السقار يكتب: حين تختلّ الموازين… تبقى الدولة التي تُحسن الإمساك بثوابتها هي آخر من يسقط
مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/07 الساعة 21:40
في المشهد الإقليمي الراهن، تتزاحم الأزمات بوتيرة متسارعة تفرض إعادة رسمٍ لخرائط النفوذ. في قلب هذا الاضطراب، تتقاطع خطوط التوتر بين إسرائيل وإيران، لا كمواجهة عسكرية فحسب، بل كصراع على صياغة ميزان القوى ذاته. إسرائيل التي طالما روّجت لنفسها قوةً لا تُمس، تبدو اليوم عارية سياسياً؛ حكومة مرتبكة، وقيادة تغرق في المناورات، ورئيس وزراء يحاول تغطية الفشل الاستراتيجي بضجيج القوة، في واحدة من أكثر اللحظات إحراجاً للمؤسسة الحاكمة منذ عقود.
أما سوريا، بعد سقوط منظومة الأسد وفتح صفحة “ما بعد التحرير”، فهي أمام فرصة تاريخية مشروطة لا يمكن الجزم بنجاحها قبل تحقق أسسٍ واضحة: مؤسسات أمنية وطنية تحت سلطة مدنية، ضبط كامل للسلاح خارج إطار الدولة، عقد اجتماعي جديد يقوم على المواطنة، قضاء مستقل، ومسار سياسي مفتوح للمنافسة. الرئيس أحمد الشرع ووزير الخارجية الدكتور الشيباني يقدّمان خطاباً إصلاحياً لاقى ترحيباً دولياً، لكن العالم بانتظار الأداء لا الوعود، والقدرة لا الشعارات.
وفي اليمن، يواصل الحوثي ترسيخ نموذج “الوكيل الإيراني”، بسلاح منفلت وتهديد مباشر للملاحة العالمية. فيما يواجه لبنان اختباراً وجودياً في سعيه لحصر السلاح بيد الدولة ونزع هيمنة حزب الله، معركة تحدد مستقبل الدولة لا توازناتها فقط. هذه المشاهد ترتبط أيضاً بالحرب الروسية – الأوكرانية التي أعادت تعريف القوة الصلبة وأدخلت النظام الدولي في حالة سيولة استراتيجية غير مسبوقة.
يظلّ الإرهاب العامل الأخطر، إذ ينتعش في الفراغات ويتمدّد كلما ضعفت الدول، ما يجعل مواجهته مشروعاً متواصلاً لا حملة عسكرية عابرة.
وفي موازاة ذلك، تبرز السعودية كقوة إقليمية – دولية صاعدة، تعيد تشكيل ثقل المنطقة عبر توازن اقتصادي – سياسي متقدم، ورؤية استراتيجية تجعل منها لاعباً لا يمكن تجاوزه في أي معادلة مستقبلية.
وسط هذه الزلازل السياسية، يتقدّم الدور الأردني كصمام أمان إقليمي. المملكة بقيادتها الهاشمية تمتلك العقل الاستراتيجي الأكثر اتزاناً؛ إرثٌ أسّسه الملك الحسين، ويقوده اليوم جلالة الملك عبدالله الثاني بثبات راسخ، ويعزّزه ولي العهد الأمير الحسين برؤية شبابية حديثة. هذا الامتداد القيادي هو ما يجعل الأردن قادراً على الإمساك بتوازنات إقليمية تبدّل جلدها كل يوم.
وتقف الأجهزة الأمنية الأردنية، وعلى رأسها المخابرات العامة، كدرع صلب يحمي المجتمع عبر الضربات الاستباقية ورصد التهديدات قبل نموّها، في نموذج أثبت فعاليته وموثوقيته.
في زمن تتداخل فيه الصواريخ مع الشعارات، وتتناطح فيه القوى على إعادة تعريف النظام الدولي، يقدّم الأردن درساً بسيطاً: الدولة التي تعرف ما تريد… لا تهزمها الفوضى.
أما سوريا، بعد سقوط منظومة الأسد وفتح صفحة “ما بعد التحرير”، فهي أمام فرصة تاريخية مشروطة لا يمكن الجزم بنجاحها قبل تحقق أسسٍ واضحة: مؤسسات أمنية وطنية تحت سلطة مدنية، ضبط كامل للسلاح خارج إطار الدولة، عقد اجتماعي جديد يقوم على المواطنة، قضاء مستقل، ومسار سياسي مفتوح للمنافسة. الرئيس أحمد الشرع ووزير الخارجية الدكتور الشيباني يقدّمان خطاباً إصلاحياً لاقى ترحيباً دولياً، لكن العالم بانتظار الأداء لا الوعود، والقدرة لا الشعارات.
وفي اليمن، يواصل الحوثي ترسيخ نموذج “الوكيل الإيراني”، بسلاح منفلت وتهديد مباشر للملاحة العالمية. فيما يواجه لبنان اختباراً وجودياً في سعيه لحصر السلاح بيد الدولة ونزع هيمنة حزب الله، معركة تحدد مستقبل الدولة لا توازناتها فقط. هذه المشاهد ترتبط أيضاً بالحرب الروسية – الأوكرانية التي أعادت تعريف القوة الصلبة وأدخلت النظام الدولي في حالة سيولة استراتيجية غير مسبوقة.
يظلّ الإرهاب العامل الأخطر، إذ ينتعش في الفراغات ويتمدّد كلما ضعفت الدول، ما يجعل مواجهته مشروعاً متواصلاً لا حملة عسكرية عابرة.
وفي موازاة ذلك، تبرز السعودية كقوة إقليمية – دولية صاعدة، تعيد تشكيل ثقل المنطقة عبر توازن اقتصادي – سياسي متقدم، ورؤية استراتيجية تجعل منها لاعباً لا يمكن تجاوزه في أي معادلة مستقبلية.
وسط هذه الزلازل السياسية، يتقدّم الدور الأردني كصمام أمان إقليمي. المملكة بقيادتها الهاشمية تمتلك العقل الاستراتيجي الأكثر اتزاناً؛ إرثٌ أسّسه الملك الحسين، ويقوده اليوم جلالة الملك عبدالله الثاني بثبات راسخ، ويعزّزه ولي العهد الأمير الحسين برؤية شبابية حديثة. هذا الامتداد القيادي هو ما يجعل الأردن قادراً على الإمساك بتوازنات إقليمية تبدّل جلدها كل يوم.
وتقف الأجهزة الأمنية الأردنية، وعلى رأسها المخابرات العامة، كدرع صلب يحمي المجتمع عبر الضربات الاستباقية ورصد التهديدات قبل نموّها، في نموذج أثبت فعاليته وموثوقيته.
في زمن تتداخل فيه الصواريخ مع الشعارات، وتتناطح فيه القوى على إعادة تعريف النظام الدولي، يقدّم الأردن درساً بسيطاً: الدولة التي تعرف ما تريد… لا تهزمها الفوضى.
مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/07 الساعة 21:40