عندما خاطب الملك العالم في نيويورك.. بعناوين ثابتة لقضايا متحركة

مدار الساعة ـ نشر في 2018/09/26 الساعة 21:25
مدار الساعة – كتب : محرر الشؤون السياسية - تركيز جلالة الملك عبدالله الثاني على عناوين ثابتة في خطاباته خلال انعقاد الجلسات العامة لاجتماعات الدورات للجمعية العامة للأمم المتحدة، انما هو تأكيد،لا تأويل فيه ولا تبديل، ولا تنازل عنه لوضع حلول لقضايا متغيرة ومتحركة يصبح عليها العالم ويمسي. فالعالم برمته، يعاني مما يحدث فيه من مخاطر تهدد أمنه واستقراره، اذ لا توجد دولة واحدة على الكرة الارضية آمنة على حياة شعبها ومؤسساتها، وان تفاوتت الضحايا في اعدادها وحجم المعاناة، بما فيها الدول التي تشن الحروب او الافراد الذين يهددون السلم المجتمعي عالمياً وعلى مستوى الدولة الواحدة التي نشأوا فيها، وما يسمون بالارهابيين. ومن هذا المنطلق، فإن دعوة جلالته العالم بأن يقف بكل قواه لتعزيز الجهود للوصول الى حل جذري ودائم للقضايا العالمية، ما هي الا لقناعة حاكم يريد من كل الحكام والمسؤولين ان يستخلصوا الدروس من كلف الحروب الطاحنة التي دمرت البلدان وازهقت الارواح واعاقت التنمية لتحرم الشعوب من الحياة الكريمة، فعمّت الفوضى، كما هو الحال في دول عربية، لم تحسم فيها الآلة العسكرية، حيث يؤكد الملك على الحل السياسي. وعندما يأتي حديث الملك عبر منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثالثة والسبعين ليؤكد ان القضية الفلسطينية جوهرالسلام العالمي،وان العبث بها كان من الاسباب التي ادت الى زعزعة منطقة الشرق الاوسط وتدمير كثير من الدول العربية، تحديداً، فإن خطاب جلالته يظهر في الوقت ذاته مدى تبعات وارتدادات "تسويف" الحل العادل لهذه القضية، منذ عشرات السنين، وهو حل لا يرضي العرب والاسرائيليين،فحسب، وانما كل الدول المعنية بهذا الصراع، والمقصود هنا "حل الدولتين". اما بخصوص الوصاية الهاشمية على المقدسات الدينية، فهي لم تكن الا لإبعاد تأثيرات النزاع العربي الاسرائيلي وتأثير الاحتلال على هذه المقدسات باعتبارها اماكن للعبادة لا يجوز المساس بها بأي شكل، من قبل أي كان، وعلى عكس ما يحدث بين حين وآخر من اعتداءات متطرفة عليها، أياً كانت جنسيته وديانته، فضلاً عن ان شأن القدس شأن دولي وليس اردنياً، كما عبّر جلالة الملك. وما كان تحذيره من ترك شباب العالم فريسة لاخطار كثيرة، منها التطرف، الا لأن جلالته يعي ان الشباب في العالم، وفي الدول العربية والاسلامية، يشكلون القاعدة العريضة بين فئات مجتمعاتهم، وانهم بهذه السمة سيكونون القوة الضاربة في التهديد بعد ان تكون حاضنة الخوارج والارهاب قد استغلت ظروف الحياة المعيشية وظروف القهر والتشريد وقد استبدلت في التفكير لديهم، بالتكفير وغدوا وسيلة تدمير لأوطانهم وشعوبهم واوطان وشعوب العالم، حيث الارهاب لا حدود له ولا سكن. ومن هذه العناوين التي تعتلي خطابات الملك عبدالله، وبحكم مسؤوليته الاردنية، هو ما يقدمه الاردن من دعم دائم واضح ومساندة حقيقية لدعم دول العالم وللأشقاء العرب، سواء في محاربة الارهاب وحل القضايا بالطرق السلمية من جهة،او استضافة اللاجئين والنازحين والمشردين، من جهة ثانية، فالأردن يعد البلد الأكثر في تحمل تبعات ما تفيض به الحروب من مآس واحتياجات واحتضانات بشرية. نقول هذا، وكما يشير جلالته في الخطاب، الى ما تحّمله الاردنيون دون غيرهم من اعباء وهم يستضيفون الاشقاء والاصدقاء الذين اجبرتهم الحروب الى ترك بلدانهم،الى جانب ما يحتاجونه من رعاية صحية وتعليمية وسكنية وأمنية،بعد ان وفرت لهم الدولة الاردنية المستشفيات والمدارس والجامعات واماكن العمل، وكلها شكلت على الشعب الاردني ضغطاً على حساب حياته المعيشية واليومية، وضغطاً وظيفياً وتنقلاً في المواصلات، والصحة والتعليم والبنية التحتية، وصولاً الى تركيبة ديمغرافية تضاعفت خلال نحو عشر سنوات اربعة اضعاف. جلالة الملك عبدالله الثاني خطب على مسامع العالم من هذا المنبرالعالمي، فهل يأخذ قادة الدول بما سمعوا، وماذا وعسى ان يقدم العالم للأردن نظير ما قدمه ويقدمه للآخرين على مر التاريخ وحتى يومنا هذا؟
  • مدار الساعة
  • الملك عبدالله
  • عناوين
  • جلسات
  • معان
  • كريمة
  • عربية
  • الملك
  • عرب
  • الهاشمية
  • الدين
  • اردن
  • شباب
  • اخطار
  • الاردن
  • الأردن
  • ضانا
  • يومية
  • صحة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/09/26 الساعة 21:25