النائب الفلاحات يكتب: جلالة القائد الظاهرة

مدار الساعة ـ نشر في 2017/02/13 الساعة 14:58
كتب- النائب محمد الفلاحات
يمثل جلالة سيدنا ظاهرة خارقة في القيادة لم يشهد التاريخ لها مثيلا منذ قرون، ولقد استطاع جلالته –حفظه الله- بقدراته المتميزة وصفاته الشخصية التي قلما تجتمع في شخص واحد، أن يثبت للعالم أجمع أنه الأكثر تميزا، وأنه قائد بذاته وصفاته وليس كالحكام الذين زجت بهم الصدف لاستلام دفات قيادة دولهم.

لقد تغنت كثير من الشعوب والدول بقادتهم وأثقلوا الصحف والكتب بمآثر قادتهم، منهم الأحياء ومنهم من رحل، وتغاضوا عن أخطاء كثيرة اقترفوها جلبت الدمار لشعوبهم ولغيرها من الشعوب، وقد تعامل كثير من هؤلاء القادة بمنتهى الجهل والحماقة السياسية، ما أدى إلى نتائج وخيمة يدركها كل من يقرأ التاريخ بحصافة.

ان من يستمع إلى أحاديثهم وخطبهم عبر الإنترنت، يصاب بالذهول مما يسمع من عبارات مقذعة بالوصف والإساءة للشعوب والدول والأشخاص، وكل ذلك أحيانا لمجرد انفعال آني لموقف معين.

وهنا أتساءل: هل سمع احدنا كلمة واحدة مسيئة أو جارحة لشخص او جهة أو شعب من جلالة سيدنا؟ هل قللّ من شأن زعيم آخر أو أي نوع من الاختفاف به؟!

يتغنى كثير من الناس بأبطال قوميين (في نظرهم) دون إمعان كامل لطبيعة نهجهم القيادي الديكتاتوري الذي ألحق الأذى المدمر والضرر الهائل لشعوبهم وللمنطقة بمرمتها، وأحيانا للعالم أجمع، وذلك بقرار أهوج وبرعونة سياسية واضحة.

وهنا أتساءل أيضا، هل صدر من جلالة سيدنا قرارا كهذا؟ أو هل يتصور احد أن يفعل جلالة سيدنا الحريص على سلامة شعبه وسلامة الشعوب الأخرى، أن يفعل شيئا كهذا؟ ألم يحذر جلالة سيدنا زعماء وقادة آخرين ويرشدهم لأمور حاضرة ومستقبلية في قضايا معينة؟

تظهر الخصومات والنزاعات وصراع تضارب المصالح بين الدول المتجاورة في العالم أجمع، وقد ظهر هذا في عالمنا العربي طيلة القرن الماضي وخلال هذا القرن، وأضرت هذه الخلافات بالعلاقات العربية العربية، وأضعفت العرب في عيون العالم أجمع.

وأتساءل، هل حصل شيء من هذا في عهد جلالة سيدنا –حفظه الله تعالى-، ألم تعالج كل نقاط الخلاف إن وجدت بكل رؤية وعقلانية وإنسانية وتمر مرور الكرام؟ وهذا سببه حرص جلالة الملك الإنسان على سلامة ودنه دما واقتصادا وترابا، وكذلك حرصه على سلامة الشعوب الأخرى.

لقد منّ الله تعالى على كثير من الدول بخيرات ومصادر طبيعية وفيرة جعلتها دولا غنية حسب التصنيف العالمي، ولكننا في الأردن نعاني من نقص في المصادر والثروات، وتعرضنا في عهد جلالة سيدنا لتحديات فرضت علينا أسبابا إضافية لضعف الاقتصاد، وعرقلت التقدم في مختلف مجالات الحياة.

وأتساءل، هل يستطيع أحد أن ينكر المستوى الرفيع جدا الذي توصل له بلدنا في مختلف المجالات الحيوية، مثل التعليم في مختلف فروعه، وها نحن نباهي العالم بالتقدم في مجال الطب والهندسة وغيرها، وأصبح الأردن الوجهة المفضلة لتلقي العلاج لكثير من العرب وأحيانا الأوروبيين.

وها هو جيشنا، مصدر فخر لنا بسبب مستواه الفني وحرفيته وجاهزيته، وقد أصبح كذلك جهة مميزة للآخرين لطلب التدريب وتعلم العلوم العسكرية، وها هي جامعاتنا تعج بالعلم أساتذة وطلابا، وهي مقصد لكثير من الطلبة العرب وغير العرب لنهل العلوم فيها.

وها هي أجهزتنا الأمنية كافة ومخابراتنا ساهرة دائما وحريصة على أمننا وسلامتنا من أخطار الداخل والخارج، وتتمتع بكفاءة نفتخر بها ونباهي العالم.

والنظر إلى البنية التحتية بشكل عام في الأردن، تبعث على الارتياح الشديد فهي قياسا بإمكانياتنا واقتصادنا ممتازة، وتفوق مثيلتها في دول أغنى منا.

وتحدث الاضطرابات والاحتجاجات في كثير من دول العالم، ومشهدها في العالم العربي معروف، فتراق الدماء ويقتل الناس وتنتهك الحرمات، ويتعرض الناس لأشد حالات الإذلال.

وأتساءل، هل نتصور جلالة سيدنا يريق قطرة دم أردنية، أو حتى يقسو على شعبه؟ ألم يكن دائما المحب لهم، والمتعاطف معهم، الذي يحس بألمهم ويسعى دوما لتحسين حالهم، والمتواصل معهم دائما.

وإذا نظرنا إلى أغلب قيادات العالم، نرى أن كلا منها، إما جاءت صدفة للقيادة أو أنها فرضت نفسها فرضا، أو أن نظام دولها اتاح لها الفرصة.

وأتساءل، أليس الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، سليل أسرة هي الأعرق في التاريخ العربي، ألا تتمتع بالشرعية التاريخية والسياسية والدينية التي لا تتمتع بها غيرها من القيادات؟ ألم تسعى القيادة الهاشمية لوحدة العرب وخيرهم ومجدهم، وان نظرة في تاريخ الهاشميين في القرن الماضي فقط، كافية لمعرفة حقيقة هذه القيادة العظيمة وتاريخها.

لقد ضحى الهاشميين بدمائهم وأرواحهم، سعيا لتوحيد العرب أجمعين، ولكنهم واجهوا معوقات صعبة في الداخل والخارج، منعت أسباب الخير التي كانوا يسعون لها.

ان الدول العظمى تتعامل مع دول العالم الثالث على أساس طبيعية كل قائد دولة، ثم على أساس علاقة الدولة بالدول العظمى، فمثلا صديق روسيا لا يمكن أن يكون صديقا لأمريكا..

وهنا أتساءل، هل استطاع زعيم شرق أوسطي أن يتفوق أو حتى يجاري جلالة سيدنا في نيل ثقة دول العالم أجمع، وكسب احترام كل زعماء العالم؟

لم يستطيع زعيم أن يجاري جلالة الملك، وهذا الأمر لم يأتي من فراغ، ولكنه جاء نتيجة أسباب كثيرة، وهي الصفات والمزايا التي شكلت شخصية جلالته، وهي نعمة أنعم بها الله تعالى على جلالته، فهو صادق واضح الرؤية ونبيل الأهداف، يسعى لخير شعبه وشعوب المنطقة والعالم.

كما أن جلالة الملك يتميز بأنه بعيد عن الأنانية والأطماع في الآخرين، ويحترم كل الدول والشعوب، ثم أن جلالته يقدم فكره بلباقة وقدرة فائقة على التواصل مع الآخرين وإقناعهم، ومن جهة أخرى فإن جلالته معروف بتاريخه الطويل في القيادة وبقدرته على استشراف المستقبل، والتصور والدقيق لأحداث المنطقة، وهو فهم نابع من ذكائه السياسي ومن حرصه الشديد على المنطقة كلها.

ومن علامات عبقرية القيادة عند جلالة الملك، أنه ملهَم ودليل ذلك كل ما أوردت في حديثي هذا، وأنه ملهِم ويمثل قدوة ومثلا لكل أردني في التواضع والتسامح والكرم وحسن التعامل، ولقد زرع جلالته في نفوس الأردنيين جميعا ومن خلال النظام السياسي والإداري في الأردن، الطموح لدى الشباب فالجميع يطمح لأن يكون نائبا او مديرا أو وزيا أو غير ذلك، فهذه الأمور ليست حكرا على أحد أو جهة.

إن قيادة جلالته جعلت المواطن الأردني لا يعرف المستحيل في الطموح، فهو يشعر أنه سيصل لما يريد يوما، ثمّ أن الأردني شامخ وشجاع، لأنه لم يجرب الخنوع في ظل النظام الأردني العزيز بإذن الله، لا يُهان ولا يُذل في ظل دولة أساسها الدستور والقانون والقضاء المستقل.

وإنني لأشعر بسعادة غامرة وفخر شديد عندما أتابع زيارات جلالة سيدنا لدول العالم، فلقد نجحت زيارة جلالته الأخيرة إلى الولايات المتحدة نجاحا باهرا أدهش المسؤولين الأمريكيين جميعا، ولقد وصفوا جلالة الملك بأوصاف رفيعة مشرفة وأعربوا عن احترامهم الشديد لجلالته والأردن، وعن ضرورة دعم ومساندة جلالته في توجهاته والأخذ بها، وذلك من منطلق الثقة بفكر ورأي جلالة الملك.

لقد ناقش جلالته معهم أهم القضايا، مثل القضية الفلسطينية وموضوع القدس وسوريا والعراق وغيرها من مشكلات المنطقة.

أدعو الله تعالى أن يحفظ جلالته ويمد في عمره ويمنحه الصحة والعافية ويعينه على ما يتحمل من هموم ومتاعب، فهو القائد العسكري وهو المصلح الاجتماعي وهو سيد الدبلوماسية العربية في الخارج، وهو نصير الفقراء، اللهم أحفظه وأحفظ الوطن.
مدار الساعة ـ نشر في 2017/02/13 الساعة 14:58