حدادين يكتب: الحق يعلو.. الأردن لا يتاجر بالمساعدات
مدار الساعة ـ نشر في 2025/05/09 الساعة 21:50
في خضم الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، وفي الوقت الذي يعاني فيه الشعب الفلسطيني من ويلات الحصار والعدوان، برزت المملكة الأردنية الهاشمية كأحد أبرز الداعمين لشعب غزة، مسطرة مواقف إنسانية نبيلة عبر الهيئة الأردنية الهاشمية للإغاثة والتنمية والتعاون العربي والإسلامي، والتي كانت ولا تزال في طليعة الجهات التي عملت بلا كلل أو مقابل لتنسيق وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة.
في المقابل، تفاجأ الرأي العام الأردني والعربي بمحاولة تشويه سافرة يقودها موقع إلكتروني مشبوه، يدّعي زوراً وبهتاناً أن الأردن يتقاضى مبالغ ضخمة مقابل السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة. وهي افتراءات باطلة لا تستند إلى أي دليل، وتتناقض تماماً مع الواقع الذي يعرفه القاصي والداني.
منذ بداية العدوان على غزة، قامت القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، وبتوجيهات من جلالة الملك عبدالله الثاني، بتسيير جسر جوي وبري من المساعدات الطبية والغذائية العاجلة، تحملت خلالها الأردن كافة التكاليف المالية واللوجستية، من وقود ونقل وحماية وتنسيق دولي مع الأطراف المختلفة، دون أن تُحمّل لا الدول المانحة ولا الشعب الفلسطيني أية تكاليف.
كما نظّمت الهيئة الأردنية الهاشمية العشرات من القوافل الإغاثية والطبية، التي دخلت القطاع من معبر رفح، رغم الصعوبات السياسية والأمنية واللوجستية، وواكبت عمليات الإسقاط الجوي الدقيق فوق مستشفيات ومخيمات القطاع، والتي جاءت استجابة لنداءات إنسانية عاجلة.
لا يمكن تفسير مثل هذه الحملات المشبوهة سوى أنها جزء من استهداف ممنهج للأردن، ولمواقفه القومية والإنسانية الثابتة تجاه القضية الفلسطينية. فالأردن، الذي لم يتاجر يوماً بمعاناة الأشقاء، وقف وما يزال في خندق واحد مع أهل غزة، مقدماً الدم والمال والجهد، غير آبه بالكلفة، إيماناً منه بوحدة المصير وواجب الأخوة.
الحقيقة التي لا يمكن إنكارها، أن الأردن، بقيادته وجيشه وشعبه، قدّم أكثر مما يستطيع، وفتح مستودعاته ومشافي ميدانية ومستشفياته العسكرية المتقدمة، ونفّذ عمليات إسقاط جوي محفوفة بالمخاطر، وشكّل شريان حياة لغزة، في وقت عزّ فيه النصير وتقلصت فيه المواقف الجادة.
ختاماً، فإن الهيئة الأردنية الهاشمية ليست مجرد جهة تنسيقية، بل هي عنوان إنساني وشاهد حي على التزام الأردن التاريخي والعملي تجاه القضية الفلسطينية، وستبقى كذلك رغم كل حملات التشويه الرخيصة، التي لا تزيد الأردنيين إلا تمسكاً بمواقفهم وافتخاراً بجيشهم وقيادتهم.
مدار الساعة ـ نشر في 2025/05/09 الساعة 21:50