التل يكتب: أمير واثق وشبابٌ قادر … لأردنٍ طموح

المحامي محمد مروان التل
مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/02 الساعة 15:36
يشكل افتتاح سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد، لحاضنة الأعمال في كلية التدريب المهني المتقدم في إربد خطوة جديدة تؤكد رؤيته العميقة لدور التعليم المهني والتقني في بناء مستقبل الأردن الاقتصادي والاجتماعي. فهذه الزيارة لا تأتي ضمن إطار بروتوكولي، بل تعكس توجهاً استراتيجياً يتبناه سموه لتعزيز دور الشباب، وتمكينهم من أدوات العمل والإنتاج، وتوجيههم إلى مسارات مهنية قادرة على خلق فرص حقيقية في سوق العمل.

الرؤية التي يحملها سمو ولي العهد تجاه التعليم المهني تنطلق من إدراك واضح للتحديات التي تواجه الشباب الأردني، خاصة ارتفاع نسب البطالة واتساع الفجوة بين مخرجات التعليم واحتياجات السوق. لذلك يعمل سموه على دعم نماذج جديدة من التدريب تقوم على التجهيزات الحديثة، والمشاغل المتخصصة، وربط التدريب ببيئة العمل الفعلية، وهو ما تجسده كلية التدريب المهني المتقدم وفروعها في مختلف المحافظات، بما فيها حاضنة الأعمال الجديدة المخصصة لدعم المشاريع الريادية والابتكارية لدى طلبة إربد.

تفتح هذه الحاضنة المجال أمام الشباب ليصبحوا صانعي فرص، وليسوا باحثين عنها فحسب، من خلال توفير تدريب عملي متقدم في تطوير الأعمال والتسويق والإدارة المالية، إلى جانب الإرشاد القانوني والفني. كما أنها تعزز ثقافة ريادة الأعمال، وتشجع الشباب على تحويل أفكارهم إلى مشاريع قابلة للنمو والإنتاج، الأمر الذي يخلق بدوره أثراً اقتصادياً مباشراً في المجتمعات المحلية.

إن تطوير مدخلات التعليم المهني يمثل حجر الأساس في تخفيض البطالة. فحين يمتلك الشباب مهارات مطلوبة، ويخضعون لبرامج تدريب تراعي واقع السوق، وتتكامل مع دعم مؤسسي من جهات حكومية وشركاء دوليين مثل الحكومة الألمانية وبنك التنمية الألماني، تصبح عملية الانتقال إلى سوق العمل أكثر سلاسة وإنتاجية. ومن خلال هذه المبادرات تتعزز ثقة الشباب بقدرتهم على بناء مستقبل مهني مستقر، وتتسع الخيارات المتاحة أمامهم بعيداً عن التخصصات المشبعة أو غير المطلوبة.

وتعبّر زيارة سمو ولي العهد للكلية في منطقة حكما ولقاؤه بالمتدربين عن رسالة عميقة مفادها أن المهنة ليست بديلاً عن التعليم، بل مساراً متقدماً نحو إنتاج المعرفة وصياغة مستقبل أكثر استقراراً. فامتلاك المهارة لم يعد خياراً، بل حاجة وطنية في ظل التحولات الاقتصادية والتكنولوجية المتسارعة، وسمو ولي العهد يدرك أهمية هذا الانتقال نحو اقتصاد قائم على الكفاءة والمهارة والابتكار، وهو ما يظهر جلياً في دعمه المستمر لمراكز التدريب المتقدم ومشاريع ريادة الأعمال.

إن الاهتمام المتزايد بالتعليم المهني والتقني ليس مجرد توجه حكومي بل مشروع وطني يتبنّاه سمو ولي العهد، يهدف إلى إعادة بناء منظومة القوى العاملة وفق معايير التميز والجودة، وتحويل التحديات الاقتصادية إلى فرص للنمو والإنتاج. ويمثل هذا النهج خطوة مهمة نحو أردن أكثر قدرة على خلق الوظائف وتحفيز الاستثمار واستيعاب طاقات الشباب، وبما يعزز مكانة هذا القطاع بوصفه رافعة رئيسية للنهوض الاقتصادي والاجتماعي للمملكة
مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/02 الساعة 15:36