العشق سم قاتل

مدار الساعة ـ نشر في 2018/09/07 الساعة 18:00
ما رام القلب الا مرام .. رددها صديقي وهو يتنهد تنهد الطفل الرضيع في حضن امه طلبا للحنان وكادت انفاسه تخرج من ثنايا اضلعه.. وكادت عيناه تخرج من محاجرها وهي تسرح في عالم ذكريات اليمة ام سعيدة يعلمها ولا يأتي على ذكرها للانام , ولا زالت عيناه شاردة كغزال هائم على وحهه يبحث عن ملاذ.. وكانه يستحضر حضورها من الزمان السرمدي ومن شروده احسست انه قد فقد وجوده في المكان والزمان .. حدث هذا كله عندما توارد الى مسمعنا اغنية صدح بها صوت من المجهول كان اسمها يتردد من بين ثنايا اللحن والكلمات وانسابت في اذنيه كانسياب ماء السيل الرقراق حين يجري بين حقول الورود بتؤدة وحنان حتى لا يخدش منها مكان. وما لبث ان عاد من عالم الخيال على صوتي يناديه بان كفاك شرودا وهيام وحدثني بما نالت منك الايام في عالم يدعى مرام ... واستطرد بحكي لي حكاية من دفتر الذكريات التي استذكرها من جوف اللاوعي المكنون والذي لا يظهر الا في الاحلام ... نظرتها يا صديقي في احدى المناسبات وما ان وقع نظري عليها حتى ايقنت انها فتاة الاحلام ... وجال نظري من حولي ابحث عن الحصان الابيض الذي قرأنا عنه في كتب العشاق واخطفها من بين الجموع لااطير بها فوق السحاب ونعيش معا في جنة وارفة الظلال لا يطأها انس ولا جان وان كانوا يقولون ان الناس باصنافها احناس , ذهب وفضة ونحاس ولكني صنفتها بعيني من عائلة الياقوت والالماس , وان الماضي الذي كنت اعيشه احلاما تجسد الان امامي واقعا وحقيقة بمجرد ان سمعت نغمات اسمها الرنان ... يا لحظي العاثر الذي سبقني اليها غيري بفعل التقاليد والعادات. الا تبالغ يا صديقي بشعورك من مجرد نظرة بلا لقاء وكانك عايشتها دهرا والايام فيه ليس لها جريان ... تقف فيه الساعة بلا مبالاة ولا اهتمام بعامل الزمان والمكان وكأن القمر والنجوم من يومها لم يبرحوا المكان والجمع تحجروا كالاصنام حتى تخلوا لك الدنيا بما رحبت وتبتي بسكينة عش الغرام ... كانك تعيش عالم قيس وليلى واستطرد مجيبا مستغربا من جهلي في عالم العشق والغرام ... الم يردك خبر ان القلب وما يهوى ... وان الارواح جنود مجندة.. وان النظرة الاولى لا تخيب الآمال فدعك من التعجب والافتراء.. ودعني اعيش لحظة السعادة بذكرها وان كان عز اللقاء قستبقى في نظري قمر السماء.
مدار الساعة ـ نشر في 2018/09/07 الساعة 18:00