خميس تكتب: مفاوضات على طاولة طفولة اخرى
مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/17 الساعة 13:03
ليست الطفولة ضيفا عابرا في أي علاقة، فهي ترافقنا إلى الصداقات والعمل والعائلة، لكني اخص علاقة الحب بالذات لما تحمله من كينونة خاصة،، ففي الحب نظهر بلا أقنعة، و يطرق أعمق الأماكن فينا، والتي تشكلت قبل أن نعرف اللغة، وقبل أن نتعلم كيف نخفي خوفنا أو نجمل جراحنا. أما العلاقات الأخرى يمكن للإنسان أن يدير نفسه بعقله، ويحافظ على حدوده، يتقن الدور، لكن الحب يفتح أبوابا لم يكن القلب ينوي فتحها، ويستحضر طفولة الآخر كما لم يستحضرها من قبل.
حين تقع في الحب، لا تتعامل فقط مع نسخة الشخص الحالية…بل تكتشف انك في حوار طويل مع طفولة اخرى، بجراحه القديمة، ومخاوفه، وطرقه في الدفاع عن نفسه، وما تعلمه عن الحب والأمان.
فتتفاجىء أن ردود أفعاله، حساسيته، غضبه، صمته، احتياجاته… كلها ليست عنك فقط، بل عن طفل صغير عاش تجارب معينة ثم حملها إلى العلاقة.
أنت لا ترتبط بشخص راشد كامل فقط، بل ترتبط أيضا بالطفل الذي لم يُشفَ تماما بداخله.وكل علاقة حب هي، بطريقة ما، مفاوضة طويلة مع طفولة شخص آخر.
في النهاية، ربما يكمن جمال الحب الحقيقي في هذا الوعي، أن نرى الآخرين بكل ما هم عليه، وأن نحتضن طفولتهم كما نحتضن طفولتنا، وأن نسمح لكل جرح قديم بأن يكون معلما، وليس عبئا،
وأن نتعلم من كل مفاوضة،كيف نصبح أكثر رحمة مع أنفسنا ومع من نحب.
فالحب ليس فقط عن العاطفة، بل عن الفهم، والقبول، والدفء الذي نزرعه في قلوبنا، لنبني معه حضورا يستطيع كل طفل، داخلنا وداخل الآخر، أن يجد فيه الأمان والطمأنينة…
حين تقع في الحب، لا تتعامل فقط مع نسخة الشخص الحالية…بل تكتشف انك في حوار طويل مع طفولة اخرى، بجراحه القديمة، ومخاوفه، وطرقه في الدفاع عن نفسه، وما تعلمه عن الحب والأمان.
فتتفاجىء أن ردود أفعاله، حساسيته، غضبه، صمته، احتياجاته… كلها ليست عنك فقط، بل عن طفل صغير عاش تجارب معينة ثم حملها إلى العلاقة.
أنت لا ترتبط بشخص راشد كامل فقط، بل ترتبط أيضا بالطفل الذي لم يُشفَ تماما بداخله.وكل علاقة حب هي، بطريقة ما، مفاوضة طويلة مع طفولة شخص آخر.
في النهاية، ربما يكمن جمال الحب الحقيقي في هذا الوعي، أن نرى الآخرين بكل ما هم عليه، وأن نحتضن طفولتهم كما نحتضن طفولتنا، وأن نسمح لكل جرح قديم بأن يكون معلما، وليس عبئا،
وأن نتعلم من كل مفاوضة،كيف نصبح أكثر رحمة مع أنفسنا ومع من نحب.
فالحب ليس فقط عن العاطفة، بل عن الفهم، والقبول، والدفء الذي نزرعه في قلوبنا، لنبني معه حضورا يستطيع كل طفل، داخلنا وداخل الآخر، أن يجد فيه الأمان والطمأنينة…
مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/17 الساعة 13:03