البرايسة يكتب: شِعارهم 'العقاب'.. بوحٌ في حضرة 'فرسان الحق' وخُبث وجُحد 'الإخوان'
مدار الساعة ـ نشر في 2025/04/16 الساعة 22:23
أول السطر،،
وجدتُ نفسي أريد الحديث بوحاً وأمانةً وصدقاً.. وهي مناسبة بوح في حضرةِ رجال نذروا أنفسهم على الدوام لخدمةِ الأمة وما زالوا على العهدِ وسيبقون.. رجالٌ حملوا على عاتقهم حماية المنجزات ودرء المخاطر والأخطار في كلِ وقتٍ وزمان ومناسبة هذا البوح، الانجاز النوعي الجديد للمخابرات العامة (فرسان الحق)، إلقاء القبض على خلية إرهابية، زمرة مُخرّبة مِن "رفقاء الشيطان" ظنّ أعضاؤها "واهمين" أنهم بعيدون عن الأعين.. فكان رجال "الله والوطن والملك" لهم بالمرصاد.. إنهم رجال الأردن وعباءته.. يعلو جِباهِم التاج الملكي الهاشمي، وصفاتهم من شِعارهم "العقاب" أصحاب "القوة المنعة والسيطرة" وبين أيديهم "إكليل الزيتون" رمزاً للازدهار والرخاء والسلام، ودرعهم رمزاً للاستقلال، لا يغفلون عن "الأفعى" وكل عدو خارجي أو داخلي، متسلحين بـ"السيفان" لضربِ اليدِ الآثمةِ وكل مَن يحاول أن يمسّ الوطن بالضُر والشر، زادهم وإيمانهم قول الله تعالى "وقل جاء الحق".. إنهم أبناء الوطن وسياجه الحصين ودرعه المنيع.. ليعيش الجميع فيه بعزةٍ وكرامة.. البواسل الذين تجسّدت فيهم الأماني والطموحات والآمال.. نسور تُحملق بالشمس لتصنعَ وطناً يحملُ التاريخَ ليسبق الزمن.
الحقيقة الساطعة،،
إن الحديثَ ما زال دون المستوى المأمول عن دورِ المؤسسات الأساسية السيادية، وذلك ليس لسببٍ محدد، وإنما لترفّع هذه المؤسسات عن حبِ الظهور والاستعراض، ولأن الأمانة الوطنية وفي ظلِ الظروف المحيطة بنا مِن كل حدبٍ وصوب، تقتضي إعطاء كل ذي حق حقه، فإنني أجد نفسي أذهب مع ما يقضي الإشارة إلى مكانةِ هذه المؤسسات الحاضرة في كل ناحيةٍ من نواحي المجتمع الأردني، كما هي حاضرة دوماً في وجدانِ وضميرِ كل الأردنيين، وكذلك في كلِ لحظة من لحظات تاريخنا وتاريخ مسيرتنا الوطنية الممتدة منذ عقود، وهذه الحقيقة المتألقة نكتبها شهادة حق وواجب للتاريخ، فينشأ أبناؤنا وفي خيالهم وهج بطولات وتضحيات النشامى.. ويكبرون واثقون بأن أحلامهم ستتحقق ما دام أجهزتهم الأمنية تقوم بواجبها المُقدّس وبقيادة ملكٌ حكيمٌ وحازمٌ دفاعاً عن سيادةِ الوطن ووحدة أراضيه وأمن شعبه.
القصة وخباياها،،
دائماً كان "الإخوان المسلمين" يستغلون ارتداء ثوب المناضل الأوحد على الساحة، وهذا ليس تجنياً، ودليلنا في هذا هو القول المأثور لقيادات الإخوان "اجعلوا الناس ينشغلون بكم"، وبات هذا القول بمثابةِ "فرض عين" بالنسبة للتنظيم حتى يومنا هذا، ولو تمعنا في أدبيات "الإخوان" وسوابقهم التاريخية، فإنها تكشف بوضوح عن أزمةٍ حادةٍ في ظلِ إصرارٍ مريبٍ على تكرارِ أخطاء الماضي، وتجاهل كافة الأصوات العاقلة التي تُنادي بضرورة إجراء مراجعات ضرورية، وفي هذا يقول المفكر المصري المعروف جمال البنا، وهو شقيق مؤسس جماعة "الإخوان المسلمين" حسن البنا: "أسوأ ما بُلي به الإخوان أنهم لا يقرأون ولا يتثقفون، بل مَن يُفكر فيهم ويُناقشهم يطردونه مِن الجماعة، لأنهم لا يريدون أحداً أن يُفكر، بل يسيرون على فكرٍ واحد غير قابل للتغيير وغير متجدد، وبالتالي كل مَن تثقّف وفكّر خرج مِن الجماعة، وهم يرفضون الرأي الآخر ولا يريدون مناقشة أي فكر مخالف ويعارضهم".
ولو بحثنا في تفسير هذا الموقف المُتعنت، لوجدنا أن الحلقةَ الحاكمة لـ "التنظيم" تستند في موقفها وفق اعتقاد أن اللحظة التاريخية الراهنة أكثر ملاءمة لقطف ثمارها، خاصةً وأنهم يحتاجون جداً إلى "الشرعية الجماهيرية" ويبدو أنهم استقروا على قراءةٍ وحساباتٍ وهميةٍ تؤكد أن "ربيعهم" الحالي، قد لا يتكرر وعليهم أن يستثمروا اللحظة، وعلى هذا فإن واقع الحال يكشف وبشكل واضح جداً "المنطق الإخواني" المبني على الخبث والجُحد والتحايل والمراوغة، ونجزم أنه وبعد أن يهدأ المخاض سنجد مَن يكشف لنا المزيد مِن الوقائع، لكن الحقيقة التي لن يختلف عليها أحد، هي أن غريزة الناس لا تُخطئ، وتفهم جيداً مَن الذي يريد لهم الخير، ومَن الذي لا يريد الخير إلا لنفسه، فالفرق شاسع بين الإدعاء والممارسة، وبينهما مسافات صحراوية كبيرة، لا يغطيها إلا مَن آمن بقضية مصيرية تصب في صالح الوطن استراتيجياً.
آخر السطر،،
وعلى أساس ما تقدّم.. فإننا قد نختلف ونتجادل وربما نتنافس حد الصراع.. إلا أننا جميعاً نتفق ونرصّ صفوفنا ونوحدها خلف العرش والوطن ورجاله الذين يحبونه ويحمونه.. إنهم الرجال الذين يحبهم الأردنيون دونما رغبات فردية.. إنهم الضمانة التي لا تخذل.. والوعد الصادق الذي لا يَخلف.. والأمان الذي ترنو إليه كل القلوب.
مدار الساعة ـ نشر في 2025/04/16 الساعة 22:23