غابوا عن غزة.. وبقي الأردن
مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/02 الساعة 09:33
حتى بعد أن هدأت أصوات المدافع، وغابت عن سماء غزة طائرات الموت، وتحول العالم بأسره إلى هدنة تعامل كأنها نهاية الحكاية، بقي الأردن وحده يتصرف كأن الجرح ما زال ينزف، ولم ينخدع بالهدوء المؤقت، ولم يتوهّم أن وجع الناس ينتهي بتوقف القصف، ولم يسمح لنفسه أن ينساق خلف موجة النسيان التي اجتاحت العالم، فماذا فعل؟.
ومن هنا جاءت فزعة المخابز، وليست "المخابز" مجرد مساعدات، بل إعلان صريح وواضح بأن الأردن لا يتحرك وفق مزاج الإعلام ولا يتنفس على إيقاع عناوين العالم، فإرسال مخبزين متنقلين جديدين إلى قطاع غزة ليصبح عدد المخابز الأردنية هناك ثلاثة تعمل بطاقة تصل لسبعين ألف رغيف لكل مخبز يوميا، هو استمرار طبيعي لدور لم يبدأ اليوم ولن ينتهي غدا، وهو امتداد لمخبز أول أنتج أكثر من 11 مليون رغيف منذ مطلع العام.
رسالة الأردن تقول إن رغيف الخبز سلاح في وجه الجوع، وإن الكرامة لا تنتظر نهاية الحرب كي تستعاد، وفي الوقت الذي استدار فيه كثيرون عن غزة بحجة الهدنة، واعتبروا أن الملف يمكن وضعه في أدراج الانتظار، كان الأردن يكتب موقفه على الأرض، لا بالبيانات، واستمر في إرسال الآف الشاحنات المحملة بالغذاء والدواء والماء، واستمر في تشغيل مستشفياته الميدانية التي أجرت آلاف العمليات الجراحية لمن كتب لهم أن يعيشوا رغم كل شيء.
ومع الجرحى الذين فقدوا أطرافهم في الحرب، لم يكتف الأردن بالعلاج، بل ذهب لما هو أعمق، "استعادة الحياة" نفسها. مبادرة "استعادة الأمل" لم تعد مجرد اسم، بل غدت واقعا لمئات المصابين الذين استعادوا أطرافا صناعية واستعادوا معها القدرة على الوقوف، وعلى العودة إلى الحياة التي حاول العدوان أن ينتزعها منهم.
هذه ليست جهودا تقدم على سبيل المنة، ولا خطوات تنتظر شكرا، ولا مشروعا يبحث عن مجد سياسي أو إعلامي، وهذا موقف بلد يعرف تماما أين يجب أن يقف، ويعرف أن غزة ليست حدثا ينتهي، بل هي علاقة وواجب وموقف تاريخي لا يتبدل .
خلاصة القول، بينما ينشغل العالم بحسابات السياسة ويطوي ملف غزة مؤقتا، يمضي الأردن في طريقه ثابتا لا يلتفت إلا إلى صوت الواجب، لا يطلب ضوء كاميرا، ولا ينتظر تصفيقا، ولا يساوم على قناعته، ولهذا فإن "الأردن يساعد" غزة لا ليظهر، بل ليعين أهلها على استعادة الحياة، وهذه وحدها تكفي لتعرف أين يقف الأردن وأين يقف الاخرون.
ومن هنا جاءت فزعة المخابز، وليست "المخابز" مجرد مساعدات، بل إعلان صريح وواضح بأن الأردن لا يتحرك وفق مزاج الإعلام ولا يتنفس على إيقاع عناوين العالم، فإرسال مخبزين متنقلين جديدين إلى قطاع غزة ليصبح عدد المخابز الأردنية هناك ثلاثة تعمل بطاقة تصل لسبعين ألف رغيف لكل مخبز يوميا، هو استمرار طبيعي لدور لم يبدأ اليوم ولن ينتهي غدا، وهو امتداد لمخبز أول أنتج أكثر من 11 مليون رغيف منذ مطلع العام.
رسالة الأردن تقول إن رغيف الخبز سلاح في وجه الجوع، وإن الكرامة لا تنتظر نهاية الحرب كي تستعاد، وفي الوقت الذي استدار فيه كثيرون عن غزة بحجة الهدنة، واعتبروا أن الملف يمكن وضعه في أدراج الانتظار، كان الأردن يكتب موقفه على الأرض، لا بالبيانات، واستمر في إرسال الآف الشاحنات المحملة بالغذاء والدواء والماء، واستمر في تشغيل مستشفياته الميدانية التي أجرت آلاف العمليات الجراحية لمن كتب لهم أن يعيشوا رغم كل شيء.
ومع الجرحى الذين فقدوا أطرافهم في الحرب، لم يكتف الأردن بالعلاج، بل ذهب لما هو أعمق، "استعادة الحياة" نفسها. مبادرة "استعادة الأمل" لم تعد مجرد اسم، بل غدت واقعا لمئات المصابين الذين استعادوا أطرافا صناعية واستعادوا معها القدرة على الوقوف، وعلى العودة إلى الحياة التي حاول العدوان أن ينتزعها منهم.
هذه ليست جهودا تقدم على سبيل المنة، ولا خطوات تنتظر شكرا، ولا مشروعا يبحث عن مجد سياسي أو إعلامي، وهذا موقف بلد يعرف تماما أين يجب أن يقف، ويعرف أن غزة ليست حدثا ينتهي، بل هي علاقة وواجب وموقف تاريخي لا يتبدل .
خلاصة القول، بينما ينشغل العالم بحسابات السياسة ويطوي ملف غزة مؤقتا، يمضي الأردن في طريقه ثابتا لا يلتفت إلا إلى صوت الواجب، لا يطلب ضوء كاميرا، ولا ينتظر تصفيقا، ولا يساوم على قناعته، ولهذا فإن "الأردن يساعد" غزة لا ليظهر، بل ليعين أهلها على استعادة الحياة، وهذه وحدها تكفي لتعرف أين يقف الأردن وأين يقف الاخرون.
مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/02 الساعة 09:33