أبو عويضة يكتب: تفعيل المجال العام ما نحتاجه لتحديث المنظومة السياسية

د. حذيفة أبو عويضة
مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/03 الساعة 18:54
ظهر مصطلح المجال العمومي في مقالة كانط الشهيره ما هو التنوير؟ في هذا المقال تظهر ولأول مرة عبارة "المجال العام" ولكن بداية نبدأ بتعريف التنوير نفسه، فقد عرّف كانط التنوير بأنه هجرة الإنسان من القصور والذي يرجع إلى الإنسان ذاته، والقصور هو عجز الإنسان عن الإفادة من عقله دون معونة من الآخرين. هذا القصور سببه الإنسان ذاته، فهو لا يعود إلى قصور في الفهم أو العقل، ولكنه نقص في الإرادة وفي الجرأة في استخدام العقل دون الاعتماد على أحد.

إن شعار التنوير هو ببساطة: كن جريئًا في استخدام عقلك. وبالتالي يستطيع الفرد أن يتحرر من الوصاية ويصبح متنورًا بالجرأة على التفكير واستخدام العقل.

ثم يكمل كانط فكرته عن التنوير بأنه يمكن أيضا للجمهور – المكون من مجموعة من الأفراد في النهاية- أن يستنير طالما أنه حر، لكن لا يمكن للجمهور أن يبلغ التنوير بنفس القدر من السرعة التي تحدث للفرد.

ومن أجل هذا التنوير، سواء للفرد أو للجمهور، يتطلب الأمر حرية "الاستعمال العمومي للعقل" في كل الميادين. في هذا السياق يُعتبر مفهوم "المجال العمومي" من مفاهيم القرن الثامن عشر، وكان يُقصد به مجموع الناس الذين يجتمعون في مكان عام.

ثم عاد ليظهر المصطلح مرة أخرى في عام 1961 عندما أصدر هابرماس دراسته الرائدة والتي جاءت بعنوان "التحول البنيوي للمجال العام" ويقصد بالمجال العام في هذه الدراسة: الفضاء المستقل عن الأجهزة الإدارية للدولة ذات الطبيعة التدخلية، الانضباطية، والمستقل كذلك عن السيطرة العائلية وغيرها من أشكال الروابط الأخرى كالقبيلة والعشيرة.

أخيرًا، إن المجال العام هو أساس المشاركة الديمقراطية في المجتمع الحديث، وهو الذي يؤدي إلى خلق حياة سياسية وحزبية ومواطنة وانتماء بالتعريف، فلا ديمقراطية بلا تعددية.
مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/03 الساعة 18:54