متى نخلص من هذه الهرطقة ؟!

مدار الساعة ـ نشر في 2018/09/25 الساعة 11:20
كتب :عبدالحافظ الهروط لم تعد كرة القدم الاردنية، اللعبة التي تدفع الجماهير الى ستاد عمان او ستاد الحسن،وكذلك ستاد الملك عبدالله او تلفت الأهالي الى شاشة التلفزيون كما كانت في عهد "الهواة" قبل عقود، واليوم في عهد"الاحتراف" حيث لا يوجد احتراف. تلك مرحلة انتهت،فيها كانت الملاعب تزخر بالنجوم والاداء الراقي ترافقه الاهازيج الوطنية التي تشحذ همم الفرق،والمدربون وطنيون بامتياز، الا القليل القادم من العرب والعجم،فيما البطولات موزعة بين الفيصلي والوحدات والرمثا وعمان قبل ان يجّمد الأخير اللعبة،واظن ان ادارته ليست نادمة مع حبنا وتشجيعنا لكرة القدم. في عهد الاحتراف يتراجع الاداء وتتراجع الجماهير،وما يزال الاعلام يقرع الطبول،وكأننا ما نزال في تلك المرحلة،وان الملاعب غارقة بالمشجعين، بينما المنتخبات الوطنية وقد تلقت من الدعم خلال عام واحد ما لم تلقته سابقاتها طوال عشرات السنين، اذ ما تزال في طور المحاولة،فماذا حققت منتخبات وفرق اليوم ؟! وسائل الاعلام على اختلافها، وكلما حان لقاء للفيصلي والوحدات،اطلقت "زمّار الحي" مبشّرة بلقاء نهائي اوروبا او نهائي كأس العالم ،وصار اسم "كلاسيكو" ماركة خاصة بزعيمي الكرة الاردنية،مثلما هي قوات الدرك في حالة استنفار والاردن يعلن حالة الطوارىء، فأي كلاسيكو وعن اي كلاسيكو تتحدثون؟! اي خيال هذا، الذي لا يمت للرياضة بصلة،عندما نطالب بالاداء الجميل والتشجيع النبيل وتبادل المصافحات بين الجمهورين،وفي النهاية فلا نجد من الفريقين سوى اداء مبتدئين، والعبارات من تحت وفوق الحزام والعنف اللفظي والجسدي هو الماركة الحقيقية ذاتها،منذ الصقنا السياسة والرياضة ببعضهما مع اننا في بلد واحد ونوّحد الله الواحد الاحد،قبل ان نتشّدق بالوحدة الوطنية والاسرة الواحدة.
نعم، هي هرطقة لم نخلص منها، رغم كل الاماني وكل الخيبات، فإلى متى؟! آمل ان يخيب ظني يوم يلتقي الجمعان الجمعة.
مدار الساعة ـ نشر في 2018/09/25 الساعة 11:20