من ذاكرة.. غير مكتوبة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/02/13 الساعة 00:13
كدت اغاضب ذاكرتي غير المكتوبة، حين ذكرني صديق زميل بانه سيصلّح ما ورد في مقال السبت عن انعقاد مؤتمر المصالحة اليمنية في عمان في الثمانينيات من القرن الماضي وكان في حقيقة الامر في مطلع التسعينيات واستأذن الزميل تصليح الغلطة، وكان يراهن على ذاكرتي فقرر انه كان مراسلا لوكالة الانباء الاردنية «ايام المرحوم محمود الكايد».. ولا ادري لماذا ابتلع بعض دموعي كلما خطر محمود بالبال، وكلما تذكرت سليمان عرار فالعزّ والحزن يليقان بأهل النجاح.
لقد عمل الحسين، رحمه الله، في حقيقة ناصعة منذ مطلع الثمانينيات على تركيز كل ماله من رصيد تاريخي وقومي ومثابرة على طرح مشروع الوحدة اليمنية، ووقف الصراع بالواسطة. فالزيديون لم يكونوا ابدا شيعة. وعمر وجودهم الكثيف في الجبال يزيد على الف عام.. عن وجود الشيعة في ايران. فالزيديون هم شيعة (او حزب بلغتهم القديمة) لزيد بن علي من ابناء امير المؤمنين من ام غيرام الحسن والحسين، وله معتقد جماهيري في اليمن فقط. اما تشيع (الحوثيين) ومعهم حلف علي عبدالله صالح، فهو جزء من نشاط ايران «العقائدي».. فالزيديون هاشميون ويلتقون بخمسة قرون من حكم الاسرة العلوية وثلاثمئة في عهد المرابطين الذين وقفوا في وجه الحصار الذي تطاول السبعة قرون من الامويين حكم ملوك الطوائف الذي خلف عهد امراء المؤمنين على ان: الامامة من قريش. وبعد سقوط اخر امارة عربية في يد الاسبان، انتقلت هذه الامامة الى الاسرة العلوية وهم هاشميو المعتقد.
هذا التلميح التاريخي سمعناه من جلالة الملك في اللقاء الاخير، فمعركة اليمن ستكون حاسمة، ذاكرا ان القوة الضاربة في الجيش هي من تدريب وإعداد جيشنا العربي. فاذا لم نعزل علي صالح قبل ان يصل هذا الجيش الى الجبال في مرحلة القتال المذهبي.. فان من الصعب ان يكون الحل سياسيا.
ان فهم معنى الائمة من قريش، وفهم حقيقة التشيع باعتبارها اول حرب في الزمن الراشدي، حين تواجه الامام مع جيش على رأسه عائشة بنت ابي بكر. وحين سقط الامام بخنجر مسموم لحاقد فارسي، وفهم الزيدية اليمنية وامارة المؤمنين في المغرب. يجعلنا نقف موقف الدفاع عن الحالة العربية، ولعل قمة البحر الميت ستكون المكان الطبيعي لحشد عربي ينهي ازمة اليمن وحروبها الصعبة، وازمة العراق التي جعلت تصريحات رئيس الوزراء العبادي بداية تبحث عن نهايات. وما يجري في سوريا الآن فبعيد كل البعد عن حالة «قلب العروبة النابض».
.. وكنا نقول ان فلسطين هي آخر القائمة في اهوال الوضع العربي.
الرأي
لقد عمل الحسين، رحمه الله، في حقيقة ناصعة منذ مطلع الثمانينيات على تركيز كل ماله من رصيد تاريخي وقومي ومثابرة على طرح مشروع الوحدة اليمنية، ووقف الصراع بالواسطة. فالزيديون لم يكونوا ابدا شيعة. وعمر وجودهم الكثيف في الجبال يزيد على الف عام.. عن وجود الشيعة في ايران. فالزيديون هم شيعة (او حزب بلغتهم القديمة) لزيد بن علي من ابناء امير المؤمنين من ام غيرام الحسن والحسين، وله معتقد جماهيري في اليمن فقط. اما تشيع (الحوثيين) ومعهم حلف علي عبدالله صالح، فهو جزء من نشاط ايران «العقائدي».. فالزيديون هاشميون ويلتقون بخمسة قرون من حكم الاسرة العلوية وثلاثمئة في عهد المرابطين الذين وقفوا في وجه الحصار الذي تطاول السبعة قرون من الامويين حكم ملوك الطوائف الذي خلف عهد امراء المؤمنين على ان: الامامة من قريش. وبعد سقوط اخر امارة عربية في يد الاسبان، انتقلت هذه الامامة الى الاسرة العلوية وهم هاشميو المعتقد.
هذا التلميح التاريخي سمعناه من جلالة الملك في اللقاء الاخير، فمعركة اليمن ستكون حاسمة، ذاكرا ان القوة الضاربة في الجيش هي من تدريب وإعداد جيشنا العربي. فاذا لم نعزل علي صالح قبل ان يصل هذا الجيش الى الجبال في مرحلة القتال المذهبي.. فان من الصعب ان يكون الحل سياسيا.
ان فهم معنى الائمة من قريش، وفهم حقيقة التشيع باعتبارها اول حرب في الزمن الراشدي، حين تواجه الامام مع جيش على رأسه عائشة بنت ابي بكر. وحين سقط الامام بخنجر مسموم لحاقد فارسي، وفهم الزيدية اليمنية وامارة المؤمنين في المغرب. يجعلنا نقف موقف الدفاع عن الحالة العربية، ولعل قمة البحر الميت ستكون المكان الطبيعي لحشد عربي ينهي ازمة اليمن وحروبها الصعبة، وازمة العراق التي جعلت تصريحات رئيس الوزراء العبادي بداية تبحث عن نهايات. وما يجري في سوريا الآن فبعيد كل البعد عن حالة «قلب العروبة النابض».
.. وكنا نقول ان فلسطين هي آخر القائمة في اهوال الوضع العربي.
الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2017/02/13 الساعة 00:13