دقيقة من فضلك معالي الوزير

مدار الساعة ـ نشر في 2018/09/08 الساعة 23:03

د.موسى الهروط

معالي وزير التربية والتعليم الأكرم

هناك مايسمى بحصص الوقت الحر أو النشاط الحر ليس إلا ، الاسم ليس بخلاف. يا معالي الوزير، حصص النشاط الحر أصبحت تؤرق مضاجع أولياء الأمور من حيث الطلبات الأسبوعية ونحن بالبداية الآن.

هل يمكن أن يفسر لنا من وضع أهداف تلك الحصص؟ هل تم وضع برنامج لتطبيقها ليسير عليه المعلمون والمعلمات؟ هل من وضع الحصص يعي بفقر البيئة التعليمية لأدنى متطلبات حصص النشاط؟
هل هناك خطة لمتابعة تطبيقها -إذا طبقت اصلا- التقرير المعد من قبل المعلمين؟

هل متطلبات الحصص يتكفل فيها أولياء الأمور أم المدرسة نرجو التوضيح؟

يا معالي الوزير، ايعلم من وضعها - أي الحصص- أن نصف دينار يضعه بعض أولياء الأمور في ميزانية رغيف الخبز بدلا من زينة الصف وبالونات ملونة؟

هذه الحصص توضع في البرنامج المدرسي عندما تكون المدارس تتضمن المسابح والملاعب والمرسم ومصلى وغرفاً موسيقية ومكتبات فيها كتب حديثة عميقة المضمون. ومختبرات وحواسيب وووو.....

مدارسنا ليست كمدارس خاصة، مدارس الحكومة تفتقد المقاعد من اكتظاظ الطلبة فكيف تطلبون من طلبتها تطبيق النشاطات الحرة.

يا معالي الوزير سئمنا من القرارات النرجسية والقرارات التي تخط بقلم سائل على ورق أبيض.

حّث العاملين لدى وزارتكم أن يحاكوا الميدان ومن بعدها اتخذوا قراراتكم.

في يوم من الأيام أميركا أصدرت كتاباً بعنوان :أمة في خطر" سببه أن الروس أطلقوا مكوكاً فضائياً، فما كان منهم إلا أن رجعوا إلى مناهج الرياضيات والعلوم بفروعها، فوجدوا أن الخلل ليس بالطالب إنما بالمناهج ولم تعد المدرسة تنتج أفرادا يسيطرون على العالم بعلمهم لذا يا معالي الوزير، المدرسة مصنع المنتجين.

وهل عملت الوزارة عبر السنين للارتقاء بالمدرسة أم أنها حالة نظرية مستعصية يصعب معالجتها.

لا نطالب باسترجاع هزاع ووصفي ولانطالب بشهداء الكرامة، بل أعيدوا لنا طالبنا الذي ضاع في فجوة الواقع والطموح، فالفجوة كبيرة.

أعيدوا لنا مناهجنا ومدارسنا وصفنا ومعلمنا الذي أنتج أطباء ومهندسين وأدباء ولم يكن لديهم ما يسمى بالوقت الحر.

أعيدوا لنا هيبة تعليمنا التي فقدت، نحن مع التطور ومواكبة العصر الحديث ولكن يا معالي الوزير هذا يتطلب الكثير الكثير. ونحن غير جاهزين والميدان يحكم..

مدار الساعة ـ نشر في 2018/09/08 الساعة 23:03