النجار تكتب: مستقبلُ التعليمِ الجامعيِّ في الأردن: هل يفكّر الشبابُ بالهجرة أكثر من الدراسة؟
مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/11 الساعة 16:24
يمضي التعليمُ الجامعيُّ في الأردنِّ اليوم في دربٍ بالغِ الحساسية، أشبهَ بالوقوف على حافّة سؤالٍ مصيريٍّ لا يمكن الهروب منه: هل ما زال شبابُنا يرون مستقبلهم في مقاعد الجامعات، أم أن الهجرة باتت الحلم الأقرب إلى قلوبهم وعقولهم؟
لقد تبدّل السؤالُ الجوهريّ في ذهن الشابّ الأردني؛ لم يَعُد يبحث عن أين سيتعلّم، بل هل يستحقّ الأمر أن يبقى أصلًا؟ وهذه الحقيقة وحدها تكشف حجم التحوّل في رؤيته للمستقبل، بعدما أصبح التعليمُ الجامعيُّ طريقًا طويلًا مُنهِكًا، مُثقلًا بالتكاليف والتحديات، في حين تبدو الهجرةُ نافذةً واسعةً تمنحُ فرصًا أسرع، أوضح، وأكثر عدلًا.
يعرف الأردنيّ معنى العلم أكثر من غيره؛ فهو بالنسبة له إرثٌ يُورّث، وفخرٌ تُزيّن به العائلاتُ أسماءها، وسلاحٌ يُواجه به الحياة. غير أنّ الواقع تغيّر، والمشهد لم يَعُد كما كان. ارتفعت الرسوم، تراجعت الفرص، وازدحمت التخصّصات التي لا يجد خرّيجوها سوى الانتظار الطويل أمام أبوابٍ موصدة. وهنا بدأت فكرةُ الهجرة تتمدّد في العقول… لا لأن الشبابَ يُفضّلون البعد عن وطنهم، بل لأن الطريق داخله بات مليئًا بالعقبات.
لم تَعُد الجامعاتُ وحدها قادرةً على صناعة الحلم. فالكثير من الشباب باتوا يرون خطوتهم الأولى نحو المستقبل في مكانٍ آخر؛ حيث يُحترَم الجهد، وتُقدَّر الكفاءة، وتُمنَح الفرصة دون وساطةٍ أو انتظار. يبحثون عن بلدٍ يَمنحهم أجنحةً ليُحلّقوا، بدل أن يَضع على أكتافهم هموم القروض والأقساط.
ومع ذلك… يبقى الأردنُّ في قلوب أبنائه، مهما ضاق بهم الحال. يبقى الوطنُ الذي نريده أجمل، والأرضُ التي نخاف عليها أكثر مما نخاف على أنفسنا. ولذلك، نحمل أمنيةً واحدة لا تتغيّر: أن يصبح التعليمُ في وطننا بابًا للفرص، لا جسرًا للمغادرة. أن تستعيد الجامعاتُ وهجها، وتستعيد الشهادةُ قيمتها، ويستعيد الطموحُ مكانته في وطنٍ يعرف قدر شبابه.
إنّ القضية ليست سؤالًا بين البقاء والهجرة، بل سؤالًا أعمق:
هل سنصل يومًا إلى تعليمٍ جامعيٍّ يفتح الطريق لأبنائه، بدل أن يدفعهم للبحث عن الطريق في مكانٍ آخر؟
حين يتحقّق هذا الحلم، حين تشرق في الأفق فرصةٌ حقيقية داخل البلاد، سيتغيّر ميزان الهجرة، وسيصبح البقاء خيارًا واعيًا… لا معركةً بين قلبٍ يحبّ وطنه، وعقلٍ يخشى المستقبل.
لقد تبدّل السؤالُ الجوهريّ في ذهن الشابّ الأردني؛ لم يَعُد يبحث عن أين سيتعلّم، بل هل يستحقّ الأمر أن يبقى أصلًا؟ وهذه الحقيقة وحدها تكشف حجم التحوّل في رؤيته للمستقبل، بعدما أصبح التعليمُ الجامعيُّ طريقًا طويلًا مُنهِكًا، مُثقلًا بالتكاليف والتحديات، في حين تبدو الهجرةُ نافذةً واسعةً تمنحُ فرصًا أسرع، أوضح، وأكثر عدلًا.
يعرف الأردنيّ معنى العلم أكثر من غيره؛ فهو بالنسبة له إرثٌ يُورّث، وفخرٌ تُزيّن به العائلاتُ أسماءها، وسلاحٌ يُواجه به الحياة. غير أنّ الواقع تغيّر، والمشهد لم يَعُد كما كان. ارتفعت الرسوم، تراجعت الفرص، وازدحمت التخصّصات التي لا يجد خرّيجوها سوى الانتظار الطويل أمام أبوابٍ موصدة. وهنا بدأت فكرةُ الهجرة تتمدّد في العقول… لا لأن الشبابَ يُفضّلون البعد عن وطنهم، بل لأن الطريق داخله بات مليئًا بالعقبات.
لم تَعُد الجامعاتُ وحدها قادرةً على صناعة الحلم. فالكثير من الشباب باتوا يرون خطوتهم الأولى نحو المستقبل في مكانٍ آخر؛ حيث يُحترَم الجهد، وتُقدَّر الكفاءة، وتُمنَح الفرصة دون وساطةٍ أو انتظار. يبحثون عن بلدٍ يَمنحهم أجنحةً ليُحلّقوا، بدل أن يَضع على أكتافهم هموم القروض والأقساط.
ومع ذلك… يبقى الأردنُّ في قلوب أبنائه، مهما ضاق بهم الحال. يبقى الوطنُ الذي نريده أجمل، والأرضُ التي نخاف عليها أكثر مما نخاف على أنفسنا. ولذلك، نحمل أمنيةً واحدة لا تتغيّر: أن يصبح التعليمُ في وطننا بابًا للفرص، لا جسرًا للمغادرة. أن تستعيد الجامعاتُ وهجها، وتستعيد الشهادةُ قيمتها، ويستعيد الطموحُ مكانته في وطنٍ يعرف قدر شبابه.
إنّ القضية ليست سؤالًا بين البقاء والهجرة، بل سؤالًا أعمق:
هل سنصل يومًا إلى تعليمٍ جامعيٍّ يفتح الطريق لأبنائه، بدل أن يدفعهم للبحث عن الطريق في مكانٍ آخر؟
حين يتحقّق هذا الحلم، حين تشرق في الأفق فرصةٌ حقيقية داخل البلاد، سيتغيّر ميزان الهجرة، وسيصبح البقاء خيارًا واعيًا… لا معركةً بين قلبٍ يحبّ وطنه، وعقلٍ يخشى المستقبل.
مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/11 الساعة 16:24