السلطة والعالم والشعب..

مدار الساعة ـ نشر في 2018/09/17 الساعة 22:59
بقلم: المحامي بشير المومني افتتح العالم الفقيه العبقري السنهوري مكتبا للمحاماة وفي اول قضية توكل فيها ترافع امام المحكمة بقضية جنائية عن احد المتهمين .. ولأن السنهوري رحمه الله ذلك الامام القانوني العلامة الواسع العميق المطلع الفقيه والفيلسوف فلقد أخذ على عاتقه وحمله ضميره ورشده وبعد نظره على اثارة الدفع بالماهية والوصف والتكييف فقال للقاضي (هذه القضية تعالجها نظريتان الاولى الفرنسية والثانية البلجيكية.. ) ولأن السلطة عندما تكون مفتقرة للعلم فانها لا تتقبل رأي المثقف العالم المفكر ولو كان محقا فقد التفت القاضي للمتهم ومن ثم للقضايا الملقاة على مكتبه ووجه الحديث للمتهم قائلا ( وانت بتحب انحاكمك ازاي .. ع الطريقة الفرنسية وللا البلجيكية !!!؟؟؟ ) ولأن الشعب عندما يكون جاهلاً فهو غير معني سوى بعبوديته لا بمن سيحرر وعيه ليحرره فعلى الفور التقط المتهم رسالة السلطة وابتزازها وصاح بأعلى صوته (انا مش عاوز المحامي ده ...) ولأن هكذا شعب جاهل يستحق مثل هكذا سلطة مستبدة اعتزل السنهوري رحمه الله الترافع بالدعوى .. في اللحظة التي يعتزل فيها المثقف الوطني في بيته وينفض يده من سلطة مستبدة لا تسمع وشعب جاهل لا يشبع اقرأوا على اوطانكم السلام ..
  • محكمة
  • المتهمين
  • قانون
  • تقبل
  • لحظة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/09/17 الساعة 22:59