الأمم المتحدة تدعو لتجنيب إدلب «أسوأ كارثة إنسانية»
مدار الساعة - حذر منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في الأمم المتحدة، مارك لوكوك، اليوم الاثنين، من وقوع "أسوأ كارثة إنسانية" في محافظة إدلب السورية، إثر شن دمشق عملية عسكرية واسعة النطاق هناك.
وقال لوكوك للصحفيين، في جنيف: "يجب أن تكون هناك سبل للتعامل مع هذه المشكلة بحيث لا تتحول الأشهر القليلة المقبلة في إدلب إلى أسوأ كارثة إنسانية مع أكبر خسائر للأرواح في القرن الحادي والعشرين".
ومع مناشدته الأطراف المتحاربة في سوريا لتجنب الكارثة، قال لوكوك إن الأمم المتحدة ومنظمات إغاثية أخرى تعمل على وضع "خطة تفصيلية" تمكنها من التحرك بسرعة حال بدء هجوم واسع على المحافظة.
وقال "نحن نعمل بصورة حثيثة تحسبا لإمكانية تدفق المدنيين بأعداد هائلة في عدة اتجاهات".
وأضاف أن لدى الأمم المتحدة خططا لمساعدة 800 ألف شخص قد ينزحون وهي تتوقع أن ينزح نحو مئة ألف إلى مناطق تسيطر عليها القوات الحكومية ونحو 700 ألف داخل إدلب.
وقال إن برنامج الأغذية التابع للمنظمة الدولية قام بتخزين كميات من الطعام تكفي نحو 850 ألف شخص لأسبوع واحد بعد بدء عملية عسكرية واسعة النطاق.
أكثر من 30 ألف نازح
من جهته، ذكر المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ديفيد سوانسون، أن أكثر من 30 ألف شخص نزحوا من منطقة لأخرى داخل شمال غرب سوريا، الواقع تحت سيطرة المعارضة جراء قصف الحكومة السورية والقوات المتحالفة معها الذي بدأ الأسبوع الماضي.
وذكر ديفيد سوانسون، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، لـ"رويترز": "حتى التاسع من سبتمبر نزح 30 ألفا و542 شخصا من شمال غرب سوريا صوب مناطق مختلفة في أنحاء إدلب".
وأضاف سوانسون أن 47 في المئة من النازحين تحركوا صوب مخيمات و29 في المئة منهم يقيمون مع عائلاتهم و14 في المئة استقروا في مخيمات غير رسمية و10 في المئة استأجروا منازل ليعيشوا فيها.
وتبقى محافظة إدلب هي المنطقة الوحيدة الواقعة تحت سيطرة المجموعات المسلحة في سوريا. وفي العام 2017 أعلنت الدول الثلاث الضامنة (روسيا، إيران، تركيا) عن إنشاء منطقة شمالية لـ"خفض التوتر" في إدلب، ومنذئذ، كان باستطاعة المسلحين الذين رفضوا المصالحة مع الحكومة وإلقاء السلاح، أن ينتقلوا إلى هناك وعائلاتهم.
وفي الوقت الحالي، يتواجد في المحافظة آلاف المسلحين، من بينهم عناصر "هيئة تحرير الشام"، ائتلاف الفصائل الذي يقوده الفرع السوري من تنظيم "القاعدة" الإرهابي، والمعروف أيضا تحت اسمه السابق "جبهة النصرة".
وكشفت القمة الروسية الإيرانية التركية حول سوريا في طهران، في 7 سبتمبر، عن وجود خلافات بين موسكو وأنقرة فيما يخص العملية في إدلب. ففي الوقت الذي أصر فيه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على أولوية طرد المسلحين الإرهابيين من المنطقة، دعا نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، إلى وقف العملية، محذرا من تبعات نزوح أعداد هائلة من المهاجرين فارين من العمليات القتالية.
فيما أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا استعدادها لتوجيه ضربات إلى القوات الحكومية السورية في حال استخدام دمشق الأسلحة الكيميائية في إدلب. من جهتها، أفادت موسكو بأن لديها معلومات دامغة تدل على إعداد مسلحين في إدلب لاستفزاز هدفه اتهام الحكومة السورية باللجوء إلى "الكيميائي"، لتبرير التدخل العسكري الغربي ضد دمشق.