'قابلات بطلات' في الزعتري.. ترامب يهدد بإفشال إنجازهن الاستثنائي

مدار الساعة ـ نشر في 2025/06/10 الساعة 10:45
مدار الساعة - قالت ناتاليا كانيم، المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA)، إن الصندوق واجه تخفيضات في الميزانية من قبل، لكن تأثير سياسات الرئيس دونالد ترامب كان أكثر "تدميرًا" لصحة المرأة الإنجابية حول العالم.
وقد استهدف المحافظون الأميركيون الوكالة منذ إقرار تعديل كيمب-كاستن في عام 1985 من قبل الكونغرس، حين شنّت إدارة الرئيس آنذاك رونالد ريغان حملة ضد سياسات تنظيم الأسرة في الصين، متهمة بكين بالترويج للإجهاض والتعقيم القسري.
ومنذ ذلك الحين، قامت كل إدارة جمهورية لاحقة بقطع تمويل الولايات المتحدة لصندوق الأمم المتحدة للسكان، ولم تكن إدارة ترامب الثانية استثناءً.
قالت كانيم في مقابلة تزامنت مع إصدار التقرير السنوي للصندوق يوم الثلاثاء:
"لقد خسرنا مشاريع تزيد قيمتها عن 330 مليون دولار بين عشية وضحاها، في بعض من أكثر مناطق العالم تضررًا، مثل أفغانستان."
وأضافت: "نعم، نحن نعاني."
وأشارت كانيم إلى مثال "مخيم الزعتري للاجئين في الأردن"، حيث تم على مر السنوات توليد أكثر من 18,000 حالة حمل على يد "قابلات بطلات"، وأضافت: "قمن بتوليد هؤلاء النساء دون وفاة أم واحدة، وهو أمر استثنائي في ظروف الأزمات."
وتابعت: "اليوم، هذه الأجنحة الخاصة بالولادة قد أُغلقت. لقد أدت التخفيضات المباشرة في التمويل إلى عجز القابلات عن أداء عملهن."
وأشارتفي تصريح لوكالة فرانس برس ترجمته مدار الساعةإلى أنه رغم أن الوقت لا يزال مبكرًا لتقدير الآثار الدقيقة لهذه التخفيضات، إلا أنها ستؤدي حتمًا إلى "ارتفاع معدلات وفيات الأمهات وزيادة في حالات الحمل غير المرغوب بها."
وأوضحت: "ما يميز هذه المرة أن الجهات الأخرى العاملة في مجال الصحة الإنجابية والتي كان يمكنها تعويض غيابنا، "تعاني هي الأخرى من آثار ضخمة بسبب قطع تمويلها."
فقد أقدمت إدارة ترامب على خفض العديد من برامج المساعدات الخارجية المماثلة.
واختتمت كانيم بالقول:
"من المحزن أن هذا العام، بالنسبة لي، كان الأسوأ على الإطلاق، لأن الجميع تأثر بعاصفة هذه التخفيضات."
"إن انسحاب الولايات المتحدة من ساحة التمويل لصالح الصحة الإنجابية كان "مدمرًا".




"الرغبة والحقوق"
لم تقتصر السياسات الأميركية على خفض التمويل فحسب، بل شملت أيضًا تحديات لمفاهيم المساواة بين الجنسين.
وأكدت كانيم:
"قد تثار نقاشات حول المفاهيم، لكن لا يجب أن يكون هناك أي نقاش حول "عدم قابلية حقوق وخيارات النساء والفتيات المراهقات للتفاوض.""
وأضافت:
"نحن دائمًا منفتحون للتغيير، ولكن لا ينبغي أن نساوم على هذه القيم المشتركة التي قد تعني الفارق بين الحياة والموت للنساء والفتيات حول العالم."
"النساء يستحقن الدعم. الفتيات المراهقات يستحقن إتمام تعليمهن، لا أن يصبحن حوامل، ولا أن يُزجّ بهن في الزواج كحل زائف للمشاكل التي تواجهها أسرهن."
"التقرير السنوي"
أشار التقرير السنوي لصندوق الأمم المتحدة للسكان، الذي نُشر يوم الثلاثاء واستند إلى استطلاع شمل 14,000 شخص من 14 دولة تمثل أكثر من ثلث سكان العالم، إلى أن "ملايين الأشخاص لا يستطيعون تكوين أسر حسب رغبتهم."
أكثر من 40% من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا صرّحوا بأنهم لم ينجبوا العدد الذي كانوا يرغبون فيه من الأطفال – حيث قال 31% إن لديهم "عددًا أقل" مما كانوا يريدونه، وقال 12% إن لديهم "أكثر".
أكثر من نصف المشاركين أشاروا إلى أن "العوائق الاقتصادية" حالت دون إنجاب المزيد من الأطفال.
وعلى النقيض، قال واحد من كل خمسة مشاركين إنه "تعرض لضغط لإنجاب طفل"، فيما أفاد ثلث البالغين بأنهم مرّوا بحالة "حمل غير مقصود".
أوضحت كانيم:
"الغالبية العظمى من الناس يعيشون في دول انخفضت فيها معدلات الخصوبة إلى ما دون مستوى الإحلال."
وأضافت:
"نعلم أن قضية الضغط السكاني دائمًا ما تُطرح بطريقة درامية، فهناك من يقول إن العالم مكتظ بالبشر، وآخرون يرون أننا بحاجة للمزيد ويجب على النساء إنجاب المزيد من الأطفال."
لكنها شددت:
"ما يهم صندوق الأمم المتحدة للسكان فعليًا هو "الرغبة الحقيقية للمرأة، وحقوقها، وخياراتها."(أ ف ب)
مدار الساعة ـ نشر في 2025/06/10 الساعة 10:45