عندما تتميز المؤسسة الدينية
مدار الساعة ـ نشر في 2018/09/09 الساعة 00:09
لاشك أن التميز والتفوق والإتقان منهج طلبه الإسلام وحثّ عليه، وقد كان هذا المنهج عنوانا للمسلمين أسسوا بناء عليه حضارتهم وتقدمهم وتميزهم عن الأمم الأخرى في كل المجالات. وكلما ضعف العمل بهذا المنهج، تردت أوضاع المسلمين ورجعت القهقرى، ولا يزال المسلمون في تراجع حتى آل الحال لما نشاهده من واقع الأمة ونسمعه. إذن هي سنة الله في خلقه، ولن تجد لسنة الله تبديلا أو تحويلا، فالأخذ بأسباب التميز يبني حضارة متميزة والعكس بالعكس.
وعندما استقلت دائرة الإفتاء العام عام 2006م، قادها سماحة العلامة الدكتور نوح القضاة-رحمه الله تعالى- وضع سماحته حجر الأساس لتميّز الدائرة من خلال الانتقاء الدقيق لكوادرها والعاملين فيها، مفتين وإداريين، وقد كنت أحد الشهود على هذه المرحلة المباركة، التي من خلالها ركّز الشيخ على العامل البشري والإنساني قبل أن يركز على الأبنية والأثاث، لأن الإنسان هو باني الحضارة والتقدم، ولم يكتف سماحته بانتقاء العاملين فقط، بل قام بإنشاء الدورات العلمية للتدريب، والتي ما زالت إلى وقتنا هذا، فالتعليم والتأهيل عملية مستمرة، لا تتوقف عند شهادة عليا أو دنيا. وقد منح جلالة الملك عبد الله الثاني سماحته في 5/5/2008م وسام (الحسين للعطاء المتميز) من الدرجة الأولى، تقديرًا لجهوده المتميزة وخدمته الطويلة والمتفانية في العمل العام، والوعظ، والقضاء الشرعي، والإفتاء، وتفعيل دور مؤسسة الإفتاء الرسمية وتجاوبها مع المتطلبات والمتغيرات الاجتماعية. وفي عام 2009م نالت الدائرة الجائزة الذهبية لأفضل موقع إلكتروني حكومي.
ثم جاء سماحة الشيخ عبد الكريم الخصاونة، الذي يعتبر الباني للدائرة، ففي عهده انطلقت الدائرة إلى العالم الخارجي، ليكون للمفتين حضور مميز في الإعلام، وفي جميع مؤسسات الدولة. واتسعت الدائرة، وتضاعفت أعداد العاملين فيها، وانتشر المفتون داخليا وخارجيا، وصار لهم (في كل عرس قرص)، كما تم الاعتناء بالناحية التقنية للدائرة، فحصلت على عدة جوائز منها: جائزة درع الحكومة الإلكترونيةالعربية لعام (2011م)، وجائزة درع الحكومة الذكية العربية لعام (2016)، وجائزة الألكسو للتطبيقات الجوالة في مجال التربية لعام (2016م). وودع الشيخ الدائرة ليصبح قاضيا للقضاة في 25/1/2017م.
واستلم الراية سماحة الشيخ الدكتور محمد الخلايلة، الذي أرسى الدائرة وأفرادها على ساحل التّميّز، ليكون البناء الذي أسس على تقوى، وبُني على هدى، قد وصل إلى مرحلة التفوق والتميّز. وكان التميّز همًّا للشيخ منذ أن كان أمينا عاما للدائرة، وكان يكرر دوما: (المؤسسات الدينية أولى المؤسسات بالتميّز). وقد منح جلالة الملك عبد الله الثاني سماحته وسام التميّز من الدرجة الثانية عندما كان أمينا عاما للإفتاء في 25/5/2016م ؛ لخدماته الجليلة بالإفتاء. وقد تابع سماحته مسيرة التميز بعد أن أصبح مفتيا عاما للملكة، ليتسلم من جلالة الملك عبد الله الثاني في 5/9/2018م، (درع جائزة الملك عبد الله الثاني لتميز الأداء الحكومي والشفافية) بعد أن حصلت الدائرة على المركز الأول، فئة المؤسسات المشاركة لأول مرة، مما يشهد للدائرة والعاملين فيها بالتّفوق الإداري بجانب تفوقها العلمي الذي شهد له القاصي والداني.
وتأكيدًا على التميز السابق، وفي نفس اليوم 5/9/2018م، أُعلن فوز أخي الحبيب فضيلة الدكتور محمد يونس الزعبي (مفتي العاصمة) بجائزة الملك عبد الله الثاني عن فئة الموظف القيادي، واستلم الجائزة من جلالة الملك.
إنها مسيرة من التميّز والعطاء، بُنيت بجد واجتهاد، وحبِّ لله ثمّ الوطن، وولاءٍ وانتماءٍ للقيادة الهاشمية، ورغبةٍ في بيان دين الله تعالى على أحسن وجه، بالحكمة والموعظة الحسنة، وحبٍّ في إيصال الخير للناس جميعا.
الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2018/09/09 الساعة 00:09