'سديم الشبح الصغير': هابل يلتقط تفاصيل مذهلة لنجم يحتضر على بعد 5000 سنة ضوئية

مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/15 الساعة 15:17
مدار الساعة -التقط تلسكوب هابل الفضائي التابع لوكالة ناسا صورة مدهشة تكشف مشهداً نادراً من المراحل الأخيرة في حياة نجم يحتضر، موثقا تفاصيل مذهلة لسديم NGC 6369 المعروف باسم «سديم الشبح الصغير»، أحد أكثر السدم الكوكبية غموضًا وإثارة للاهتمام.

يقع هذا السديم على بُعد يتراوح بين 2000 و5000 سنة ضوئية من الأرض، ويظهر كسحابة غازية متوهجة تشكّلت عندما بدأ نجم شبيه بشمسنا في التخلص من طبقاته الخارجية، معلنا اقترابه من نهاية رحلته الكونية. مظهره الشبحي الخافت جعله محط أنظار العلماء وهواة الفلك.

نافذة نادرة على موت النجوم

يمثل سديم «الشبح الصغير»، الواقع باتجاه كوكبة الحواء، فرصة علمية استثنائية لدراسة ما يحدث للنجوم متوسطة الكتلة قبل فنائها. فعندما تستنفد هذه النجوم وقودها النووي، تتمدد لتصبح عمالقة حمراء، ثم تطرد أغلفتها الخارجية في الفضاء، مكوّنة ما يُعرف بالسدم الكوكبية.

وتؤكد ناسا أن هذه المرحلة قصيرة العمر نسبيا على مقياس الزمن الكوني، لكنها حاسمة لفهم تطور النجوم ومصيرها النهائي. ورغم أن اسم «السدم الكوكبية» قد يوحي بارتباطها بالكواكب، إلا أن التسمية جاءت بسبب شكلها الدائري عند رصدها بتلسكوبات بدائية قديما.

ألوان تكشف الفيزياء الخفية

بفضل الدقة العالية لتلسكوب هابل، وخصوصا كاميرا المجال الكوكبي الواسع 2 (WFPC2)، تمكن العلماء من تحليل البنية المعقدة للسديم. وتُظهر الصورة حلقات زرقاء وخضراء لامعة ناتجة عن ذرات الأكسجين والهيدروجين المتأينة، بينما تشير الانبعاثات الحمراء إلى وجود ذرات النيتروجين،هذه الألوان ليست مجرد مشهد بصري ساحر، بل تمثل توقيعا فيزيائيا للتفاعلات المعقدة التي تحدث عندما يشع النجم المركزي المحتضر طاقته الأخيرة، مؤينًا الغازات المحيطة به،، وفقا لموقع"dailygalaxy".

لمحة عن مصير شمسنا

تقدم هذه الصورة نظرة مستقبلية لمصير شمسنا. فبحسب ناسا، ستخضع الشمس لتحول مماثل بعد نحو خمسة مليارات سنة، حيث ستقذف طبقاتها الخارجية لتكوّن سديما مشابها، قبل أن يتلاشى الغاز في الفضاء خلال حوالي 10 آلاف سنة.

أما النواة المتبقية، فستتحول إلى قزم أبيض يبرد ببطء على مدى مليارات السنين، إلى أن ينطفئ تمامًا، ورغم أن هذا السيناريو لا يزال بعيدا زمنيا، فإن صور هابل لسديم «الشبح الصغير» تمنح العلماء والبشرية نافذة نادرة لفهم نهاية النجوم… وربما نهاية شمسنا ذات يوم.
مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/15 الساعة 15:17