا كل شيء خلفهم وذهبوا خلف المنتخب لدعمه ومؤازرته وسطروا أجمل صور الرقي في تشجيعهم للمنتخب، هذا المشهد يلخّص معنى الانتماء الصادق، ويؤكد أن الأردن وطن لا يتخلّى عن أبنائه.

سيبقى ما قدّمه النشامى علامة فارقة في ذاكرة الأردنيين، ودافعاً للأجيال القادمة كي تؤمن أن المجد لا يُهدى، بل يُصنع بالصبر والعمل والإخلاص ، فالأردن، كما كان دائماً، بلد الرجال، وبلد القيم، وبلد الحلم الذي لا يموت موعدنا في كأس العالم الذي تأهلنا له الأول عربيا بكل فخر، هذا هو الأردن باختصار
مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/19 الساعة 01:05