سعادة وغبطة لا توصف: استشعار آثار الأسماء الحسنى والطريق للارتقاء من جنة إلى جنة

مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/11 الساعة 15:01
مدار الساعة-الأسماء الحسنى: هي أسماء للذات الإلۤهية وهي ملازمة للحضرة الإلۤهية لا تنفك عنها أبداً ولا تتبدل ولا تتغير، يعامل الله عباده بها، يعاملهم بالرحمة والحنان والود واللطف والعطف وهي أسماء ذاتية لا يستمدها الله من أحد.

وإذا أقبل الإنسان على ربه وتعرَّف على خالقه وعلى الأسماء الإلۤهية واكتسب علماً بها فتنطبع هذه الأسماء على صفحات نفسه ويشتق منه تعالى العلم والكرم والرحمة والعطف والعظمة ويتخلَّق بأخلاق حميدة، بعد أن كان شحيحاً غدا كريماً جواداً، وبعد أن كان قاسي القلب صار رحيماً شفوقاً، كل ذلك ناله بإقباله على الله، فنال صفات كريمة اكتسبها من الله فغدت الأسماء الإلۤهية عند المخلوق صفات عليه، وهكذا نال صلى الله عليه وسلم أكبر قسط من الأسماء الإلۤهية وتخلَّق بأخلاق الله، وهكذا الأمثل فالأمثل.

إذن: الأسماء عندما تكون بالنسبة للحضرة الإلۤهية أسماء حسنى وعندما تنتقل عند الإنسان تغدو صفات عليا، بالنسبة لله أسماء وبالنسبة للمخلوق صفات، فالصفة قد تلتصق بالموصوف وقد تبتعد عنه، فاليوم فلان كريم، ربما يطرأ عليه طارئ فيغدو شحيحاً، ولكن الاسم ملازم للمسمى لا ينفك عنه أبداً.

أما (دلالاتها): الكرم الإلۤهي المنثور في الكون، والرحمة الإلۤهية التي يُعامل بها مخلوقاته جميعها، وهذا التكوين العظيم والخلق البديع، فالإطعام والإسقاء والعطاء المتدفق، كلها دلائلٌ على حب الله وعطفه وحنانه وكرمه علينا أجمعين.

وأعظم دليل على الأسماء الحسنى هو رسول الله صلى الله عليه وسلم خليفة الله في أرضه. إن وَصَلْتَ إليه بقلبك عرَّفك على الأسماء الحسنى وأدخلك على كل اسم منها.

(واستشعار آثارها): تشعر بنعيم وسعادة لا توصف، تشعر بالغبطة والسرور يملأ قلبك ويعمر جوارحك، تشعر أنك ترقى من جنة إلى جنة أعلى، ولا يكون ذلك إلا بواسطة باب الله وبمعية رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(ومقتضياتها): عند ذلك يقتضي عليك أن تؤمن بالله وتلتفت إليه تعالى والتعرف على المنعم المتفضل والشكر له بالإحسان لعباده الذين يحبهم كما يُحب
مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/11 الساعة 15:01