الغابات الأردنية.. رئة الوطن التي تواجه خطر الاعتداء

مدار الساعة - كتب المهندس خالد الشوبكي -

في الوقت الذي تبذل فيه الدولة الأردنية جهوداً جبّارة للحفاظ على ما تبقّى من غاباتنا الحرجية، ما تزال بعض الأيدي تعبث بهذه الثروة الوطنية النادرة، وتتمادى في قطع الأشجار وكأنها تُغيّب القلب النابض للطبيعة.

الغابة في الأردن ليست مجرد مساحة خضراء تُزيّن المشهد العام؛ إنها منظومة حياة، ورئة الوطن التي تتنفس بها الأرض، وسياجه البيئي الأول في مواجهة التغير المناخي والجفاف والتصحر.

جهود وزارة الزراعة… حماية لا تهدأ

على مدار السنوات الماضية، أثبتت وزارة الزراعة حضوراً قوياً في حماية الغابات، عبر تكثيف دوريات الحراج، ورفع جاهزية الكوادر الميدانية، واستخدام وسائل مراقبة حديثة كأنظمة التتبّع والطائرات المسيّرة لرصد أي حركة غير طبيعية داخل الغابات.

الوزارة تدرك تماماً أن المساحات الحرجية في الأردن قليلة، وأن كل شجرة تُعدّ قيمة بيئية لا يمكن تعويضها بسهولة، ولذلك عملت على تطوير برامج للتشجير وإعادة تأهيل المواقع المتضررة، ضمن رؤية واضحة لحماية الغطاء النباتي للأجيال القادمة.

الشرطة البيئية… ذراع القانون الصارم

إلى جانب ذلك، تلعب الشرطة البيئية دوراً محورياً في فرض هيبة القانون على الأرض.

فهي الجهة التي تتصدّى لأي اعتداء على الأشجار أو نقل للأخشاب بشكل غير مشروع، وتتعامل مع المخالفين دون تهاون، مؤكدة أن حماية الغابات ليست مجرد عمل رقابي، بل مهمة وطنية تمسّ أمن البيئة واستدامة الأرض.

وقد سجلت الشرطة البيئية العديد من الضبوط خلال الفترة الأخيرة، في رسالة واضحة بأن مرحلة التغاضي قد انتهت، وأن القانون سيواجه كل من يقترب من الغابات بسوء نية.

تحذير لا يحتمل التأويل: قطع الأشجار جريمة بيئية

إن الشجرة التي تستغرق عقوداً لتصل إلى حجمها الطبيعي لا يجوز أن تُقطع في لحظة عابرة بسبب جهل أو طمع أو عبث.

ولهذا، تؤكد الجهات المعنية أن كل من تُسوِّل له نفسه الاعتداء على الغابات سيواجه إجراءات قانونية صارمة، وأن الدولة لن تسمح بتحويل مواردها الطبيعية إلى ضحية سهلة للتعديات.

خاتمة

الغابات الأردنية ليست ملكاً لمجموعة من الأشخاص، ولا ترفاً بيئياً يمكن غضّ النظر عن تهديده.

إنها ملك لكل أردني… إرث وطني، وحق للأجيال القادمة، وخط أحمر لا يُسمح بتجاوزه.

ومن هنا، فإن حماية الغابات ليست خياراً، بل مسؤولية وطنية مشتركة بين الدولة والمواطن، وإهمالها أو الاعتداء عليها هو إهمال للوطن نفسه.