وصفته بالمتطرف ولا يؤمن إلا بالمقاومة.. إسرائيل تعتبر انتخاب “السنوار” زلزالا ضرب “حماس” وفاجأ قياداتها
مدار الساعة- تحاول وسائل إعلام إسرائيلية إعطاء انطباع بأن انتخاب يحيى السنوار، الأسير السابق في سجون الاحتلال، الذي أطلق سراحه ضمن صفقة جلعاد شاليط العام 2011، لقيادة حركة حماس في قطاع غزة، خلفاً لإسماعيل هنية، بمثابة الزلزال الذي ضرب الحركة بعدما أطاح بزعيمها الأقوى هنية.
وبحسب مصادر فلسطينية، فقد أسفرت الانتخابات الداخلية التي أجرتها حماس عن انتخاب السنوار رئيساً للحركة في قطاع غزة، وفيما تم انتخاب خليل الحية نائباً له، على أن يتولى كل من القيادي محمود الزهار وياسر حرب وأحمد الكرد وفتحي حماد وروحي مشتهى عضوية المكتب السياسي، وسط توقعات بأن يتولى هنية نفسه منصب رئيس المكتب السياسي العام للحركة.
لكن صحيفة “معاريف” العبرية اعتبرت، اليوم الإثنين، أن ما حدث هو إقصاء لهنية، مشيرة إلى أن الانتخابات الداخلية التي أجرتها الحركة أفرزت أسماءً جديدة، من شأنها أن تغير الخريطة الداخلية والخارجية للحركة المسيطرة على قطاع غزة بشكل كامل.
ورأت الصحيفة أن السنوار شخصية متطرفة، وكان من بين القيادات التي تبنت فكرة تقوم على ضرورة اختطاف المزيد من الجنود الإسرائيليين ومواصلة المقاومة ضد الدولة العبرية، لافتة إلى أن سبب إقصاء هنية هو فشله في حشد العالم لمساعدة قيادة الحركة، لا سيما في أعقاب الأزمة بينها وبين القاهرة.
وذكّرت “معاريف” بتصريح أدلى به منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية بالأراضي المحتلة، اللواء يوآف مردخاي، في وقت سابق، حذر خلاله من أن صعود مكانة السنوار “سوف تجلب معها أساليب عمل مختلفة قد تتبعها الحركة”، متوقعاً أن تتكرر حالات الإعدام داخل حماس، بحق شخصيات وقيادات وجهت إليها اتهامات مختلفة، مثل القيادي العسكري محمود شتيوي، الذي أعدم بشبهة التعاون مع إسرائيل، بحسب مزاعم “حماس” حينها.
ونقل موقع الصحيفة عن مردخاي قوله في وقت سابق، إن الانتخابات الداخلية لاختيار قيادات حماس “تنذر بصعود شخصيات متطرفة سوف تجرف الحركة ومعها الساحة الفلسطينية بأسرها نحو مغامرات مدمرة”، مضيفًا أن “ثمة مخاوف من نجاح السنوار في هذه الانتخابات، لأنه يمتلك نفوذاً كبيراً في الساحة الفلسطينية وخارجها”.
وقدّر منسق أعمال حكومة الاحتلال الإسرائيلي في تعليقه على إجراء الانتخابات الداخلية أن “هناك سيناريو يُطير النوم من أعين قادة حماس الحاليين، وهو صعود القوى المتطرفة بالحركة إلى رأس هرم القيادة، كما أن ثمة مخاوف من أن صعود هذا التيار قد يؤدي إلى تمرد سكان غزة ضد الحركة”.
واعتبرت الصحيفة أن انتخاب السنوار، البالغ من العمر 55 عاماً، مفاجأة كبرى أصابت أعضاء الحركة نفسها بالصدمة، لا سيما وأنه بعد سنوات طويلة رأى الجميع للمرة الأولى قيادة جديدة تستحوذ على رئاسة المكتب السياسي في غزة، لافتة إلى أن السنوار على كل حال كان في قبضة إسرائيل، قبل أن تطلق سراحه ضمن المحررين إبان صفقة الجندي جلعاد شاليط.
ونقلت عن مراقبين أن السنوار “يتبنى خطاً معادياً بلا هوادة ضد السلطة الفلسطينية، ويعد أحد القادة البارزين فيما يتعلق بتعميق أيديولوجيا المقاومة ضد إسرائيل، ويؤمن أن الحرب ضد الصهيونية لا ينبغي أن تتوقف، وأنه لا يوجد سبب لعدم الحرب المستمرة ضد إسرائيل”.
وقال مراقبون إسرائيليون، إن رؤية السنوار إزاء مسألة الحرب المستمرة بلا توقف ضد إسرائيل “تجعل منه شخصية في غاية الخطورة”، واصفين إياه بأنه “شخص يصعب توقع خطواته التالية”.
وأضافوا أنه قبيل اطلاق سراحه العام 2011 من السجون الإسرائيلية كان قد قاد تمرداً داخل السجن، في قسم الأسرى الأمنيين، كما كان قد أعلن رفضه إبرام صفقة شاليط واعتبرها خضوعًا للاحتلال.
وقاد السنوار، بحسب الصحيفة، سلسلة من عمليات الإعدام بحق فلسطينيين بشبهة التعاون مع إسرائيل، وخلق منظومة من التعاون مع التنظيمات الإرهابية في شبه جزيرة سيناء، مشيرة إلى أن كل ذلك يجعل قطاع غزة يرتعد منه ويدرك أن من لن يتعاون معه سوف يكتب مصيره بيده.