النقيب الطبيب حمزه الخوالدة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/09/08 الساعة 20:15
الكاتب إسماعيل عبدالله
الطبيب هو ذلك الشخص الذي يختص في علاج الأمراض والمشكلات الصحيّة لدى الإنسان، وهو الحامل لشهادةٍ علميةٍ معترفٍ بها في أحد حقول الطب، ويحملُ رخصةً قانونيةً لمزاولة المهنة، ويسعى الكثير من الطامحين أو مَن هم على مقاعد الدراسة، ومن يعملون في حقله لأن يكونوا أطباءَ ناجحين، وفي هذا المقال سوف نُقدم لكم طبيبا نجح نجاحا باهرا وحصل على البورد وهوفي سن 33.
النقيب الطبيب حمزه ولد وعاش طفولته الأولى في قرية مرصع التي تتبع للواء جرش آن ذاك ثم انتقل مع أهله إلى قرية سلحوب والتي تتبع لمحافظة البلقاء والقريتان يسكنها أقارب حمزه من الخوالدة (عشيرة بني حسن) منذ طفولته كانت واضحة علامات الإبداع كل شيء يدل على أن عمره العقلي أكبر من عمره الزمني لذلك ابهر معلميه وقتها، أكثر ما كان يميزه حب التحدي وحبه للعلم وان يكون في المراكز الأولى وهذا أصبح صفة دائمة له ومرت الايام ووصل حمزة إلى الصف الثاني ثانوي والذي اضطره للعودة إلى قرية مرصع كان يمشي مسافة طويلة ذهابا وإيابا لم يكن ذلك الطالب الذي وفر له كل شيء كوسيلة نقل مثلا رغم المسافة البعيدة بين بيته وبين مدرسة مرصع الثانوية للبنين، ولكن كان أهله يوفروا له قدر استطاعتهم لمساعدته في دراسته.
وبتوفيق من الله نجح حمزه وحصل على المركز الثالث على مستوى محافظة جرش مما أهله لدخول كلية الطب في جامعة مؤتة ( الجناح المدني) في محافظة الشهداء محافظة الكرك وهنا بدأت معركة الحياة معه كل شيء صعب الا ان العقل والذكاء الذي يمتلكه ذلل كل تلك الصعوبات منها البعد عن الأهل والكلفة المادية ، مثل ان كلفة الكتب كبيرة والسكن والطعام والشراب وغيرها من مصاريف الطالب الجامعي الا ان حمزه كان يعرف كيف يتصرف بالمبلغ الشهري الذي كان والده يبعث له كان يقدر أن والده الرجل المكافح يتعب ليلا نهارا لتأمين له هذا المبلغ بل كان يخفف على والده قدر الإمكان لأن له إخوة أيضا في جامعات أخرى، واصل حمزة دراسته للطب إلى أن تمكن من التخرج بتفوق . وبعد ذلك التحق بالجيش العربي الأردني ليصبح بعد ذلك طبيبا في الخدمات الطبية الملكية، كان حمزه يواصل الدراسة والأبحاث باستمرار دون كلل و ملل همه الإبداع يريد أن يصبح طبيبا استثنائيا لرسم الابتسامة وإعادتها إلى الناس يريد أن يخفف انين المريض لأن إنسانيته كبيرة ليس لها حد وكان خير مثالا له في إنسانيته أمه واباه.
وقد وفقه الله وأكمل الإقامة حيث انه اختار أن يتخصص في جراحة الدماغ والأعصاب والعامود الفقري رغم صعوبة التخصص الا ان صفة المتميز أن يختار الشيء المتميز، نجح حمزه في هذا التخصص نجاحا باهرا بتوفيق من الله ومن ثم دعم أهله له، فهو تخصص يحتاج للكثير من الدراسة، والاهتمام، وتخصيص الساعات الجيّدة للمراجعة ، والمذاكرة ،إلى جانب التركيز العالي أثناء التدريب ، ولا سيّما العمليّة أو التطبيقيّة كان حمزه لا يكتفي بالتدريب العملي والمحاضرات بل كان يعلم أن هذا التخصص ، يحتاج إلى جهودا فردية منه شخصيا للوصول نحو الأفضل قدر المستطاع، مما ساهم في نجاحه بشكل أسرع. تعامل حمزة كان جيّدا مع المرضى وكان يحرص على التواصل بطريقةٍ حسنة مع المرضى، والتبسم في وجوههم، وتخصيص الوقت الكافي لكل مريض كان حمزة لا يشخص الحالة الصحيّة بشكلٍ سريع، لأنه يعلم أن التشخيص السريع يؤدّي إلى ضعف الخدمة الطبيّة المُقدمة ، أو التأخر في الوصول للشفاء، كان يتحلى بالصبر، ويتعامل بطريقة جيدة مع مرضاه حتى في حالات ضغط العمل.
كان حمزة على اهتمام دائم بمرضاه من حيث سؤاله الدائم عن كل تفاصيل وضعهم الصحي عند المراجعة، وساهم هذا الامر في تحسّن حالتهم الصحيّة؛ بسبب تلك العلاقة النفسيّة الطيبة التي تجمعهما. حمزة لا يقدم مصلحته الشخصية على حساب مرضاه لأنه امر مناف لاخلاقيات المهنة.
الدكتور حمزة واضب على التعلّم المستمر ووضع التزاماً على نفسه بالاستمرار في التعلّم مدى الحياة؛ فهو يحاول دائماً أن يُحسّن من مهاراته ومعرفته، فكما قال جون ديوي إنّ التعليم ليس تحضيراً للحياة؛ بل هو الحياة ذاتها، وتتمثّل أهمية التعليم المستمر في تقليل الوقوع بالأخطاء الطبية، وتعزيز الثقة بالنفس، وتعزيز المصداقية المهنية بالإضافة إلى أهمية أن يكون الطبيب مستعداً للتعلّم من الآخرين بغض النظر عن أعمارهم، أو أدوارهم، أو ظروفهم، وشارك الدكتور حمزة المعرفة مع الأقران لأن الطبيب الناجح يُشارك المعلومات والخبرات مع أقرانه الأطباء؛ حيث يقول براين تريسي إنّ الأشخاص الناجحين يبحثون دائماً عن الفرص لمساعدة الآخرين، ويُمكن للطبيب القيام بمشاركة المعرفة عبر التكنولوجيا الحديثة وشبكات التّواصل الاجتماعي، والتي تزيد من إمكانية الوصول إلى المعلومات والتحقّق منها، وتساهم في بناء علاقات داخل وخارج مكان العمل كل هذا واضب عليه حمزة. حمزة واضب أيضا على أخلاقيات المهنة ؛ إذ إنّ ما يميز حمزة هو الاجتهاد بالعمل، أيضاً حمزة حافظ على خصوصية وسرية المهنة، مما ساهم في كسب ثقة، واحترام مرضاه، نجح حمزة في كسب احترام جميع الناس سواءً كانوا أصحاء أم مرضى.
حصل حمزة على البورد في تخصص الجراحة والأعصاب في سن 33 وأجرى عمليات كثيرة تكللت في النجاح وأجرى قبل أيام مع فريقه الطبي عملية نادرة عملية دماغ جراحية نادره في مستشفى الأمير هاشم بن عبد الله الثاني العسكري )العقبة. حيث قام النقيب طبيب حمزه اخصائي جراحة الدماغ والاعصاب مع فريقه الطبي جراحي الرائع مكون من اخصائي جراحة الدماغ و الأعصاب النقيب طبيب علي عويد القبيلات ، بالتعاون مع اطباء التخدير الدكتور احمد الشريدة و الدكتور موسى غريب بإجراء عملية جراحية لحالة نادره جدا لأكياس كلبيه. بعد تأكيد تشخيص الحالة من قبل اخصائيي الأشعة الدكتور منذر المومني و الدكتور انيس مساعفة ، وبمساعدة مجموعة من الممرضين المميزين.
حيث قام الفريق الجراحي بازالة مئات من الأكياس الكلبية الدماغية باستخدام الميكروسكوب الجراحي في عملية استمرت ما يقارب 8 ساعات للطفلة حنان التي تبلغ من العمر 12سنة والتي كانت تعاني من اعراض مزمنة منذ أكثر من 4 سنوات، والحمد لله تكللت العملية بالنجاح.
طوبى لحمزه وفريقه الجراحي وشعارهم (خلقنا لنرتقي ولن نقبل بأقل من ذلك).
مدار الساعة ـ نشر في 2018/09/08 الساعة 20:15