العايش تكتب: قائد تربوي بحضور الأب وروح المربي

رندا سليمان العايش
مدار الساعة ـ نشر في 2025/11/30 الساعة 17:45
في مدرسة صقر قريش في لواء بني عبيد بمحافظة إربد يسطع اسمٌ تربويٌّ يحمل في حضوره معنى القيادة الرشيدة، ويمتزج فيه دور المربي بدفء الأب وعمق الإنسان… إنّه الدكتور فراس الربابعة، الرجل الذي جعل من التربية رسالة تُؤدّى بروح، ومن الإدارة فنًّا يُمارس بحكمة ونُبل.

لم يكن وجوده في ساحة المدرسة وجودًا شكليًا أو منصبًا إداريًا عابرًا، بل كان – وما يزال – نموذجًا رائدًا في الرقيّ الإنساني، وانعكاسًا لما يستطيع التربوي الحقّ أن يتركه من أثر عميق في النفوس.

فكل من تعامل معه يدرك تمامًا أن هذا الرجل يملك قلبًا يتّسع للجميع، وعقلاً راجحًا يزن الأمور بميزان الحكمة، وحضورًا يفيض بالثقة والاتزان.

يتميّز الدكتور فراس بقدرة قلّ نظيرها على امتصاص غضب أولياء الأمور، والتعامل مع القضايا بروح الأب الصبور، لا بروح التصعيد أو الجدل. يكفي أن يتحدث حتى يهدأ الموقف، ويكفي أن يصغي حتى يشعر وليّ الأمر بأن احترامه مُصان، وأن صوته مسموع، وأن المشكلة تُعالج بعقل ومسؤولية.

أما في تعامله مع الطلبة، فتتجلى أرقى صور التربية؛ إذ يجمع بين الحزم الذي يبني، واللين الذي يطمئن، والكلمة التي تُهذّب، والموقف الذي يربي. لا يرفع صوته، ولا يكسر خاطرًا، لكنه يوجّه ويرشد ويُقيم السلوك بحكمة من يعرف قيمة الطفل ومستقبله.

إن من يشاهد أداء الدكتور فراس داخل أروقة المدرسة يدرك أنه لا يدير مؤسسة تعليمية فحسب، بل يصنع بيئة مدرسية راقية تضاهي أرقى المدارس الخاصة في المملكة، بيئة تُحترم فيها القيم، ويُعلى فيها شأن الأخلاق، ويُصان فيها الطالب والمعلم على حدّ سواء.

ولأن الكلمات النبيلة لا تُمنح إلا لمن يستحقها…

فإن كل التقدير يُهدى لهذا القائد التربوي الذي أثبت أن النجاح يُبنى بالحكمة، وأن الهيبة تُصنع بالأخلاق، وأن التربية ليست وظيفة تُمارس، بل رسالة تُعاش.

تحية تقدير للدكتور فراس الربابعة، الذي كان وما يزال وجهًا مشرقًا للتربية الأصيلة، وحضورًا يصنع الطمأنينة، وشخصية تُجسّد أسمى معاني الإنسانية والتربية الحقيقية.
مدار الساعة ـ نشر في 2025/11/30 الساعة 17:45