النجار تكتب: جيلُ الألعابِ الإلكترونيّة: تهديدٌ أم فُرصةٌ للإبداعِ في الأردنّ؟
مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/08 الساعة 09:40
تُواجهُ البيوتُ الأردنيّة اليوم واقعًا جديدًا يتسلّل إلى تفاصيلِ حياةِ الأطفالِ والشباب، واقعًا تتقدّم فيه الألعابُ الإلكترونيّة لتصبح عالمًا موازيًا يجذبُ العقولَ ويختطفُ الوقتَ ويزرعُ في النفوس دهشةً لا يُجادل فيها أحد. ومع هذا الحضور الجارف يعلو سؤالٌ لا يخبو:
هل نحن أمام جيلٍ يَخطو نحو الإبداع، أم أمام بوّابةٍ مفتوحةٍ على مخاطرَ لا تُحمدُ عواقبُها؟
لقد أصبحت الألعابُ الإلكترونيّة ظاهرةً تُلامس كلّ بيت، لا لكونها تسليةً بريئة فحسب، بل لأنها تمتدّ أحيانًا إلى حدٍّ يُهدّد وعيَ الطفل ويمسّ سلامته النفسيّة والجسديّة. فبعضُ الألعاب لا تكتفي بالإثارة، بل تُخفي خلف شاشاتها العتمةَ ذاتها: عنفٌ يُقسّي القلب، تحدّياتٌ خطرة، غرفٌ مجهولةُ الهويّة، ومحتوياتٌ تتجاوز قدرةَ الصغير على الفَرق بين المتعة والتهديد.
وهنا يكمنُ جوهرُ الخوفِ الحقيقيّ: الخطر لا يُهدّد الأطفال وحدهم، بل يزحفُ في أرجاء المجتمع كلّه ليُشكّل عبئًا على الأُسَر والمؤسّسات والمدارس والدولة.
ومع ذلك، لا يمكن إنكار أنّ هذا العالم نفسه يحمل جانبًا آخر، جانبًا يفتحُ بابًا واسعًا للإبداع:
أطفالٌ يصنعون شخصيّات، وآخرون يبتكرون عوالم، وثالثةٌ تتعلّم التصميم والبرمجة من اللعبة ذاتها. فالعقلُ الشابّ الذي يعرف كيف يُمسك بالخيط الصحيح قادرٌ على أن يحوّل اللعبة من استهلاكٍ بلا جدوى إلى مهارةٍ تحاكي المستقبل وتبني وعيًا رقميًّا متقدّمًا يحتاجه الأردنّ اليوم قبل الغد.
وفي هذا الاشتباك بين الخطر والفرصة، يبقى الأملُ الحقيقيّ حاضرًا: أن نُمسكَ نحن الكبارُ زمامَ الطريق، وأن نُرشِد بلا قمع، ونُراقب بلا صخب، ونُقدّم للأطفال بدائل لا تُصادرُ فرحهم، بل تُعيدُ توجيهَه نحو نضجٍ ووعي.
فالحلّ لا في المنع المطلق، ولا في الاستسلام، بل في صُنع جيلٍ يفهم ما وراء الشاشة، ويعرفُ أنّ التقنية أداة، إمّا أن تبني عقولًا… أو تُطفئها.
وفي النهاية يبقى السؤال قائمًا في كلّ بيتٍ أردنيّ:
هل ستتحوّل الألعابُ الإلكترونيّة إلى سلاحٍ يُهدّد أبناءنا؟
أم إلى نافذةٍ تُطلق قدراتهم نحو مستقبلٍ أكثر اتّساعًا؟
والجواب… يبدأ منّا
هل نحن أمام جيلٍ يَخطو نحو الإبداع، أم أمام بوّابةٍ مفتوحةٍ على مخاطرَ لا تُحمدُ عواقبُها؟
لقد أصبحت الألعابُ الإلكترونيّة ظاهرةً تُلامس كلّ بيت، لا لكونها تسليةً بريئة فحسب، بل لأنها تمتدّ أحيانًا إلى حدٍّ يُهدّد وعيَ الطفل ويمسّ سلامته النفسيّة والجسديّة. فبعضُ الألعاب لا تكتفي بالإثارة، بل تُخفي خلف شاشاتها العتمةَ ذاتها: عنفٌ يُقسّي القلب، تحدّياتٌ خطرة، غرفٌ مجهولةُ الهويّة، ومحتوياتٌ تتجاوز قدرةَ الصغير على الفَرق بين المتعة والتهديد.
وهنا يكمنُ جوهرُ الخوفِ الحقيقيّ: الخطر لا يُهدّد الأطفال وحدهم، بل يزحفُ في أرجاء المجتمع كلّه ليُشكّل عبئًا على الأُسَر والمؤسّسات والمدارس والدولة.
ومع ذلك، لا يمكن إنكار أنّ هذا العالم نفسه يحمل جانبًا آخر، جانبًا يفتحُ بابًا واسعًا للإبداع:
أطفالٌ يصنعون شخصيّات، وآخرون يبتكرون عوالم، وثالثةٌ تتعلّم التصميم والبرمجة من اللعبة ذاتها. فالعقلُ الشابّ الذي يعرف كيف يُمسك بالخيط الصحيح قادرٌ على أن يحوّل اللعبة من استهلاكٍ بلا جدوى إلى مهارةٍ تحاكي المستقبل وتبني وعيًا رقميًّا متقدّمًا يحتاجه الأردنّ اليوم قبل الغد.
وفي هذا الاشتباك بين الخطر والفرصة، يبقى الأملُ الحقيقيّ حاضرًا: أن نُمسكَ نحن الكبارُ زمامَ الطريق، وأن نُرشِد بلا قمع، ونُراقب بلا صخب، ونُقدّم للأطفال بدائل لا تُصادرُ فرحهم، بل تُعيدُ توجيهَه نحو نضجٍ ووعي.
فالحلّ لا في المنع المطلق، ولا في الاستسلام، بل في صُنع جيلٍ يفهم ما وراء الشاشة، ويعرفُ أنّ التقنية أداة، إمّا أن تبني عقولًا… أو تُطفئها.
وفي النهاية يبقى السؤال قائمًا في كلّ بيتٍ أردنيّ:
هل ستتحوّل الألعابُ الإلكترونيّة إلى سلاحٍ يُهدّد أبناءنا؟
أم إلى نافذةٍ تُطلق قدراتهم نحو مستقبلٍ أكثر اتّساعًا؟
والجواب… يبدأ منّا
مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/08 الساعة 09:40