هل تتكرر 'كارثة كارينغتون'؟ بقعة شمسية عملاقة تقلق العلماء وتواجه الأرض.

مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/07 الساعة 18:39
مدار الساعة -في اكتشاف يثير الفضول والقلق العلمي معا، ظهر على سطح الشمس مجمع ضخم من البقع الشمسية يُعرف باسم AR 4294-4296، ويواجه الأرض مباشرة. هذه البقعة الشمسية العملاقة تقارن بالحجم مع البقعة التي سببت حدث كارينغتون التاريخي عام 1859، وهو أقوى انفجار شمسي تم تسجيله في التاريخ الحديث. ومع ذلك، حتى الآن، تظل هذه البقعة هادئة، ولم تسجل أي انفجارات قوية تهدد الأرض بشكل مباشر، ما يجعل العلماء يراقبونها عن كثب.

ما هي بقعة AR 4294-4296؟

يتكون المجمع الجديد من مجموعتين شمسيتين متداخلتين مغناطيسيا، هما AR 4294 وAR 4296. ظهرت على الجانب المواجه للأرض في 28 نوفمبر بعد دورانها على طرف الشمس الغربي، لكن مسبار المريخ بيرسيفيرانس اكتشفها مسبقا على الجانب البعيد من الشمس قبل أسبوع، ما يوضح دقة العلماء في مراقبة نشاط الشمس من جميع الاتجاهات.

البقع الشمسية ليست مجرد مناطق داكنة على سطح الشمس، بل هي مناطق مغناطيسية مضطربة. عندما تنكسر خطوط المجال المغناطيسي، يمكن أن تطلق فلتات شمسية قوية للغاية (Solar Flares) وسحبا ضخمة من البلازما تُعرف بـ التوهجات الإكليلية الكتلية (CMEs).

هذه الظواهر قد تسبب انقطاعات مؤقتة في الاتصالات الراديوية، واضطرابات في شبكات الكهرباء، وظهور شفق قطبي مذهل في السماء.

حجم البقعة مقارنة بحدث كارينغتون

ووفقا لموقع "Spaceweather" يعد هذا المجمع واحد من أكبر المجمعات الشمسية خلال العقد الماضي، مع إمكانية إطلاق فلتات من الفئة X، وهي أقوى أنواع الفلتات الشمسية حسب تصنيف NOAA. لتوضيح حجم الخطر المحتمل، فإن حدث كارينغتون عام 1859 تسبب في فلتة X45، وهو رقم قياسي. لو حدثت فلتة مماثلة اليوم، قد تتوقف الأقمار الصناعية عن العمل، وتتضرر شبكات الكهرباء على الأرض، مع تقديرات لخسائر قد تتجاوز تريليون دولار.

هل هناك خطر مباشر على الأرض؟

رغم حجمها الهائل، لا يعني حجم البقعة بالضرورة حدوث كارثة، لأن نشاط البقعة يعتمد على تكوين المجال المغناطيسي وتكرار الانفجارات. بعض البقع الشمسية الكبيرة تمر بدون أي تأثير ضار. حتى الآن، لم تظهر علامات على إطلاق عاصفة شمسية مماثلة لحدث كارينغتون، لكن العلماء يراقبون المجال المغناطيسي للبقعة بدقة، خاصة إذا دارت مرة أخرى على الجانب المواجه للأرض خلال الأسابيع المقبلة.

نشاط الشمس في السنوات الأخيرة

شهدت الشمس نشاطا متزايدا في السنوات الأخيرة بسبب دخولها أقصى مراحل الدورة الشمسية البالغة حوالي 11 سنة، ما أدى إلى عدة انفجارات قوية، بما فيها عاصفة G4 في نوفمبر 2024، وهي أقوى اضطرابات مغناطيسية منذ 21 عامًا، وأدت إلى ظهور شفق قطبي واسع لم يُر منذ قرون.

يبقى العلماء في حالة مراقبة دقيقة، حيث أن أي نشاط مفاجئ للبقعة الشمسية قد يؤثر على الأرض بشكل متفاوت، بينما يستمر الفضول العالمي لمتابعة هذا العملاق الشمسي.
مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/07 الساعة 18:39