مفتي المملكة يستقبل مطران مدينة لورد الفرنسية
مدار الساعة ـ نشر في 2018/09/19 الساعة 14:10
مدار الساعة - استقبل سماحة المفتي العام للمملكة الدكتور محمد الخلايلة مطران مدينة لورد الفرنسية المطران نيكولا بروفيه، صباح اليوم الأربعاء، يرافقه مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام الأب د. رفعت بدر، خلال الزيارة التي يقوم بها المطران حاليًا إلى المملكة بدعوة رسمية من وزارة السياحة والآثار.
ورحّب سماحته بالمطران الضيف، لافتًا إلى أن دار الإفتاء العام هي مؤسسة دينية تعنى بشؤون بيان الأحكام الشرعية للناس، وهي واحدة من بين مؤسسات ثلاث في المملكة: وزارة الأوقاف ودائرة قاضي القضاة ودائرة الإفتاء العامة. وأشار إلى أن الدائرة فيها مجلس أعلى للإفتاء مكوّن من 11 عضو، يرأسه المفتي العام المعيّن بإرادة ملكية، وخمسة أعضاء معينين بحكم منصبهم، وخمسة علماء آخرين يختارهم المفتي العام ويتم تعيينهم بقرارٍ من مجلس الوزراء.
وأضاف: "ينظر المجلس في ثلاث قضايا رئيسية: القضايا التي تهم المجتمع بشكل عام، والقضايا المستجدة في الأحكام الشرعية، والقضايا التي تأتي من الجهات الرسمية"، لافتًا إلى أنه هناك مكاتب للإفتاء تغطي مختلف أنحاء المملكة، وعددها 16 مكتبًا. وفي هذه الدائرة، فهناك المفتي العام، و39 مفتي ومجموعة من الباحثين، إضافة إلى الكوادر الإدارية والمساعدة".
كما أشار سماحة المفتي إلى أهمية تعاون مختلف المؤسسات الدينية في المجتمع الأردني، لاسيما مع المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، حيث شكّل هذا التعاون ثقافة أخوة ومحبة وعيش مشترك، خاصة وأن "المسيحيين في المملكة هم أصلاء داخل المجتمع الأردني، فالعلاقة ودّية ومتبادلة معهم منذ القدم، وهناك قواسم مشتركة كثيرة".
وتابع: "الفتوى هي الأساس في الخطاب الإسلامي لأنها بيان حكم شرعي، وهناك شعور إلزامي لها، ومن هنا تأتي أهميتها للمجتمع بشكل كبير"، مشيرًا إلى "أننا في المملكة نسير وفق المنهج الوسطي الذي يبيّن سماحة الإسلام واعتداله، ويعكس ثقافة المجتمع الأردني، مبرزًا في هذا الشأن المبادرات التي أطلقها الأردن كرسالة عمّان وكلمة سواء، وأسبوع الوئام العالمي بين الأديان الذي أتى بمبادرة من جلالة الملك عبدالله الثاني". وقال: "لذلك نحن حريصون أن تكون جميع الأحكام الشرعية الصادرة متناسقة مع هذه المبادىء، ونعمل كذلك على مواجهة الأفكار المتطرفة الشاذة ومحاربتها من خلال فكر مضاد يبيّن أن هذه الآراء غير صحيحة بتاتًا".
من جهته، عبّر الأسقف الفرنسي بروفيه عن سعادته بزيارة دائرة الإفتاء العامّة، مؤكدًا لسماحة المفتي بأنه "لديكم شهادة رائعة في المجتمع الأردني، بالعيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين. وهذه رسالة رائعة في نشر فكر الله في المجتمع". وأشار أن هذا الأمر هو غير حاضر في العديد من البلدان الأوروبية، ومنها فرنسا، حيث هناك الدين منفصل بشكل تام عن المجتمع، لأن الدين لا يدخل أبدًا في الدولة والسياسة".
وأشار في حديثه إلى التحديات التي يواجهها المجتمع الفرنسي وجلها نابعة من عدم اندماج القادمين الجدد في المجتمع. وقد زادت الأمور صعوبة جراء الأحداث الإرهابية الأخيرة، وقد أثرّت بشكل كبير، وللأسف، على المشهد العالمي. وقال المطران بروفيه: "لذلك، جئنا نأخذ المثل الصالح من الأردن، فهناك علاقات رائعة، وصداقة متجذّرة، واحترام كبير"، مشددًا على أهمية أن يقوم المسيحيون والمسلمون بالشهادة معًا داخل المجتمعات للايمان بالله الواحد، ضمن أجواء المحبة والتسامح والتعاون من أجل الكرامة الانسانية".
هذا، وتطرق اللقاء إلى عدد من المواضيع، كالقواسم المشتركة التي تجمع النظرة المسيحية والإسلامية حول الإنسان وكرامته، سيما فيما يخص الشؤون الأخلاقية والطبية وتطوراتها التقنية، واحترام مكانة الدين داخل المجتمعات، ومسألة الحرية والدين، والعمل من أجل السلام والعيش المشترك وخدمة الإنسان. وحضر اللقاء الوفد الصحفي المرافق للمطران الفرنسي، وأسرة المركز الكاثوليكي، والدكتور أحمد الحسنات الأمين العام لدار الإفتاء، والدكتور حسان ابو عرقوب مدير العلاقات الدولية.
مدار الساعة ـ نشر في 2018/09/19 الساعة 14:10