الزعبي يكتب: رسالة إلى ولدي… كي لا يكسرك الظلم ولا يلوثك الإقصاء
مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/06 الساعة 15:48
محمد علي الزعبي
يا ولدي،
أكتب إليك اليوم لا لأن الحبر قادر على مداواة ما يعتمل في صدري، بل لأن الرسائل التي تُقال مبكرًا تُصبح درعًا في يدك يوم يشتد عليك الزمن، ستكبر، وسترى من الدنيا وجوهًا كثيرة؛ بعضها يبتسم، وبعضها ينهش، وبعضها لا يعرف من العدل إلا اسمه. نعم، ستعرف الظلم كما عرفته أنا، وربما سيمرّ عليك الإجحاف أشدّ مما مرّ بي، فالحياة لا تنصف إلا من يمتلك قلبًا لا يستسلم.
يا بني،
كبرتُ وأنا أحسب أن العدالة تمشي على قدمين، وأن الحق يعلو بصوته وحده، ثم أدركت أن الدنيا ليست كتابًا مدرسيًا، بل غابة تتداخل فيها الأصوات، فيرتفع فيها من ليس أهلًا، ويُقصى فيها من يحمل الخير، عرفت الإقصاء، وعرفت كيف يسرق بعضهم الضوء ليبقى الآخرون في الظل، وها أنا أقول لك: ستصادفهم، سيحاولون تقليل نورك، سيشككون في خطواتك، سيضعون العراقيل أمام طموحك، لكنك — يا ولدي — لم تُخلق لتكون تابعًا ولا هامشًا، بل لتكون شاهدًا على أنك من معدن لا يصدأ.
يا ولدي،
إن أخطر ما يمكن أن يفعله الظلم ليس أن يسلب حقك، بل أن يزرع في قلبك كراهية البلد الذي تنتمي إليه، وهنا، أكتب إليك رسالتي المجازية:
إذا حاولوا إقصاءك… فلا تُقصِ وطنك من قلبك، إذا شعرت بالجور… فلا تجُر على تراب الأرض التي حملتك، وإذا رأيت من يلوث مزاجك ويحاول أن يدفعك للعداء والتمرد، فاعلم أن التراب أطهر من كل الذين عبثوا بالعدالة، وأسمى من كل من ظنّ أن النفوذ بديل عن الأخلاق.
وطنك يا بني ليس هؤلاء الذين مرّوا على الكراسي، ولا الذين نفخوا في الفتنة، ولا الذين صنعوا الظلم بأيديهم، وطنك هو الطريق الذي مشيت عليه صبيًا، والسماء التي حفظت ظلالك، والأرض التي ستشهد يومًا أنك كنت وفيًا رغم الجراح، الوطن لا يُختصر في أشخاص، ولا يُقاس بعدد من أنصفوك أو من أساؤوا إليك، الوطن حالة روح، تظل قائمة حتى عندما تتعب روحك نفسها.
يا ولدي،
ربما لم أنجُ من كل ما رأيته، وربما تحملت أكثر مما يجب، لكني كتبت لك هذه الكلمات لتكون سلاحك الناعم ووصيتي الخفية: لا تسمح للظلم أن يصنع قلبًا مظلمًا بداخلك، ولا تسمح للإجحاف أن يحولك إلى نسخة من ظالميك ، ولا تجعل الإقصاء يقصّ جناح محبتك للأردن.
وحين تكبر وتفهم ما بين السطور، ستعرف أنني لم أكتب ألمًا، بل كتبت حياة، لم أكتب شكوى، بل كتبت إرثًا.
وستدرك — كما أدركت — أن الحق قد يتعب، لكنه لا يموت… وأن الرجال تُعرف بثباتها لا بصوتها… وأن الوطن يستحق أن نغسله بقلوبنا مهما حاول البعض أن يلطخه بأفعالهم.
ابقَ ثابتًا، ابقَ نظيفًا، ولا تنسَ يا ولدي… أن الله لا يخذل من كان نقيّ اليد والقلب، ولو اجتمع العالم على ظلمه.
يا ولدي،
أكتب إليك اليوم لا لأن الحبر قادر على مداواة ما يعتمل في صدري، بل لأن الرسائل التي تُقال مبكرًا تُصبح درعًا في يدك يوم يشتد عليك الزمن، ستكبر، وسترى من الدنيا وجوهًا كثيرة؛ بعضها يبتسم، وبعضها ينهش، وبعضها لا يعرف من العدل إلا اسمه. نعم، ستعرف الظلم كما عرفته أنا، وربما سيمرّ عليك الإجحاف أشدّ مما مرّ بي، فالحياة لا تنصف إلا من يمتلك قلبًا لا يستسلم.
يا بني،
كبرتُ وأنا أحسب أن العدالة تمشي على قدمين، وأن الحق يعلو بصوته وحده، ثم أدركت أن الدنيا ليست كتابًا مدرسيًا، بل غابة تتداخل فيها الأصوات، فيرتفع فيها من ليس أهلًا، ويُقصى فيها من يحمل الخير، عرفت الإقصاء، وعرفت كيف يسرق بعضهم الضوء ليبقى الآخرون في الظل، وها أنا أقول لك: ستصادفهم، سيحاولون تقليل نورك، سيشككون في خطواتك، سيضعون العراقيل أمام طموحك، لكنك — يا ولدي — لم تُخلق لتكون تابعًا ولا هامشًا، بل لتكون شاهدًا على أنك من معدن لا يصدأ.
يا ولدي،
إن أخطر ما يمكن أن يفعله الظلم ليس أن يسلب حقك، بل أن يزرع في قلبك كراهية البلد الذي تنتمي إليه، وهنا، أكتب إليك رسالتي المجازية:
إذا حاولوا إقصاءك… فلا تُقصِ وطنك من قلبك، إذا شعرت بالجور… فلا تجُر على تراب الأرض التي حملتك، وإذا رأيت من يلوث مزاجك ويحاول أن يدفعك للعداء والتمرد، فاعلم أن التراب أطهر من كل الذين عبثوا بالعدالة، وأسمى من كل من ظنّ أن النفوذ بديل عن الأخلاق.
وطنك يا بني ليس هؤلاء الذين مرّوا على الكراسي، ولا الذين نفخوا في الفتنة، ولا الذين صنعوا الظلم بأيديهم، وطنك هو الطريق الذي مشيت عليه صبيًا، والسماء التي حفظت ظلالك، والأرض التي ستشهد يومًا أنك كنت وفيًا رغم الجراح، الوطن لا يُختصر في أشخاص، ولا يُقاس بعدد من أنصفوك أو من أساؤوا إليك، الوطن حالة روح، تظل قائمة حتى عندما تتعب روحك نفسها.
يا ولدي،
ربما لم أنجُ من كل ما رأيته، وربما تحملت أكثر مما يجب، لكني كتبت لك هذه الكلمات لتكون سلاحك الناعم ووصيتي الخفية: لا تسمح للظلم أن يصنع قلبًا مظلمًا بداخلك، ولا تسمح للإجحاف أن يحولك إلى نسخة من ظالميك ، ولا تجعل الإقصاء يقصّ جناح محبتك للأردن.
وحين تكبر وتفهم ما بين السطور، ستعرف أنني لم أكتب ألمًا، بل كتبت حياة، لم أكتب شكوى، بل كتبت إرثًا.
وستدرك — كما أدركت — أن الحق قد يتعب، لكنه لا يموت… وأن الرجال تُعرف بثباتها لا بصوتها… وأن الوطن يستحق أن نغسله بقلوبنا مهما حاول البعض أن يلطخه بأفعالهم.
ابقَ ثابتًا، ابقَ نظيفًا، ولا تنسَ يا ولدي… أن الله لا يخذل من كان نقيّ اليد والقلب، ولو اجتمع العالم على ظلمه.
مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/06 الساعة 15:48