حتى لا نلعن الظلام ونبقى بالدائرة نفسها

ما زالت الظروف والتحديات التي تعيشها المنطقة تحول دون تحقيق الطموحات والتطلعات الشعبية في بلدنا.

وعلى الرغم من الخطط والجدية التي تتبناها الحكومات بهدف إحداث نهضة شاملة في جميع المحاور خاصة الاقتصادية باعتبارها بوابة العبور نحو النهوض والتقدم.

وتدرك حكومة الدكتور جعفر حسان بأن تحسين الأوضاع الاقتصادية وانعكاساتها الإيجابية على الأحوال المعيشية والحياتية للناس سيسهم في تحقيق أرضية خصبة ومناسبة نحو حياة سياسية واجتماعية يتطلع لها جميع الأردنيين.

لذلك فإن الحكومة تعمل على اختراق الجدار الاقتصادي الصعب الذي أوجدته التحديات التي مرت فيها منطقتنا منذ أكثر من خمسة عشر سنة مع بدايات الربيع العربي وحالة الاشتعال التي عاشها الوطن العربي والمنطقة التي ما زالت آثارها جاثمة على صدورنا لغاية الآن.

لا بل إن مسلسل الهزات والنكبات لم يتوقف عند هذا الحد، كما لم نر حلقته الأخيرة لغاية الآن بعد أن امتد وتشعب في كل الاتجاهات ليجرف معه الأخضر واليابس بعد أن فاض النهر بسيل من الحروب والاقتتال الداخلي.

لتطل علينا جائحة كورونا والكل يعرف ظروفها وآثارها السلبية التي ما زالت حاضرة بيننا لغاية الآن، ويكتمل المشهد بحرب همجية وإبادة جماعية مارستها ومازالت دولة الاحتلال على قطاع غزة والشعب الفلسطيني.

وبين هذه الأحداث الجسام هناك أخرى وما أكثرها لا تقل عنها وجعًا وألمًا.

منذ أكثر من 15 سنة والمنطقة لم تهدأ كما لم تعرف معنى الراحة فهي من اشتعال إلى غليان ومن نكسة إلى نكبة ومن ألم إلى وجع.

هذا كله أثر حتمًا على خططنا وتطلعاتنا على الرغم من أننا حققنا ما هو أغلى وأثمن وهو الحفاظ على أمننا واستقرارنا وتماسك جبهتنا الداخلية.

كما تمكنا بحمد الله من الحفاظ على وحدتنا وبلدنا وسط أمواج متلاطمة وأكوام من التحديات، وهذا بتقديرنا أثمن وأغلى من أي أمر آخر حيث أبقى الأرضية مهيأة للبناء والنهوض لا أن نبدأ من تحت الصفر بأرقام سالبة كثيرة.

هذا الاستقرار الذي يتمناه محيطنا، لا يقدّر بثمن ويشكل إنجازاً وطنياً شارك فيه جميع مكونات الدولة وعناصرها، لكن ذلك لا يعني أن نبقى مكتوفي الأيدي ونستمر بالعزف على وتره ونكرر نفس لحنه بقدر ما نعمل على إحداث اختراقات، والاستمرار باتخاذ قرارات ينتظرها الناس كإلغاء التقاعد المبكر وإعادة النظر بقانون السير والمخالفات على السيارات والمواطنين وإصدار جملة من الإعفاءات التي ينتظرها المواطن بدل أن نبقى نلعن الظلام وندور بالدائرة نفسها دون مغادرة جدرانها.