الهجرة النبوية التي غيرت وجه العالم

إنها الهجرة التي تخاطبك وتخاطبنا جميعا ، الهجرة إلى الله ورسوله ، الهجرة من ظلام المعصية الى نور طاعة الله وإتباع سنة نبيه ، الهجرة من أنانيتنا وتكبرنا إلى الإيمان والانسانية والتواضع والسلام والمحبة . وتحل علينا ذكرى الهجرة النبوية العظيمة، الحدث الاسلامي الاعظم، الهجرة التي كان لها الأثر العظيم في تغيير وجه العالم ، وتوجيه مسار التاريخ ، وأظهار أن إرادة الله الواحد القهار فوق إرادة ومكائد المشركين والحاقدين مهما كانت. الهجرة العظيمة التي بفضلها تبدل حال الدعوة من ضعف إلى قوة ، وفتحت لها آفاقاً أوسع وأكبر ، فكانت بداية نهج جديد في التبليغ ، تضافرت فيه جهود المهاجرين والأنصار لتصنع دولة الاسلام ، دولة ستحمل للعالم رسالة جديدة ، جوهرها أن سعادة الإنسان في معرفة سر وجوده ، وسعادة البشرية بشرع الله وعبادته. الهجرة التي هي تجسيد لسلوك العبد نحو الله ، ومن العادة إلى العبادة ، ومن الغفلة إلى الذكر ، ومن البعد عن الله إلى القرب منه سبحانه وتعالى. ‎الهجرة التي أثبتت على ان حال الأمة لن يستقيم إلا بتوحيد الجهود في عمل منظم للجميع، ولن يتم بناء أي أمة الا بالتخطيط المدعوم بالعزيمة الذي ينظر للغد القريب والبعيد، وأن انتصار الدعوة مرهون بتقديم الغالي والنفيس من مال وجهد ووقت وتضحية بالروح.