العتوم يكتب: ستارمر عدوا لروسيا

د. حسام العتوم
مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/07 الساعة 11:12
كير رودني ستارمر رئيس وزراء المملكة المتحدة ( بريطانيا ) – المحامي ، وصاحب السلطة التنفيذية في بلاده ، بينما هي السلطة الرمزية هناك بيد الملك تشالرز الثالث . و تبعد بريطانيا عن روسيا الاتحادية 2506 كيلومتر ، و روسيا التي أعرفها عن قرب لا تستهدف بريطانيا ، و لا الاتحاد الأوروبي ، و لا أوروبا ، وصرح بذلك الرئيس فلاديمير بوتين مرارا . و الحرب الأوكرانية شيوعا بدأت كما نعرف من وسط العاصمة ( كييف ) ، بعد تحريك التيار البنديري المتطرف لها عبر انقلاب عام 2014 ، و بالتعاون مع رئيس وزراء بريطانيا أنذاك باريس جونسون ، و اللوجستيا الغربية ، و بمشاركة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن ، و إبنه هانتر بايدن . وردت موسكو على الحراك الأوكراني المشبوه بالنسبة لسيادتها ، وهي التي منحت أوكرانيا و بالتعاون في زمن الاتحاد السوفيتي الاستقلال عام 1991، و أقاليم ( القرم و الدونباس – لوغانسك و دونيتسك ) بتحريك عملية عسكرية خاصة دفاعية تحريرية ، و ليست احتلالية كما تشيع ماكنة إعلام ( كييف و الغرب ) ،وكان ذلك بتاريخ 2022 .

وارتكزت روسيا في موضوع عمليتها العسكرية الخاصة على القانون الدولي، و لم تخرج عن مساره ، و تحركت فعلا من وسط مادة ميثاق الأمم المتحدة رقم 571 التي تسمح للدولة المعتدى على سيادتها بالدفاع عن نفسها . وساندت بداية صناديق الاقتراع في شرق و جنوب أوكرانيا ، و حمتها بعمليتها العسكرية التي صوتت القيادة الروسية عليها بالاجماع ، وتقدم قرارها بشجاعة الرئيس بوتين نفسه بهدف حماية المكون الروسي ، و الأوكراني بعد مذبحة طالتهم و استمرت ثماني سنوات قتل منهم الافا و شرد غيرهم .و لولا التدخل الروسي في مكانه وزمانه ، و لو أنه جاء متأخرا لبقيت مأساة أوكرانيا في الداخل حتى يومنا هذا .

وفي الوقت الذي يحدث فيه تقارب أمريكي – روسي ملاحظ يقوده الرئيس دونالد ترامب ، و مبعوثه ستيف ويتكوف ، و يرافقه جاريد كوشنير، صهر ترامب . و يجوب الأثنان ويتكوف و كوشنير الساحة الحمراء ، وفي الوقت أيضا الذي ارتدى فيه

كيريل دميتريف مسؤول خزانة الاستثمار الروسية معطفا أثناء مرافقتهما كتب عليه عبارة ( روسيا ليست البلد الذي يخاف ) ، صعد ستارمر من تصريحاته المعادية لروسيا معتبرا إياها مخرجا لحل الأزمة الروسية الأوكرانية ، و يتحدى روسيا ذات الوقت بقوله بأن طريقته في محاصرة النفط الروسي ، و فرض عقوبات اقتصادية على روسيا ستجلب الرئيس بوتين إلى طاولة المفاوضات . ومع تزويد (كييف ) بإسلحة بعيدة المدى . وهو الأمر الذي ستواجهه روسيا بضرب الدول المزودة و المحركة للشر. و يقف خلف ستارمر الرئيس ماكرون عن فرنسا ، و فريدريش ميرتس مستشار ألمانيا ، و رئيس بولندا كارول ناوروتسكي . و يجتمع الاتحاد الأوروبي كاملا على طاولة محاصرة روسيا و عزلتها تخوفا من مهاجمتها لهم ، و هو أمر سرابي و أقرب إلى الخيال من الحقيقة . و تصريح رئيس وزراء بولندا ماتيوز مورافياسكي يؤكد صورة عداء الغرب لروسيا ، و هو غير مشروع . ولقد تحدث الرئيس بوتين في قصر الكرملين الرئاسي مؤخرا بوجود ويتكوف و كوشنير ، بأن بلاده روسيا لاتريد الحرب مع أحد ، لكن الغرب ،و قصد الاتحاد الأوروبي إذا ما فاجأ روسيا بحرب غير تقليدية بسبب الحرب الأوكرانية الواجب ايجاد مخرج سلم لها ، فإن روسيا لن تجد من تحاوره بعد ذلك . و اللبيب من الإشارة يفهم كما يقال في ديارنا – الأمر الذي يعنى به بوتين بأن بلاده روسيا ، و قال ذلك سابقا و كرر بأنها تملك قوة نووية عسكرية تفوق ما يملكه حلف ( الناتو) مجتمعا ، ومن حيث قوة النار .

و روسيا ، وحتى منذ زمن نابليون بونابارت 1812 ،و أودولف هتلر1945 ،و في زمن الحرب الأوكرانية المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات 2014 / 2025 ، لم تبدأ الحرب يوما ، و هي العارفة بالقانون الدولي ، و تطالب بتطوير أعماله ، و بنقل الأمم المتحدة ، وكما أراد ذلك الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين ، و أكده وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف من مدينة النييورك الأمريكية إلى مدينة سوتشي الروسية . و لروسيا رأي وموقف من قرار (الفيتو) في مجلس الأمن الواجب إعادة النظر فيه و توسيع رقعته .

ليس هكذا تورد الأبل سيد ستارمر ،فالحوار الذي تتقدمه الولايات المتحدة الأمريكية مع روسيا الأتحادية مفتاح كبير لتفكيك الأزمة الروسية – الأوكرانية ، و ليس التصعيد الأوروبي غير المفهوم و غير المشروع . قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم . الأية رقم 7 من سورة الغاشية ( لا يسمن و لا يغني من جوع ) صدق الله العظيم . ولقد سبق لزعامات أوروبية معاصرة سابقة و حالية أن زارت موسكو ،و حاورت الرئيس بوتين مثل ماكرون ، و ميركل ، وغيرهم مثل غوتيرس أمين عام الأمم المتحدة. و القانون الدولي الذي تعرفه روسيا كما دول العالم ، و يفسر موضوع استقلال أوكرانيا ، مطالب بترجمة اتفاقية تفكيك الاتحاد السوفيتي عام 1991 كشرط هام من شروط الاستقلال ، وهي الاتفاقية المانعة على الدول المستقلة من التحالف مع الجهات المعادية و في مقدمتها (الناتو) ، و في زمن إلى الأمام عرضت فيه روسيا – بوتين على أمريكا – كلينتون الانضمام للناتو للجم الحرب الباردة و سباق التسلح ، و لمنع حدوث حرب ثالثة غير تقليدية مدمرة للحضارات و البشرية ، قوبل عرضها بالصمت إلى يومنا هذا .

السؤال الذي يطرح نفسه هنا بقوة ، هو ، هل بإمكان رئيس وزراء بريطانيا القدوم لموسكو يرافقه ماكرون وميرتس ،و ناوروتسكي لمحاورة الرئيس بوتين ،و لتوضيح أمرهم بشأن العقوبات على روسيا التي يرسمونها في مخيلتهم ، و كذلك كل ما يتعلق بالاسلحة بعيدة المدى التي يعتقدون بأنها الحل للأزمة الروسية – الأوكرانية ؟ لماذا يرفض الرئيس المنتهية ولايته فلاديمير زيلينسكي القدوم إلى موسكو التي دعته إلى هناك لوضع حد نهائي للحرب و للأزمة العالقة ؟ وهنا من جديد تؤكد روسيا بأنها ليست إسرائيل ، فهي لا تستهدف أوكرانيا ،و لا شعب أوكرانيا ، و لا حتى نظامه ، بقدر ما تتصدى للجيش الأوكراني الذي نصب العداء لروسيا و خسر جيشه الكثير من جنوده ،و أكثر بكثير من خسارة الجنود الروس و بنسبة مئوية من 1- 10 ، أو على الأقل كما قال رئيس بيلاروسيا الكسندر لوكاشينكا من 1- 8 ، وكل الغرب على خط إسناد جبهة أوكرانيا ( كييف ) بطبيعة الحال ، وهو المستهجن .

إنها روسيا العظمى أيها السادة في الغرب ، وهاهي الولايات المتحدة الأمريكية قائدة (الناتو) ، و حامية الغرب ، أي الاتحاد الأوروبي تقترب من موسكو بمحبة و تحاور بكل ما تريد . وفي المقابل ، فإن الزمن القادم ينذر وكا يقول المفكر الروسي الكسندر دوغين بإنقسام الاتحاد الأوروبي ، و بتفككه عن الولايات المتحدة الأمريكية لتحقيق ضمانة أمنية مانعة لنشوب حرب ثالثة مدمرة لا تبقي مكانا للإنسان و الحجر . دعونا نراقب المشهد العالمي ، و نقرأ التاريخ كما يجب أن يقرأ .
مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/07 الساعة 11:12