حركة حماس: عباس أسس ’صفقة القرن‘
مدار الساعة - قال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) صلاح البردويل إن الرئيس محمود عباس "أسس لصفقة القرن" قبل نحو ربع قرن، مشددًا على المضي بكسر الحصار وافق أم لم يوافق.
ودعا البردويل في لقاء متلفز مع قناة الأقصى مساء الخميس، لعزله بسبب المآسي التي جناها على الشعب الفلسطيني خاصة في غزة، مشيرًا إلى أنه "سادر في تنفيذ صفقة القرن فلا دولة ولا حق عودة للاجئين والاستيطان يتغول وغزة تُعزل، فيما هو متمسك بآرائه".
وشدد على أن "التنسيق الأمني لم يعد تنسيقًا بل اندماجًا مع الاحتلال الإسرائيلي"، وتساءل: "رئيس الشاباك عندما يجلس مع عباس بساعات وبشكل دوري ومتفقون على 99% فماذا تتوقع منه؟".
وبين البردويل أن "علاقة عباس مع الشاباك ليس لخدمة الأمن الإسرائيلي بل لبقائه على سدة الحكم وهو مرعوب من أقرب المقربين منه"، ويعمل معهم وفق قاعدة "شيلني وبشيلك" لا قاعدة "شيل يا بشيل" التي يريدها مع غزة.
وقال موجهًا خطابه للاحتلال: "مسيرة العودة لم تنته وخفت عنك البالونات، وإن كان شعبنا بحاجة لتكثيفها فلن يتردد في ذلك والمقاومة جاهزة لحماية شعبنا والشعب جاهز ليحتضن المقاومة".
وأضاف أن "أبناء غزة لا يتسولون بل ينتزعون رفع الحصار بدمائهم، والاحتلال بدأ يستجيب لقواعد الاشتباك، فيما عباس يرى أن رفع الحصار يعني نصرا للمقاومة".
وأكد البردويل أن رفع المعاناة وكسر لحصار عن غزة لا تقل أهمية عن الوحدة وهي قضايا رئيسية تشغل الكل الفلسطيني، مشددًا على أن هذه القضية لا يمكن التلاعب بها.
وأوضح أن "شعبنا ينتظر رفع الحصار وهذا الأمر مرتبط بقضية وقف إطلاق النار ثم يأتي من يحولها ببلاهة إلى هدنة وصفقة القرن".
وقال إن: "حماس لا تقبل أن تنحصر في زاوية عمل دون العمل في كل الميادين المختلفة من أجل أن تحقق مشهد مهم ومريح للشعب والقضية الفلسطينية".
الربط الشرطي
وشدد على أنه "لا ينبغي على الاطلاق الربط الشرطي بين هذه القضايا (المصالحة والتهدئة) والعمل التوازي مهم جدًا، فإن أربط معاناة الناس بالمصالحة وشروط تعجيزية يعني إبقاء الحصار".
ونوه إلى أن "المصريين باتوا يدركون الآن أنه لا مجال بمصالحة وفق منطق مصالحة التمكين والتسليم من الباب من المحراب؛ فهذا المنطق العدمي يعني أنه لا يريد المصالحة"، مؤكدًا أن الجهود المصرية أفُشلت بواسطة عباس.
وتساءل: "أليست المصالحة هي الوحدة والشراكة. أليست الحكومة الموحدة والتفاهم على العقيدة الأمنية والتفاهم على كل الأمور ضمن المصالحة أما أنه لا اعتبار للآخر وأنا الشرعية وأنت طارئ فهذه نظرة حزبية ضيقة".
وحسب البردويل فإن ما اسماه فصيل "أبو مازن (عباس) والمقاطعة" هو "الوحيد الذي لا يريد تطبيق المصالحة وفق تفاهمات 2011 و2017، بينما الغالبية من شعبنا مع الوحدة القائمة على الشراكة".
ونوه إلى أن السلطة باتت متكأه على حماية نفسها بالتنسيق الأمني مع الاحتلال والإدارة الأمريكية التي تدعي معاداتها، ونحن لن نلتقي بناس على هذه الشاكلة".
وأضاف: "عباس يُقطّع الوقت حاليًا عبر وفود المصالحة التي يرسلها للقاهرة ليظهر بمظهر القوي في مجلس الأمن متحدثًا باسم الشعب الفلسطيني، وهو لا يمثلهم".
وشدد على أنه يجب على الجميع رفع الغطاء على أي خطوة يقوم بها عباس، وقال: "لم يبق له شرعيات في القانون أو العرف الوطني".
"لا يمثلنا"
وقال: "لا أمل في أن نتصالح مع شخص يعزل غزة ويحاصرها ويصور المقاومة ميلشيات"، وغفران ذلك أن يعتذر عن كل الإجراءات التي سببها للقضية الفلسطينية وغزة.
وتحدى البردويل عباس إجراء استفتاء على وجوده في منصبه في الرئاسة، فيما أعرب عن استعداد حماس لجميع الانتخابات "رئاسية وتشريعية ومجلس وطني".
وقال: "الشعب الفلسطيني لم يفوضك بإلغاء حقه بالدولة المستقلة عبر طرحك كونفدرالية مع الاحتلال الإسرائيلي والأردن، وهذا الطرح هو جزء من صفقة القرن".
وأضاف: "أطالب الشعب الفلسطيني أن يقف وقفة واحدة لرفع الشرعية عن عباس وأن تكون كلمة "لا يمثلنا" شعارنا؛ فمن الخطر أن يمثل شعبنا؛ وخطره كونه يحمل رؤية مخالفة لإرادة الشعب الفلسطيني"
وبين أن خطابه معاكس لكل ما صدر من المجلسين "الوطني والمركزي" لمنظمة التحرير، فلم ترفع العقوبات ولم يوقف التنسيق الأمني والاعتراف بأوسلو و"إسرائيل"، فيما يقول إن يمثل المنظمة والشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن السلطة سعت لربط بين رفع الحصار و"صفقة القرن" التي أسسها عباس عام 1995 مع يوسي بيلن (قائد سياسي إسرائيلي)، مذكرًا بالمثال القائل: "رمتني بدائها وانسلت".
ولفت إلى أن هذا الربط الذكي والخبيث بين رفع المعاناة عن شعبنا والصورة الوقحة التي أسسها عباس مع بيلن (صفقة القرن) جعلت بعض الفصائل تجفل.
كسر الحصار
وقال مخاطبًا عباس: "إذا كنت تريد أن تزيد المعاناة حتى ينفجر الشعب تجاه المقاومة، فالمقاومة تستطيع كسر الحصار من أنياب العدو الصهيوني، ونحن ذاهبون لكسره وافقت أم لم توافق".
ولفت إلى أن "كل وسائل الإعلام الإسرائيلي تقول إن من يعيق رؤية فك الحصار مع غزة هو جهاز الشاباك لعدم إعطاء المقاومة أي مكسب، وأبو مازن يتوافق مع رئيسه 99%، بينما لا يتفق مع شعبنا".
أوضح أن "الوحدة التي تجسدت في الميدان بقطاع غزة تزيد من عزلة عباس، ويجب أن تتطور لتعزل هذا الرجل ونخرج هذا الرجل من التمثيل وعدم الاعتراف بكل ما تنازل عنه".
ونوه إلى أن "إدارة عملية المقاومة تتقدم وتتأخر، عبر غرفة عمليات مشتركة تقرر معا وتنسحب معا وتكتك وتصعد وتخفف معًا، بوجود شعب واعي يتفوق على قادته".
وتعد "صفقة القرن" مجموعة سياسات تعمل الإدارة الأمريكية الحالية على تطبيقها حاليًا-رغم عدم الإعلان عنها حتى اللحظة-، وهي تتطابق مع الرؤية اليمينية الإسرائيلية في حسم الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
وكان الرئيس دونالد ترمب أعلن عن "إزاحة" القدس عن طاولة المفاوضات-المتوقفة من 2014-ونقل سفارة بلاده إليها وإعلانها عاصمة للكيان الإسرائيلي.
كما بدء بإجراءاته لإنهاء الشاهد الأخير على قضية اللجوء عبر تقليص المساعدات الأمريكية المقدمة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). صفا