الكردي تكتب: عندما يؤجج لحم السوشيال ميديا وجع الفقراء
مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/07 الساعة 14:25
في خضم الأزمات الاقتصادية المتلاحقة، باتت مواقع التواصل الاجتماعي تلتهم مساحة مزدحمة بالأخبار والمقارنات والجدالات اليومية حول مستوى المعيشة. لكن من وسط هذا الضجيج، لفت انتباهي تعليق بسيط انتشر يقول:
"احنا الشعب صرنا نسمع باسم اللحم البلدي بس بالسوشال ميديا.. ناس رواتبها بالآلاف وناس متقاعدة رواتبها ما بتسد فاتورة كهرباء ومية.."
رغم بساطة العبارة، إلا أنها تختصر قصة بلد بكامله، وصراع طبقات يتسع يوما بعد يوم، حتى وصل حداً جعل المواطن يقف متسائلا: عن أي عدالة نتحدث؟
لم يعد الأمر مجرد أسعار ترتفع أو رواتب تتراجع، بل تحول إلى نمط حياة جديد يفرض نفسه على الأردني بشكل يومي. فبينما يتابع بعضنا صور المأكولات والأطعمة الفاخرة على تطبيقات التواصل، يجد آخرون أنفسهم عاجزين عن شراء أبسط الحاجات..
وربما يمر شهر كامل دون أن يتذوقوا اللحوم أو الدجاج. هؤلاء لا يبحثون عن رفاهية، بل عن حاجات أساسية باتت خارج متناول اليد.
السوشال ميديا، رغم أنها وسيلة تواصل، أصبحت في الوقت نفسه مرآة مشوّهة للواقع، وربما تبرز هذا الواقع بدقة تبين مدى فجاجته وبشاعته..
فهي تُظهر طبقة صغيرة فقط من المجتمع، طبقة تستطيع مواكبة موجات الغلاء، وتعرض نمط حياة مختلفا تماما عما يعيشه معظم الناس. أما الغالبية من متقاعدين وموظفين وعمال وأسر محدودة الدخل فتعيش واقعاً أشد قسوة بكثير من الصور الملونة المنتشرة على الشاشات.
حتى بات المواطن يرى الأسعار "هناك" شيئا وما يستطيع شراءه "هنا" شيئا آخر تماما.
ومع ارتفاع فواتير الكهرباء والمياه والأسعار وتآكل قيم الرواتب مع ثباتها أو شبه انعدام الزيادات، تجد الكثير من الأسر نفسها تستنزف معظم دخلها على التزامات لا مفر منها.
وما بين شرائح في المجتمع رواتب بعضها مرتفعة وبعضها الآخريغتني ويثري ثراءً فاحشا بسبل شتى بطرق ملتوية، وفئة بالكاد تكمل تلبية احتياجات الشهر وآلاف مؤلفة لا تجد فرصة عمل، تتسع الفجوة الاقتصادية لتصبح هما يوميا في كل بيت.
صاحب التعليق الذي أثار النقاش لم يكتب دراسة اقتصادية، ولم يلجأ إلى لغة الأرقام، لكنه عبر ببساطة عن قدر هائل من الإحباط شريحة واسعة من المواطنين تشعر بأن الحياة أصبحت أصعب، وأن الفجوة تكبر، وأن السياسات لا تلامس واقعها.
ليست القصة قصة لحم بلدي فقط، وإنما قصة واقع اجتماعي واقتصادي تتزايد صعوبته ومعيشة ضنكى تحتاج مراجعة حقيقية تعيد التوازن بين تكاليف الحياة ودخل المواطن وتعيد توزيع الدخل على أسس أقرب إلى العدالة.
عندما نكتب، ونجأر بالصوت، ونحكي وجع الناس.. هل تصل أصواتنا؟ هل يقرأ المسؤول ما يُكتب وهو يفترش مكتبه؟ وإن وصلت.. هل تُحدِث فرقا؟
"احنا الشعب صرنا نسمع باسم اللحم البلدي بس بالسوشال ميديا.. ناس رواتبها بالآلاف وناس متقاعدة رواتبها ما بتسد فاتورة كهرباء ومية.."
رغم بساطة العبارة، إلا أنها تختصر قصة بلد بكامله، وصراع طبقات يتسع يوما بعد يوم، حتى وصل حداً جعل المواطن يقف متسائلا: عن أي عدالة نتحدث؟
لم يعد الأمر مجرد أسعار ترتفع أو رواتب تتراجع، بل تحول إلى نمط حياة جديد يفرض نفسه على الأردني بشكل يومي. فبينما يتابع بعضنا صور المأكولات والأطعمة الفاخرة على تطبيقات التواصل، يجد آخرون أنفسهم عاجزين عن شراء أبسط الحاجات..
وربما يمر شهر كامل دون أن يتذوقوا اللحوم أو الدجاج. هؤلاء لا يبحثون عن رفاهية، بل عن حاجات أساسية باتت خارج متناول اليد.
السوشال ميديا، رغم أنها وسيلة تواصل، أصبحت في الوقت نفسه مرآة مشوّهة للواقع، وربما تبرز هذا الواقع بدقة تبين مدى فجاجته وبشاعته..
فهي تُظهر طبقة صغيرة فقط من المجتمع، طبقة تستطيع مواكبة موجات الغلاء، وتعرض نمط حياة مختلفا تماما عما يعيشه معظم الناس. أما الغالبية من متقاعدين وموظفين وعمال وأسر محدودة الدخل فتعيش واقعاً أشد قسوة بكثير من الصور الملونة المنتشرة على الشاشات.
حتى بات المواطن يرى الأسعار "هناك" شيئا وما يستطيع شراءه "هنا" شيئا آخر تماما.
ومع ارتفاع فواتير الكهرباء والمياه والأسعار وتآكل قيم الرواتب مع ثباتها أو شبه انعدام الزيادات، تجد الكثير من الأسر نفسها تستنزف معظم دخلها على التزامات لا مفر منها.
وما بين شرائح في المجتمع رواتب بعضها مرتفعة وبعضها الآخريغتني ويثري ثراءً فاحشا بسبل شتى بطرق ملتوية، وفئة بالكاد تكمل تلبية احتياجات الشهر وآلاف مؤلفة لا تجد فرصة عمل، تتسع الفجوة الاقتصادية لتصبح هما يوميا في كل بيت.
صاحب التعليق الذي أثار النقاش لم يكتب دراسة اقتصادية، ولم يلجأ إلى لغة الأرقام، لكنه عبر ببساطة عن قدر هائل من الإحباط شريحة واسعة من المواطنين تشعر بأن الحياة أصبحت أصعب، وأن الفجوة تكبر، وأن السياسات لا تلامس واقعها.
ليست القصة قصة لحم بلدي فقط، وإنما قصة واقع اجتماعي واقتصادي تتزايد صعوبته ومعيشة ضنكى تحتاج مراجعة حقيقية تعيد التوازن بين تكاليف الحياة ودخل المواطن وتعيد توزيع الدخل على أسس أقرب إلى العدالة.
عندما نكتب، ونجأر بالصوت، ونحكي وجع الناس.. هل تصل أصواتنا؟ هل يقرأ المسؤول ما يُكتب وهو يفترش مكتبه؟ وإن وصلت.. هل تُحدِث فرقا؟
مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/07 الساعة 14:25